أخبار

على وقع تصعيد بن غفير وسموثريتش اليمينيين

أكاديمي فرنسي: بدأ العد العكسي لإقامة الهيكل اليهودي الثالث

القوات الإسرائيلية أمام مسلمات يصلين في قبة الصخرة بالقدس القديمة، في 20 أبريل 2022
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إن التصريحات التي يطلقها وزيران عنصريان في إسرائيل تشجع المجموعات المسيحانية الصغيرة التي ترغب في بناء الهيكل الثالث في ساحة المساجد بالقدس

إيلاف من بيروت: نشر الروائي الإسرائيلي يشاي ساريد، والذي يصفه الأكاديمي الفرنسي جان بيير فيليو بأنه "الأكثر إبداعًا في جيله"، كتابه "الهيكل الثالث" (Le Troisième Temple) في عام 2015، مستندًا إلى مئات الساعات من المقابلات مع ناشطي الحركة المسيحانية في إسرائيل، يسكن معظمهم مستوطنات الضفة الغربية. وبعد عشرين عامًا على اغتيال أحد المتعصبين المنتمين لهذه الحركة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، قرر ساريد أن يأخذ الخطابات الأخروية لناشطي "نهاية الزمان" على محمل الجد.

يقول فيليو في مقالته له، نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن هذه الرواية التي نالت جائزة برنشتاين المرموقة، تتبع راويًا "أزال والده المساجد من قمة الجبل" ليبني على أنقاضها الهيكل الثالث. يضيف: "يتردد صدى هذا الواقع المرير اليوم، منذ سلم بنيامين نتنياهو اثنين من العنصريين حقائب وزارية رئيسية، هما بتسلئيل سموتريتش في وزارة المالية (وكذلك نائب وزير الدفاع) وإيتامار بن غفير في وزارة الأمن القومي".

بحسب الأكاديمي الفرنسي الذي يعلم في معهد العلوم السياسية، دمر البابليون معبد القدس أول مرة في عام 586 قبل الميلاد، ثم نفوا اليهود منه. وبعد نصف قرن، سمح الإمبراطور الفارسي كورش بعودتهم وبإعادة بناء الهيكل. دمر الهيكل الثاني نفسه في عام 70 ميلادية، في أثناء قمع الرومان الانتفاضة اليهودية. ووفقًا للتقويم العبري، دُمّر الهيكلان في كل مرة في التاسع من آب، وهو يوم صيام سنوي عند اليهود.

الهيكل وجبله

بحسب فيليو، حجز إحياء ذكرى الهيكلين مكانًا رفيعًا لـ "الجدار" (بالعبرية الكوتيل) في سردية التقوى اليهودية، وهو الذي يتوافق مع السياج الغربي للهيكل الثاني، ومن هنا يأتي اسمه "الحائط الغربي" أو حائط المبكى". ما يزيد هذا الجدار أهمية هو الإجماع الحاخامي على حظر الوصول إلى ساحة المساجد، ثالث القبلتين في في الإسلام، بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى المسجد الأقصى ومسجد عمر أو قبة الصخرة.

يُطلق على ساحة المساجد هذه اسم "الحرم القدسي الشريف" بالعربية، و"جبل الهيكل" بالإنكليزية. في خلال معركة القدس في يوليو 1948، أي بعد شهرين من إعلان قيام دولة إسرائيل، حاولت ميليشيا ليهي المتطرفة الاقتراب من الحرم لتفجير المسجدين، لكن من دون جدوى. وأدى وقف إطلاق النار في أبريل 1949 إلى تقسيم المدينة المقدسة بين قطاع غربي ضمته إسرائيل وقطاع شرقي ضمته الأردن حيث تم تدمير المعابد اليهودية. يقول فيليو: "بعد انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة، في يونيو 1967، منع وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان حاخام الجيش شلومو غورين من هدم قبة الصخرة لإقامة الهيكل الثالث. في المقابل، هدم الحي المغاربي الذي امتد قرونًا عند سفح الجدار، ثم فرض الإسرائيليون وضعاً جديداً للأماكن المقدسة في القدس الشرقية، مع السماح بالوصول إلى حائط المبكى بالقوة، وتخصيصه للعبادة اليهودية، في حين تم تخصيص ساحة المساجد للمسلمين، يدخلونها من مداخل محددة في أوقات محددة".

تدمير المساجد

في أبريل 1984، فككت السلطات الإسرائيلية منظمة إرهابية يهودية ارتكبت هجمات عدة ضد المدنيين الفلسطينيين، ورسمت خطة لهدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، "واتهمها أحد القضاة الإسرائيليين بأنها عرضت الشعب اليهودي كله للخطر بحجة تحقيق رؤيتها لمملكة إسرائيل"، كما يقول فيليو. حُكم على بعض أفراد هذه المنظمة بالسجن المؤبد، وتم إطلاق سراح بعض ناشطيها الذين حظوا بدعم كبير من الحركة الاستيطانية بعد سنوات قليلة. يضيف فيليو: "يهودا عتصيون هو العقل المدبر لهذه المؤامرة، وهو مؤلف كتيب ’جبل الهيكل‘ في عام 1985 والذي نُشر في أثناء محاكمته. أسس عتصيون حركة الخلاص بعد إطلاق سراحه من السجن في عام 1989. أثارت رغبة’مؤمنو جبل الهيكل‘ في دخول ساحة المسجد الأقصى احتجاجًا فلسطينيًا في أكتوبر 1990، أدى قمعه إلى مقتل 17 شخصًا. أما معهد الهيكل، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإنجيليين الأميركيين، فتأسس في عام 1992 في القدس القديمة".

في عام 1996، قرر مجلس حاخامات المستعمرات السماح بإقامة صلاة يهودية في ساحة المساجد، حضرها نحو 25 ألفًا خلال العام اليهودي 2020-2021، و50 ألفًا في العام التالي. وتؤدي حماية الشرطة الممنوحة لهؤلاء النشطاء بانتظام إلى وقوع صدامات دموية مع المسلمين.

خمس بقرات

ارتفع منسوب هذا التوتر بدخول وزيرين عنصريين إلى حكومة نتنياهو، في ديسمبر 2022، وبإفراطهما في التحريض. زار إيتامار بن غفير ساحة المساجد ثلاث مرات (يناير ومايو ويوليو 2023)، ورافقه في زيارتين منها الحاخام المتطرف شمشون إلبويم، الذي يدعي، باسم "إدارة جبل الهيكل"، أنه حلّ محل السلطات الإسلامية. يتابع فيليو: "أما بالنسبة إلى معهد المعبد، فقد استعاد خمس بقرات حمراء التي، بعد تضحياتها الطقسية، يمكن أن تنقي ساحة المساجد برمادها، ما يمهد الطريق لبناء الهيكل الثالث".

يختم فيليو مقالته التأريخية بالقول: "بعد مرور ثماني سنوات على نشر يشاي ساريد روايته، بقيت تفاصيلها لحسن الحظ خيالية. لكن، يتضح أن العد التنازلي لمسيحانيي الهيكل الثالث يتسارع. فهذا بن غفير يوزع السلاح على المستوطنين بعد هجومٍ تبنته حركة حماس في القدس الغربية في 30 نوفمبر الماضي. أما سموتريش، فصرح أن ثمة مليوني نازي في الضفة الغربية. ثمة حوادث كانت تبدو غير واردة قبل 7 أكتوبر، لكن لا يمكن استبعادها الآن".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها جان بيير فيليو ونشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
قريبا اسرائيل ستتحول لهيكل عظمي
عدنان احسان- امريكا -

كفى خرافات واساطير يا شعب الله المختار - ومش عارفين وين الله حاططهم

اي وهم يتقاتل الناس حوله!
زارا -

كل ارض الله مقدسة وليست هناك بقعة ارض اكثر قداسة من غيرها.....ملايين الناس يتقاتلون على وهم.