أخبار

الحركة جرّت العالم كله إلى ملعبها

ماذا لو لم تبالغ إسرائيل في ردها على هجوم حماس؟

امرأة فلسطينية بعد قصف إسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: في تحليل لما يحصل اليوم في غزة، يسأل جون مولر، الزميل في معهد كاتو والباحث السياسي في مركز ميرشون لدراسات الأمن الدولي بجامعة أوهايو، عما سيكون عليه الحال لو لم يأت الرد الإسرائيلي على هجمات حماس في 7 أكتوبر، وذلك في مقالة نشرها موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت" التابع لمعهد كونسي للدراسات.

يقول مولر إن لفكرة أن "ردة الفعل المنضبطة على الاستفزازات الشنيعة هي المسار الأكثر حكمة" أهمية واسعة. فعلى سبيل المثال، ينطبق هذا بالتأكيد على ردة فعل الولايات المتحدة على ما جرى في 11 سبتمبر، والتي كلفت تريليونات الدولارات وأدت إلى وفيات أكثر من 100 مرة مقارنة بالحدث نفسه.

بحسبه، ممكن أن ندافع عن افتراض مفاده أن من الأفضل لإسرائيل لو كان ردها العنيف على هجوم حماس محدودًا، "وكان ممكنًا أن يركز الرد على صد الهجوم، وتوجيه ضربات ضد أهداف معزولة في غزة، وتعزيز الدفاعات الحدودية، وشن عمليات سرية لتقويض حماس، وإطلاق جهد دولي منسق لإطلاق سراح الرهائن. فكان من شأن هذا النهج أن يسعى إلى الاستفادة من حقيقة أن جاذبية حماس ورسالتها كانت في تراجع قبل هجومها".

اعتباران مركزيان

يبدو أن الدافع وراء هجوم 7 أكتوبر يتمثل في اعتبارن مركزيين: تقارير البارومتر العربي أولًا، وقد خلصت برأي مولر إلى أن حماس لا تحظى بشعبية كبيرة في غزة. يقول: "وبينما يبدو أنها نجحت في تبديد الأموال وحفر الأنفاق لحماية نفسها، فإن حكمها كان فاسدًا. وبمرور الوقت، فقدت أغلبية كبيرة في غزة الثقة بحماس". ثانيًا، كان الدعم الذي تحظى به حماس يتضاءل بعد اتفاقات إبراهام، وهذا ما دفع بقيادة غزة إلى اتهام الدول التي تطبع علاقاتها مع إسرائيل بالسعي إلى الخلاص منها.

إن صح هذا التحليل، برأيي مولر، لا شيء يمكن أن يردع حماس. في الواقع، من وجهة نظرها ، الرد الإسرائيلي المدمر يصب في مصلحتها من خلال تنفير الدول العربية التي وقعت، أو ربما توقع قريبًا، اتفاقيات إبراهام. وهذا ما حدث.

دوليًا، حظيت إسرائيل بالكثير من التعاطف عندما كانت الضحية. يقول مولر: "لكن الكثير من هذا تبدد عندما ردت إسرائيل بقتل عدد أكبر كثيرًا من المدنيين. كان الهدف المعلن للحكومة الإسرائيلية تدمير حماس. وقد لا يكون هذا الهدف مبالغًا فيه تمامًا مثل الهدف الذي أعلنه الرئيس جورج دبليو بوش في أعقاب 11 سبتمبر أي تخليص العالم من الشر، لكن ثمة تشابه. ومرجح أن يتمكن أعضاء حماس من تجنب الدمار من خلال العمل تحت الأرض، ثم الصعود مرة أخرى بمرور الوقت". يضيف: "حتى لو كان من الممكن تدمير حماس بطريقة أو بأخرى، فقد تنشأ جماعات أكثر تطرفًا من تحت الأنقاض، فتلعب على وتر الاستياء العميق في غزة الذي تولد نتيجة للقصف الإسرائيلي المدمر".

تدمير حماس

النهج الأكثر تحفظًا المبين أعلاه لم يكن ليعمل على "تدمير" حماس بالمعنى المادي، بل عزلها باعتبارها منبوذة دوليا، "وهو الأمر الذي كان جاريًا بالفعل قبل هجومها على إسرائيل، وكما اقترح، من المحتمل أن يكون قد ساعد في إلهامها"، كما يقول مولر، مضيفًا: "المبالغة في ردة الفعل ليست مطلوبة بالضرورة من الناحية السياسية. صحيح أنه يبدو أن أحدًا لم يطرح هذه الملاحظة بعد هجوم بيرل هاربور بأن إرسال عشرات الآلاف من الجنود والبحارة الأميركيين إلى حتفهم في حرب أشعل شرارتها هجوم أسفر عن مقتل 2300 شخص قد يكون أمرًا سخيفًا. وإذا فعل شخص ما ذلك، فمن المرجح أن يتم رفض الاقتراح بشكل قاطع. مع ذلك، فيما يكون خيار عدم القيام بأي شيء تقريبًا ردًا على استفزاز فاضح قد لا يكون مقبولًا أو قد لا يكون حكيمًا، فإنه على الأقل ينبغي أن يكون مطروحًا على الطاولة للنظر فيه".

يختم مولر مقالته باستعادة ما كتبه توماس فريدمان، من "نيويورك تايمز" وآخرون عن عدم مبالغة الهند في ردة فعلها عندما أطلق عشرة مسلحين مرسلين من باكستان النار في مومباي في عام 2008، ما أسفر عن مقتل 175 شخصًا. ولم تبالغ الولايات المتحدة في ردة فعلها عندما فجر إرهابيون طائرة ركاب مليئة بالأميركيين فوق لوكربي باسكتلندا في عام 1998. بل إنها أطلقت جهدًا حازمًا وطويلًا باستخدام الأساليب القانونية لملاحقة المسؤولين عن ذلك.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها جون مولر ونشرها موقع " ريسبونسيبل ستايتكرافت"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف