زيارة خط الثرثار
رسائل السوداني للخارج والداخل في توقيت بالغ الحساسية لأمن العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: تشي زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لخط وادي الثرثار باهتمامه الشخصي في متابعة الموقف الأمني في تلك المنطقة الحساسة التي تعد العمق الاستراتيجي للحدود العراقية السورية.
كما تؤكد تصميم السوداني للوقوف على مدى جاهزية القوات العراقية للتصدي للارهاب بعد انسحاب قوات التحالف الذي يبدو ان الحكومة العراقية مصممة عليه طالما باتت القوات الأمنية قادرة على حماية الأرض دون استشارة اجنبية.
فهذا الخط الاستراتيجي يمتد على طول 108 كم، من منطقة الحضر في محافظة صلاح الدين وصولاً إلى غرب نينوى، ويمثل نواة حماية المدن في هاتين الحافظتين وايضاً في مدن بمحافظة الأنبار.
وانطلاقا من أهميته الأمنية اجرى السوداني جولته الميدانية والجوية على طول هذا الخط الفاصل حتى يطمئن إلى ان القوات المسلحة، التي هو قائدها العام، ستقف حائلا بين الإرهاب وبين الشعب العراقي بكل يقظة واستعداد وعقيدة يحتاج رئيس الوزراء العراقي لأن يلمسها بنفسه طالما يفاوض التحالف على خروج "سريع ومنظم".
زيارة خط الثرثار اعقبها تصريح يؤكد تلك الفكرة ويدعم تصميم السوداني على إنهاء مهمة القوات الأجنبية التي بات وجودها أقرب لزعزعة الاستقرار منه إلى الهدف الأصلي لوجودها وهو حفظ الأمن وحماية الأرواح.
نحن أمام استحقاق لإنهاء وجود التحالف الدولي، وبعد إنهاء مهام التحالف الدولي لا بد من توفير الإمكانية لمعالجة مكامن الخلل إن وجدت".
محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي
وتاتي الزيارة بعد يوم واحد من الجولة الثانية من المفاوضات مع واشنطن بشأن مستقبل التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، والتي أكدت بغداد أنها ستتم "بصورة دورية" بهدف إتمامها بالسرعة "الممكنة" وذلك "طالما لم يعكر صفو المحادثات شيء". وهي جمل تم اختيارها بعناية من جانب الحكومة العراقية.
فهي تؤكد إصرار السوداني على مناقشة الوجود الأجنبي بجدية حتى يعرف كيف يستفيد من هذه الاجتماعات وما الذي يحتاجه العراق من التحالف في المرحلة المقبلة سواء على مستوى التسليح او الدعم المعلوماتي والاستخباري وذلك دون تسرع يخل بالأمن العراقي. وكذلك يحمل بيان المتحدث باسم الجيش العراقي رسالة مفادها ان الهجمات الأمريكية يجب ان تتوقف إذ أنها تهدد، حال استمرارها، بنسف هذا الحوار المفيد بكل تأكيد للتحالف كما هو مفيد للعراق .
وهي رسالة جاءت أيضا في بيان اللواء يحيى رسول المتحدث باسم القائد الأعلى للقوات المسلحة والذي اكد أيضا انه سيتم "بناءً على هذه الاجتماعات صياغة جدول زمني لخفض مدروس وتدريجي، وصولاً إلى إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي" و"الانتقال إلى علاقة ثنائية".
يعرف السوداني حق المعرفة طبيعة المخاطر التي تكتنف العراق، ومنذ تسلمه مهامه في أكتوبر تشرين الأول من العام قبل الماضي وهو يولي الأمن في العراق أهمية قصوى. فبعد شهرين فقط في منصبه اصدر السوداني قرارات تقضي بتغيير بعض القيادات الميدانية وتعيين آخرين لديهم القدرة على دحر إرهاب داعش، أهمهم الفريق الركن "قاسم نزال" الذي تم تكليفه لتولي مهام مساعد رئيس أركان الجيش العراقي.
كما اجرى بعدها بسبعة اشهر تقريبا تغييرات وصفت بالجزرية في مناصب كبار المسؤولين في جهازي الامن الوطني والاستخبارات، في خطوة تهدف إلى ضخ دماء جديدة في القطاع الأمني ومن ثم رفع كفاءة المنظومة الأمنية.
وبفضل هذه التحركات شهدت هجمات داعش تراجعا ملحوظا خصوصا في مناطق نشاطه المعتادة وهي محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى والتي كانت من أكثر المحافظات التي تسجل أعمال عنف في البلاد.
وعقب زيارته لخط الثرثار اجتمع السوداني مع السفير الفرنسي الجديد لدى العراق باتريك دوريل ليعيد التأكيد على موقف العراق من وجود التحالف الدولي على الأرض العراقية، وكذلك التطور والارتقاء الذي تشهده قدرات القوات العراقية فضلا عن تلاشي التهديد الذي تمثله فلول داعش على الأمن، لكنه أيضا أوضح رغبة العراق في "الانتقال إلى العلاقة الثنائية مع الدول الأعضاء في التحالف".
زيارة السوداني لخط الثرثار حملت الكثير من الأهداف والرسائل التي حرص عليها لدرجة انه اعتذر عن المشاركة في القمة العالمية للحكومات في الإمارات حتى يشرف بنفسه على جهوزية القوات المسلحة العراقية في حماية التراب العراقي دون مساعدة من أحد.