الحوثيون يتوعدون ومعهم حزب الله وحماس وإيران
ليلة القصف على اليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: ليل الخميس &- الجمعة، اتحدت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مع حلفاء آخرين لتوجيه ضربات مركزة ضد الحوثيين في اليمن ردًا على هجماتهم المستمرة على سفن تجارية في ممر باب المندب بالبحر الأحمر.
جواً وبحراً
قال مسؤول أميركي كبير إن هذه الضربات انطلقت من منصات محمولة جواً وبحرًا، إضافة إلى منصات تحا سطحية: "شركت في توجيه هذه الضربات مقاتلات وسفن أميركية وبريطانية، وغواصة واحدة على الأقل، علّ ما حصل يساهم في حماية سفن الشحن الأميركية والدولية وإضعاف قدرات الحوثيين على تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر".
وبحسب تقارير عسكرية أميركية، استهدفت الصواريخ محطات رادار حوثية ومنشآت تخزين ومواقع إطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية. كما أكد المسؤولون الأميركيون في القيادة الوسطى للقوات الأميركية أن هذه الأهداف كلها "عسكرية واقعة في مناطق خاليةمن المدنيين".
وبحسب الحوثيين، شن الأميركيون والبريطانيون 73 غارة على مواقع مختلفة في اليمن، أسفرت عن سقوط 5 مقاتلين حوثيين وجرح 6 آخرين.
فقد أطلق الحوثيون عشرات الصواريخ والطائرات بدون طيار على المياه المحيطة باليمن خلال الأشهر القليلة الماضية. وانتقد الغرب هذه الجماعة لخلقها مشكلة عالمية بتعطيل طرق الإمداد الحيوية. وأتت هذه الضربات ضد الحوثيين بعيد تحذيرات متكررة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى من مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران عواقب وخيمة إن لم يوقفوا مهاجمة ممرات الشحن الدولية قبالة اليمن.
تفاصيل حربية
صدر الأمر من وزير الدفاع الأميركي، فانطلقت مقاتلات هجومية أميركية من إحدى القواعد الأميركية في في الشرق الأوسط، وانطلقت طائرات "سوبر هورنيت" من حاملة الطائرات "يو أس أي آيزنهاور"، كما انطلقت أربع طائرات "تايفون" تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في من قاعدة أكروتيري في قبرص.
تحددت الأهداف: قاعدة الديلمي الجوية شمال صنعاء، محيط مطار الحديدة، قواعد عسكرية في مديرية زبيد، معسكر كهلان شرقي صعدة، مطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في عبس، إضافة إلى أهداف أخرى وضعت على رادار القوة الضاربة الأميركية &- البريطانية المشتركة.
أطلقت السفن الحربية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر 100 صاروخ توماهوك، إضافة إلى مشاركة غواصة الصواريخ الموجهة "أوهايو يو أس أس فلوريدا" التي تبحر في البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي، وهي قادرة على حمل 154 صاروخ توماهوك.
وُضع هذا الصاروخ العابر للقارات في الخدمة في عام 1983، ويستخدم لضرب أهداف محددة بعيدة المدى. يزن 1.5 طن وهو مزود بشحنة ناسفة زنتها 450 كيلوغراما. ويمكن تسليحه برأس نووي. يتم إطلاقه من غواصات وسفن كبيرة، ويسير نحو هدفه بسرعة 880 كيلومترا في الساعة، ويمكن أن يبلغ مداه 2500 كيلومتر بحسب الأنواع. دقته محددة ببضعة أمتار بفضل نظام توجيهه بالرادار. يمكن أن يحلق على علوّ يتراوح بين 15 مترًا عن الأرض ويتكيف مع التضاريس كي يختفي عن شاشات الرادار، وهو فعال ضد البنى التحتية والثكنات والمطارات والأهداف المحصنة.
عمل دفاعي سيستمر
وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، في بيان صادر عن البيت الأبيض، الغارات بأنها "عمل دفاعي"، وقال: "لن نتردد في توجيه المزيد من الإجراءات لحماية شعبنا والتدفق الحر للتجارة الدولية بحسب الضرورة".
وعقّب ميك رايان، اللواء المتقاعد في الجيش الأسترالي والخبير الاستراتيجي العسكري على القصف بالقول: "وصل الأمر إلى نقطة لم تنجح فيها الأساليب الأخرى". أضاف: "حان الوقت ليعلم الحوثيون بأنهم لا يستطيعون التدخل في التجارة الدولية بهذه الطريقة".
ورغم المخاوف الغربية من أن تحول الصراع في غزة إلى نزاع إقليمي واسع النطاق، قال ريان إن الضربات ضد الحوثيين "غير تصعيدية، بل هي رد على تصعيد الحوثيين أنفسهم"، مرجحًا ألا تؤدي هذه الغارات وحدها إلى تدمير قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن أو تقليصها. قال: "بل أرجح أن تكون هذه مقدمة لغارات جديدة، ربما تتزامن مع بعض التفاوض لتهدئة الأمور في البحر الأحمر".
انتقاد داخلي
في الولايات المتحدة، انتقد مشرعون ديمقراطيون قرار بايدن شن ضربات ضد الحوثيين في اليمن "من دون الحصول على موافقة الكونغرس"، فيما رحب الجمهوريون بالضربات ووجدوها مقدمة لتسوية النزاع في البحر الأحمر.
ورأى المشرعون الديمقراطيون التقدميون في خطوة بايدن انتهاك للمادة الأولى من الدستور، التي تتطلب موافقة الكونغرس على أي عمل عسكري، معترفين بأن بايدن أخطر الكونغرس بالأمر، من دون أن يطلب موافقته. وغردت النائبة براميلا جايابال، رئيسة التجمع التقدمي، على "أكس" قائلة: "هذا انتهاك غير مقبول للدستور"، فيما وصفت النائبتان رشيدة طليب وكوري بوش سلوك بايدن بأنه غير دستوري. وقال النائب رو خانا إن على بايدن الحضور إلى الكونغرس "قبل أن يأمر بالإغارة على الحوثيين في اليمن وأن يورط البلاد في صراع آخر في الشرق الأوسط".
من جانبه، أيد السيناتور ليندسي غراهام "بشدة" قرار بايدن، وقال: "القوة هي اللغة الوحيدة التي تفهمها الجماعات الإسلامية المتطرفة"، آملًا في أن يكون بايدن قد أدرك أن سياسة الردع التي ينتهجها "فشلت تمامًا". ورحب ميتش ماكونيل، زعيم الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، بالضربات الأميركية في اليمن، وأمل في أن تمثل تحولا دائما في نهج إدارة بايدن تجاه إيران ووكلائها، فيما قال السيناتور روجر ويكر، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن هذه الغارة تأخرت شهرين، "لكنها خطوة أولى جيدة نحو استعادة الردع في البحر الأحمر".
لها تداعيات
حوثيًا، وصف محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة "أنصار الله" الحوثية، القصف الأميركي البريطاني على قواعد عسكرية في اليمن بأنه "همجي"، وتوعد بالرد، فيما أكد نظيره علي القحوم على "إكس" أن المعركة مع الأميركيين والبريطانيين "مستمرة مع استمرار غاراتهم الجوية على الحديدة وصعدة ومناطق يمنية أخرى مع استمرارية الردود اليمانية العظيمة والمشرفة وحضور اليمن كدولة وقوات مسلحة بحرية وبرية وجوية منذ اللحظات الأولى للعدوان السافر والإجرامي على اليمن".
ودان حزب الله ما وصفه بأنه "العدوان الأميركي -البريطاني السافر على اليمن وأمنه وسيادته وعلى شعبه الحر الشريف"، مؤكدًا أن هذا العدوان "يؤكد مرة جديدة أن أميركا هي الشريك كامل الشراكة في المآسي والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وفي المنطقة". وختم حزب الله بيانه بالقول إن ما حصل سيزيد اليمنيين قوة وعزيمة على والدفاع عن أنفسهم وعلى مواصلة الطريق في دعم الشعب الفلسطيني.
واعتبرت "حماس" الهجوم مؤشرًا إلى قرار بتوسيع الصراع. وهذا بالضبط كان رأي الإيرانيين. ففي أول تعليق إيراني على الضربات، قال محسن رضائي، القائد الأسبق للحرس الثوري الإيراني، إنها ستوسع نار الحرب في المنطقة، معتبرا أن "الولايات المتحدة وبريطانيا ارتكبتا حماقة كبرى، وأن واشنطن لا تستطيع إنشاء غزة ثانية في اليمن، كما لا يمكنها إنهاء الأحداث في غزة".