تعرضوا لضرب مبرح
فلسطينيون يروون قصة احتجازهم شهراً لدى القوات الإسرائيلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قال ستة فلسطينيين إنهم تعرضوا لضرب مبرح من قبل القوات الإسرائيلية على مدار فترة احتجازهم التي استمرت لحوالي شهر. وأكد أحد الفلسطينيين الستة أن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار على ساقه التي بُترت أثناء فترة الاحتجاز.
وقال متحدث باسم القوات الإسرائيلية لبي بي سي إنه لا تتوفر لديه معلومات تكفي لفتح تحقيق في مزاعم الرجل الذي بُترت ساقة، وأضاف أن إسرائيل تحترم القانون الدولي. وينص قانون الحرب على أن يتلقى جميع الأسرى معاملة إنسانية.
وأطلق الجانب الإسرائيلي سراح الفلسطينيين الستة في 14 ديسمبر/ كانون الأول من معبر كرم أبو سالم الحدودي بين إسرائيل وغزة.
وتوجه الرجال الستة إلى مستشفى الشهيد محمد يوسف النجار في رفح جنوب غزة طلبا للعلاج.
وكان في المستشفى العشرات من المحتجزين الذين أطلقت إسرائيل سراحهم، وافق سبعة فقط من بينهم على التحدث إلي.
وكان أربعة رجال يجلسون في صف على أحد أسرة المستشفى بينما يقف الخامس إلى جوارهم.
كانوا جميعا يرتدون ملابس رياضية خفيفة لونها رمادي بينما يمسك كل منهم برسغه حيث تظهر بعض الكدمات في حين يعاني البعض من كدمات وقروح شديدة.
كما لا يزال بعضهم مرتديا أصفادا بيضاء يستخدمها الإسرائيليون في تقييدهم أثناء الاحتجاز.
وقال لي محمد داوود، أحد المحتجزين السابقين لدى القوات الإسرائيلية، إنهم اعتقلوا أثناء اتباع التعليمات بالنزوح إلى جنوب القطاع.
وأضاف: "نحن من بيت لاهيا في الشمال، وكنا نتحرك إلى الجنوب عبر الممر الآمن".
وتابع قائلا: "ألقت قوات الجيش الإسرائيلي القبض علينا هناك. وحققوا معنا ليعرفوا ما إذا كنا تابعين لحماس أو لحركة الجهاد الإسلامي".
وأكد أنه ظل رهن الاحتجاز لمدة 26 يوما، لكنهم أطلقوا سراحه بعدما فشلوا في "إثبات أي شيء ضدنا".
وأعلنت القوات الإسرائيلية في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي فتح ممرات إجلاء للفلسطينيين من أجل النزوح من شمال إلى جنوب غزة.
ووصفت إسرائيل هذه الممرات بأنها "آمنة" وأنها فُتحت لأغراض إنسانية ليستخدمها الفلسطينيون إضافة إلى طريق صلاح الدين السريع.
لكن تقارير أشارت إلى أن فلسطينيين خضعوا للتفتيش من قبل القوات الإسرائيلية التي كانت تعتقل بعضهم أيضا.
وقال داوود: "قيدوني وعصبوا عيني مثل الآخرين". وأضاف: "أساءوا معاملتنا وبصقوا علينا واحتقرونا. كما تعرضنا جميعا للضرب".
وتابع: "إذا أخبرهم أحد بأنه مريض أو أن ساقه مبتورة، كان الجنود الإسرائيليون يردون: فلتمت هنا".
وأشار أيضا إلى أنهم "كانوا يعلقونهم من الأصفاد".
ورفض متحدث باسم القوات الإسرائيلية هذه المزاعم، قائلا: "فيما يتعلق بالكدمات التي خلفتها الأصفاد في أيدي المحتجزين، نود أن نوضح أن عملية تقييدهم تتم وفقا لمستوى التهديد الذي يمثلونه وحسب حالتهم الصحية".
وأكد أنهم "لا يُعلَقون من الأصفاد في مراكز الاحتجاز في أي مرحلة من مراحل بقائهم هناك".
في المقابل، أكد محمد داوود أنه هو والمحتجزين معه كانوا يتقاسمون بطانية واحدة، كما كانت القوات الإسرائيلية تتركهم في العراء أثناء سقوط الأمطار ولا تقدم لهم ما يكفي من الغذاء ومياه الشرب.
لكن الجيش الإسرائيلي نفى هذه المزاعم أيضا، مؤكدا أن المحتجزين كانوا يتلقون ثلاث وجبات يوميا، ومياه شرب، ورعاية طبية.
ولا يزال عدد الرجال الفلسطينيين الذين تحتجزهم القوات الإسرائيلية في غزة غير معروف حتى الآن، كما لا يعرف أحد مكان احتجازهم.
وطفت هذه القضية على السطح منذ ظهور فيديو من بيت لاهيا في وقت سابق من هذا الشهر.
وأظهر الفيديو عشرات الفلسطينيين مجردين من ملابسهم، عدا الملابس الداخلية، بينما يجلسون في أوضاع مجهدة تحت حراسة القوات الإسرائيلية.
أما الرجل السادس، محمد أبو حسين، فقد كان يجلس على مقعد في أحد ممرات المستشفى.
كان الرجل الذي يغطي الشيب رأسه جالسا على المقعد وقد فقد ساقه اليمنى بينما لا تزل هناك آثار دماء على طرف الزي الرياضي الملفوف تحت جذعه.
وقال أبو حسين من مخيم الشاطئ لبي بي سي: "لقد كنت في بيتي أعاني من المرض، كما ترى فأنا رجل مسن أبلغ من العمر 62 عاما".
وأضاف: "قالوا لي، عليك أن تخبرنا بمكان حماس والرهائن".
وتابع: "عندما أخبرتهم أنني لا أعلم شيئا من ذلك، أطلقوا النار على ساقي، وبعد ذلك بتروها".
وأشار إلى أنهم أجبروه على توقيع ورقة تفيد أن ساقه كانت مشلولة.
وقالت القوات الإسرائيلية إنها ليس لديها معلومات كافية لفتح تحقيق في هذه المزاعم.
وقال أطباء &- لم يرغبوا في ذكر أسمائهم &- إن الرجال الستة قدموا إلى المستشفى في حالة مزرية، مؤكدين أنهم يتلقون العلاج، بمن فيهم أبو حسين.
وكان هناك رجل آخر أكبر سنا يُدعى محمد يوسف أبو شمالة ينتظر في أحد ممرات المستشفى، وهو من حي الزيتون شرق مدينة غزة.
وكان الرجل السابع الذي تحدثت إليه بي بي سي يرتدي زيا رياضيا رمادي اللون مثل الآخرين، لكن يبدو أن القوات الإسرائيلية احتجزته بعد فترة من احتجاز الرجال الستة.
وقال أبو شمالة: "بدأت جرافة في إزالة منزلي عندما كنت وأربعين شخصا آخرين بداخله وسط صراخ النساء، فغادرنا المنزل رافعين أيدينا إلى أعلى".
وأضاف: "اعتقلت أنا وستة آخرون؛ ثلاثة من أبنائي، واثنان من أبناء أشقائي، بالإضافة إلى شقيقي".
واستمر: "طلبوا منا خلع ملابسنا. وكان ردنا: ماذا يعني أن نخلع ملابسنا؟ كان الموقف محرجا، لكن خلعنا القمصان".
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية طلبت منهم خلع المزيد من الملابس، وأنهم نفذوا الأوامر حتى أصبحوا بالملابس الداخلية فقط.
وقال الجانب الإسرائيلي إن القوات كانت تحتاج لأن يخلع المحتجزون ملابسهم حتى يتأكدوا أنهم لا يرتدون أحزمة ناسفة أو يحملون أسلحة.
وقال أبو شمالة إنه وأقاربه احتجزوا في غزة ثم نقلوا إلى إسرائيل بعد ثلاثة أيام، مؤكدا أنه يحاول العثور على أفراد أسرته بعد أن أطلق سراحه وحده.
وأضاف: "لا أعرف أين الباقون. لا أعرف أي شيء سوى عن نفسي فقط".