الضربة الإيرانية لأربيل تثير عاصفة دبلوماسية مع بغداد
السوداني في دافوس: لا مجال للاعتداء على السيادة حتى بين الأصدقاء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: اهتزت العلاقات بين طهران وبغداد على أكثر من صعيد جراء الضربة الإيرانية التي استهدفت مدينة أربيل. وتسبب الهجوم بغضب حكومي عراقي، يعد غير مسبوق منذ إسقاط النظام السابق قبل عقدين.
وأصدر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بيانًا قويًا يدين فيه الهجوم الإيراني، معلنًا تشكيل لجنة عليا للتحقيق في هذه الهجمات وإرسالها فوراً إلى أربيل. واستنكر البيان الحكومي الهجوم الإيراني على دولة جارة وحليفة.
كما انتفضت الحكومة العراقية بجميع مكوناتها دفاعاً عن سيادة العراق. وتعهد السوداني باتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية ضد إيران. وفي وقت لاحق، قدمت وزارة الخارجية العراقية شكوى رسمية ضد إيران إلى مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة، عبر الممثلية الدائمة للعراق في نيويورك.
وحرص السوداني على إدانة الهجوم فقال من سويسرا، حيث يرأس وفد العراق إلى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، إنه لن يسمح لأي طرف، سواء أكان خارجياً أو داخلياً، بأن ينتزع حقوق الحكومة العراقية في تحقيق سيادتها ودورها في الحفاظ على أمن العراق.
محمد شياع السوداني:
"للأسف هذا عمل عدواني واضح ضد العراق استهدف منطقة سكنية كان الضحايا فيها عائلة عراقية كردية بينهم أطفال .. ومن المؤكد أن هذا التطور خطير ويعد انتكاسة للعلاقة التاريخية بين بغداد وطهران"
وفي خطوة دبلوماسية غير مسبوقة منذ سقوط النظام السابق قبل عقدين، استدعت وزارة الخارجية العراقية سفيرها في طهران وسلمته احتجاجاً دبلوماسيا شديد اللهجة، في خطوة تعكس مدى استهجان العراق للضربة الإيرانية التي استهدفت مدينة أربيل. ويُظهر الإجراء الدبلوماسي استنكار العراق الواضح جراء التصعيد الإيراني، كما يشير إلى جدية السوداني إزاء حماية العراق من أي تهديد سواء أكان من عدو أم من صديق.
تجدر الإشارة إلى أن السوداني تعامل مع هجوم أربيل في إقليم كردستان كما لو أنه هجوم في قلب بغداد، مؤكدًا أن كردستان عراقية، ولا يمكن المساس بأمنها في وجود حكومة فيدرالية تحمي وترعى مصالح العراقيين الذين يعتبرهم العراق ثروة بسبب تنوعهم العرقي.
تصعيد في زمن حساس
تأتي الضربات الإيرانية، التي شملت أيضًا مواقع في سوريا وباكستان، في وقت بالغ الحساسية في المنطقة. فالحرب المستمرة في قطاع غزة أشعلت التوتر في العراق والعديد من دول المنطقة.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، حذرت الحكومة العراقية مرارًا من تبعات هذا الصراع على المنطقة والعالم بأسره. وشددت بغداد على أهمية منع اتساع رقعة الصراع وضرورة حل القضية الفلسطينية بتشكيل دولة فلسطينية مستقلة. ولا يبرز أي حل قريب في الأفق مع استمرار حرب غزة، الأمر الذي يهدد أمن القواعد الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة في العراق، ويجعل قوات التحالف هدفاً للمجموعات الخارجة عن القانون، والتي يتعهد السوداني بتعقبها ووقف اعتداءاتها. من هذا المنطلق، يسعى السوداني إلى إخراج قوات التحالف الدولي من العراق، معتبرًا أن القوات العراقية باتت قادرة على حماية العراق والدفاع عنه.
جدول زمني للانسحاب
في هذا السياق، ناقش السوداني في دافوس خلال لقاء مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ملف تواجد قوات التحالف الدولي، واتفق الطرفان على وضع جدول زمني لانسحابها من العراق، وفقًا لبيان من البيت الأبيض.
يسعى السوداني إلى تحييد العراق عن الصراعات الإقليمية والدولية، وفي الوقت نفسه، يؤمن بأن العراق يعلو ولا يُعلى عليه، وسيصل إلى ما يستحق، انطلاقاً من مكانته التاريخية وثرواته الطبيعية والبشرية.
السوداني أظهر في هذا الحدث أنه رجل دولة بامتياز، حيث دافع بقوة عن العراق ومصالحه وسيادته، وشكى الصديق والحليف لأنه تطاول على السيادة العراقية، كما لم يتردد في تسمية الأمور بمسمياتها بوضوح، بينما التزم معظم القادة العراقيين الصمت المطبق.