واشنطن تقصف الحوثيين لكنها تأمل في عودة إلى الهدوء
بايدن لم يشِر إلى دور إيراني في هجمات البحر الأحمر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: تولى جو بايدن منصبه في 2021 بوعد بالتفاوض لإنهاء الحرب الدامية في اليمن، إلا أن الرئيس الأميركي الذي يسعى للفوز بولاية جديدة في تشرين الثاني(نوفمبر)، بدأ العام الجديد بشن ضربات على هذا البلد، لكن إدارته تأمل في عودة إلى الهدوء.
ويرى خبراء أن إدارة بايدن والمتمردين الحوثيين في اليمن، وكذلك داعمي هذه الجماعة في إيران، دخلوا في اتفاق ضمني حساس وخطر، يعتقد كل طرف فيه أنه بحاجة إلى استخدام القوة مع افتراض أن الآخر لن يرغب في التصعيد.
بلينكن
وقام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأربع جولات في الشرق الأوسط منذ شنت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ردت عليه الدولة العبرية بعمليات قصف عنيفة في غزة. وهو يؤكد أن تطويق النزاع أولوية.
في المجالس الخاصة، يقول مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون أن حزب الله اللبناني الذي تدعمه إيران أيضًا، فهم الرسالة.
في المقابل، تحدى الحوثيون التحذيرات الأميركية عبر استهداف سفن دولية بشكل مستمر تضامنا مع الفلسطينيين، وتعطيل التجارة العالمية في البحر الأحمر وإجبار السفن على اتباع طرق ملاحية التفافية طويلة عبر إفريقيا.
إبلاغ بالضربة
خلال جولته الأخيرة، أبلغ بلينكن شركاءه في المنطقة بالضربات الأميركية البريطانية الجمعة ضد الحوثيين، التي حدثت بينما كان في الطائرة عائدا إلى واشنطن. وقد قال لهؤلاء الشركاء إن الولايات المتحدة تعتبر الضربات دفاعية، وليست تصعيدا جديدا في إطار حرب إقليمية.
وقال أنتوني بلينكن للصحافيين في القاهرة الخميس "لا أعتقد أن الصراع يتصاعد. هناك الكثير من النقاط الخطرة، ونحن نحاول إدارة كل منها".
من جهته، لم يشر جو بايدن، في البيان الذي أعلن فيه عن الضربات، إلى إيران، على الرغم من أن الولايات المتحدة اتهمت طهران في الماضي بتوفير الوسائل اللازمة لهجمات الحوثيين. وهو احجام يوحي بأن القوة الإقليمية ليست على الأرجح هدفا للولايات المتحدة.
وشنت الولايات المتحدة ضربة جديدة فجر السبت على صنعاء.
تحمل الألم
بعد جهود دبلوماسية بذلتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة، تم التوصل إلى هدنة في نيسان/ابريل 2022 في اليمن بين الحوثيين والحكومة المعترف بها من قبل المجتمع الدولي والمدعومة من السعودية. وتسببت الحرب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ويرى مايكل نايتس الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي درس الحوثيين أن المتمردين يدركون تماماً أن الولايات المتحدة لا تريد تدمير السلام الهش في اليمن، أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.
وأضاف أن الحوثيين "يملكون قدرة كبيرة جدا على التحمل" بعد سنوات من القتال، ومن غير المرجح أن تؤثر الضربات على منشآت إطلاق الصواريخ التابعة لهم على سيطرتهم على السلطة في اليمن.
ورأى أنهم "يملكون هامش حرية كبيرا للقيام بما يريدون واستفزاز القوة العظمى في العالم وهم ينتشون بذلك".
وتابع نايتس أنه يتوقع أن يوقف الحوثيون المواجهة عندما تنتهي الحرب في غزة وإن كانت اسرائيل وعدت بألا توقف حملتها حتى القضاء على حماس.
وقال إن "ما تحاول الولايات المتحدة فعله هو إجبار الحوثيين على الرضوخ قبل أن ينتهي النزاع في غزة وهذا مستحيل على الأرجح".
ليس "حتميا"
يرى سرهنك حمه سعيد، مدير برامج الشرق الأوسط في المعهد الأميركي للسلام أن الحوثيين يعتبرون المواجهة طريقة "يمكن التحكم فيها" لتعزيز موقعهم في المنطقة.
ويقول "لكن من المحتمل جدًا أن تؤدي الخسائر في الأرواح لدى هذا الجانب أو ذاك إلى دفع أحد الطرفين إلى تصعيد، وهذا قد يؤدي إلى استمرار سلسلة ردود الفعل و(يفضي إلى) مواجهة ترتدي طابعا إقليميا أكبر".
ويضيف "أعتقد أن اللاعبين الرئيسيين لا يريدون ذلك، لكن هذا لا يعني أنه أمر حتمي".
وكتب جون ألترمان المسؤول في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، في تحليل أن إيران على الأرجح "مسرورة" بهجمات الحوثيين على السفن الدولية إذ إن طهران يمكنها بذلك "جني الفوائد بدون دفع التكلفة".
مع ذلك، من الخطأ، على حد قوله الاعتقاد أن إيران هي التي تدير الهجمات. وعلى الرغم من الأضرار الاقتصادية، شكك في احتمال أن تسبب هجمات الحوثيين حربا أوسع في الشرق الأوسط.
وقال ألترمان "لا يسعى أي من الطرفين إلى حرب شاملة".