"أظن أنني محظوظ، فلا زلت حياً"
الرجل الذي شهد قتل إسرائيل لثلاثة من مواطنيها عن طريق الخطأ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"هل أنا محظوظ"؟ سؤال يتردد في ذهن ويشيان تيمتونغ ليجيب عليه قائلا "أظن أنني كذلك، فأنا لازلت حيا".
عامل الزراعة التايلاندي البالغ من العمر 37 عاما، كان من بين 23 محتجزا تايلانديا أطلقت حركة حماس سراحهم الشهر الماضي، والآن ويشيان عاد لبلاده ليعيش مع زوجته مالاي، في غرفة صغيرة في إحدى ضواحي بانكوك الصناعية.
وبينما كان رهن الاحتجاز، قابل 3 شبان إسرائيليين، لم ينجوا مثله، فقد قتلتهم القوات الإسرائيلية بالرصاص، عن طريق الخطأ.
لقد ذهب ويشيان لإسرائيل قبل 3 أشهر فقط، وكذلك الكثير من مواطنيه، بسبب ظروف الفقر في بلادهم، وليحصلوا على حياة أفضل عن طريق العمل في المزارع الإسرائيلية، لكن بعد 9 أيام فقط، نقلوه إلى مزرعة للأفوكادو قرب منطقة كفار عزة، ليستيقظ من نومه يوم هجوم حماس، أول أيام عمله هناك، على صوت طلقات الرصاص.
ورغم أن زملاءه طمأنوه قائلين إن الأمر طبيعي هنا، إلا أن قلقه زاد مع اقتراب أصوات الرصاص، ليقرروا قرب منتصف النهار الاختباء في أحد المباني الصناعية، لكن فجأة اقتحم مسلحون المكان، وبدأوا في ضربهم بأعقاب البنادق.
يقول ويشيان "استلقيت على الأرض وبدأت في الصراخ، تايلاند، تايلاند"، ويضيف واصفا ما جرى لاحقا "استمروا في ضربي، وكل ما استطعته هو حماية وجهي، وبدأ أحدهم في الوقوف فوقي، فزحفت للاختباء أسفل الفراش، وحاولت إرسال رسالة نصية لزوجتي، لأخبرها بالوضع، لكنهم سحبوني من قدمي".
ولاحقا تم نقل ويشيان إلى أحد الأنفاق، ليبقى هناك 51 يوما، شاعرا بالوحدة، لأنه كان التيلاندي الوحيد، ولا يتكلم الإنجليزية، فكانت طريقة تواصله الوحيدة مع الآخرين هي الرسم، والإشارات.
كانت الأوضاع صعبة، لقد كانوا يحصلون على وجبة واحدة يوميا، وكانت أحيانا عبارة عن قطعة من الخبز، وبعض التمرات.
ويضيف "عندما كنت أشعر بالاضطراب، كانوا يأتون ويتحدثون معي، لتهدئتي، لكني لم أكن أفهمهم، لم أكن أفكر إلا في وجوه أطفالي، وزوجتي".
ويواصل ويشيان "عندما كنت أشعر بالسوء، كنت أجلس قبالة الحائط، وأتأمل، واستمر في التفكير بنفس الشيء مرارا وتكرارا، ولهذا نجوت".
ويتذكر ويشيان بعض المحتجزين الآخرين، بينهم 3 شبان، يوتام، وسامي، وآلون، الذين بقوا معه في النفق فترة طويلة، واستمروا فيه بعد رحيله، حتى أطلقت حماس سراحهم، ليقتلهم الجنود الإسرائيليون المتوترون بالرصاص عن طريق الخطأ، بينما كانوا يقتربون منهم ملوحين بالأعلام البيضاء.
لقد رأى صورهم في الأخبار، ليقول "لقد كنت أنا وزملائي الأجانب نحاول مواساة بعضنا البعض كنا نتصافح، وكانوا يبتسمون لي ويعانقوني في بعض الأحيان، ويربتون على كتفي، لكني لم أكن أتمكن من الكلام معهم أو فهمهم".
لقد عرف أن يوتام كان عازفا على ألة موسيقية، وسامر كان يحب ركوب دراجته النارية، وكان يعمل في مزرعة للدجاج، وحاول ويشيان تعليمهم بعض الكلمات التايلاندية، ويقول إن اثنين من الإسرائيليين، كانا معه في النفق منذ أول يوم، بينما قدم الثالث بعد يومين.
ويؤكد أنه كان يتلقى معاملة لينة من محتجزيه، لكن ذلك كان خلال الأسابيع الأولى، لكن اثنين من الإسرائيليين كانا يتعرضان للضرب بالكابلات الكهربائية.
ويقول "لقد كنا نشعر بالجوع دوما، وكنا نحصل على بعض الرشفات من الماء فقط، كانت زجاجة المياه الكبيرة تكفي خمسة أيام، والصغيرة تكفي يومين فقط".
لقد عانى ويشيان بشدة لأنه لم يكن يتمكن من الاستحمام، لقد كان يسمح لهم بالنوم خلال النهار، لا الليل، وكانوا دوما يشعرون بالرطوبة، ويتعرقون، بدون توفر ما يمكن أن يمسحوا به العرق.
لقد كان يشغل نفسه بترتيب المكان وتنظيفه بشكل مستمر، حتى أنه ساعد الحراس في نقل بعض الحطام من النفق، بعد ضرب موقع قريب بالقنابل.
وبعد شهر، تم نقل 4 رهائن من النفق، "حوالي الساعة السابعة مساءا، أخرجونا لكن بمجرد رؤية الموقف شعرت برغبة في العودة بسرعة إلى داخل النفق مرة أخرى، كانت الأضواء باهرة، وفي كل مكان، بسبب الهجمات الجوية. سمعت أصوات مُسيرات، وأصوات طلقات نارية، واصلنا الركض لمدة 20 دقيقة متواصلة، لمحاولة تجنب المُسيرات".
ويضيف ويشيان، أن محتجزيه شجعوه على إحصاء الأيام عبر مذكرة ورقية، وأعطوه ساعة، بسبب استمراره في السؤال عن الوقت.
وجاءت نهاية معاناته بشكل مفاجئ، "جاؤوا وأشاروا إلي قائلين: "أنت ستذهب لأهلك في تايلاند"، ليرى ضوء النهار للمرة الأولى بعد 51 يوما، بعدما سُلم للصليب الأحمر واتجه إلى الحدود المصرية.
ويقول "كل الوقت الذي قضيته في الأنفاق، كنت متوترا، لكن بمجرد خروجي، ورؤية اثنين آخرين من التايلانديين، عانقتهم وبكيت، لقد عانقنا بعضنا البعض بشدة، وجلسنا والدموع في أعيننا، لنتساءل كيف نجونا؟".
ويتابع: "عند عودتي إلى تايلاند، أعطوني اسما جديدا، وهو الناجي، وصاحب الحظ الوافر".
ورغم ذلك يعاني ويشيان من سداد نفقات نقله إلى بلده، والتي تبلغ 230 ألف بهات، (ما يعادل 6570 دولار أمريكي) وليس لديه بالطبع القدرة على الحصول على هذا المبلغ.
وحصل ويشيان على وظيفة في مصنع مثل زوجه، وراتبه لا يتعدى 800 بهات شهريا، ولا يمكنهم التوفير منها، لأنهم ينفقون على أسرة كاملة وابنتين، ووالديهما.
لكن ويشيان لا زال في بعض الأحيان يجد صعوبة في النوم، ويستيقظ فزعا لينادي أمه خلال المساء، لكنه يقول، إنه سيعود إلى العمل في إسرائيل، لأجل الحصول على راتب أفضل.
التعليقات
تكذب حماس لا تنكل بالمساجين وتعذبهم ... يمكن فقط يمكن لانك تايلندي ولم تكن تفهم ومايقولون لك
عدنان احسان- امريكا -تقرير تافه ولا يرقى لمستوى النشـــر