أخبار

بايدن متمسك به.. حتى الساعة

بوليتيكو: نتنياهو فقد السيطرة على الوضع في بلاده

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن على مدرج مطار تل أبيب، 18 أكتوبر 2023
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: تقول ناحال توسي، كبيرة مراسلي الشؤون الخارجية في صحيفة "بوليتيكو"، إن على المسؤولين الأميركيين التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتواء الحرب بين إسرائيل وحماس، "لكن بعضهم يتساءل عما إذا كان هو المسؤول حقاً، إذ يحاول البقاء في منصبه وتجنب السجن بتهم الفساد، وهما رغبتان جعلتاه منذ فترة طويلة رهينة مطالب اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم. والآن، حكم المحكمة العليا الإسرائيلية ضد جهوده لإصلاح السلطة القضائية قد يجعله أكثر عرضة للخطر".

تحمل الشخصيات اليمينية المتطرفة &- ولا سيما الوزيران بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن غفير &- وجهات نظر عميقة معادية للفلسطينيين وتقاوم المقترحات الأميركية التي يعتبرانها "ودية تجاه الفلسطينيين". وإذا تخليا عن ائتلاف نتنياهو، فقد يخسر رئاسة الوزراء، ما يزيد من المخاطر القانونية التي يواجهها. جعل ذلك نتنياهو متردداً في الأخذ بالنصيحة الأميركية بشأن الحرب، ما يشير إلى أن التوترات الأميركية الإسرائيلية سوف تتصاعد.

يداي مقيدتان
يقول مسؤول أميركي مطلع على المناقشات الأميركية الإسرائيلية لـ "بوليتيكو"، من دون ذكر اسمه: "ليس واضحًا من يقود القطار في إسرائيل. كانت هناك أوقات ألمح فيها نتنياهو أو حتى كان أكثر صراحة في قوله لنا، ’يداي مقيدتان. كما تعلمون، لدي هذا التحالف. إنه ائتلاف. إنها الضرورات السياسية التي أواجهها‘".

قد يكون من الصعب التعاطف مع نتنياهو. فمن خلال رغبته في البقاء في السلطة، قدم الكثير من التنازلات للأكثر تطرفا في إسرائيل. تقول توسي: "والآن، محاولة إرضاء سموتريش وبن غفير تضعف قدرته على اتخاذ قرارات صعبة خلال لحظة خطر غير عادي بالنسبة لإسرائيل".

يصف آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في الشرق الأوسط، نتنياهو بأنه يائس، "فهو الرجل الذي صور نفسه دائمًا أنه أمل إسرائيل في تحقيق الأمن، وهو ادعاء انهار تمامًا في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي أشعل فتيل الحرب".

يضيف: "إنه مثال رهيب لزعيم خلط بين بقائه السياسي وبين ما يعتبره المصالح الفضلى لهذا البلد".

غاضبون.. ولكن!
يشعر البعض في إدارة بايدن بالغضب من أن نتنياهو "لا يزال على رأس الحكومة الإسرائيلية". لم ينسوا كيف أنه لم يحترم باراك أوباما وتودد للرئيس السابق دونالد ترامب، مستغلا الانقسامات الحزبية في أميركا.

لكن المسؤولين الأميركيين لا يتخلون عن نتنياهو في هذه الأزمة. فالرئيس جو بايدن ومساعدوه على اتصال منتظم مع رئيس الوزراء وفريقه، عبر الهاتف أو افتراضيًا، إن لم يكن شخصيًا.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أيضًا أن الضغوط السياسية التي يمارسها اليمين المتطرف هي أحد الأسباب التي تمنع نتنياهو من الرضوخ لطلبات الولايات المتحدة للسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

كما اختلف نتنياهو في بعض الأحيان مع بايدن وفريقه، رافضًا إصرار الولايات المتحدة على أن تلعب السلطة الفلسطينية دورًا في حكم غزة بعد الحرب، ناهيك عن فكرة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

أمد الحرب
بحسب "بوليتيكو"، يقول بعض المسؤولين الأميركيين إنه كلما طال أمد الحرب، سهل على نتنياهو أن يؤخر إجراء تحقيق جدي في أسباب فشل إسرائيل في منع هجوم حماس، "فهزيمة حماس تؤدي أيضاً إلى تقليص الغضب الشعبي الإسرائيلي تجاهه"، كما تقول توسي. لكن السياسة الإسرائيلية لا يمكن التنبؤ بها.

حتى لو تحولت الحرب إلى مرحلة أقل حدة من دون الإعلان رسميًا عن "انتهائها"، قد ينسحب السياسيون المعارضون من حكومة الطوارئ الحربية ويعودون إلى التحريض على نتنياهو. في الوقت نفسه، قد ينظر إليه زملاء رئيس الوزراء في حزب الليكود على أنه "طائر القطرس الذي يجب التخلي عنه قبل أي انتخابات".

مع ذلك، لن يكون من الحكمة شطب نتنياهو. في العقود التي قضاها في السياسة الإسرائيلية، تعلم بعض الدروس عن التعامل مع الأعداء والأصدقاء على حد سواء. وكما قال مسؤول أميركي: "كان بيبي دائمًا هو الموازن في السياسة الداخلية".

المصدر: "بوليتيكو"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف