أخبار

بعد فشل وقف لإطلاق النار قبل رمضان

بلينكن في المنطقة للدفع باتجاه هدنة في غزة

المباني المدمرة في الأراضي الفلسطينية في أعقاب القصف الإسرائيلي في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. صورة تم التقاطها من الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة في 19 آذار (مارس) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قطاع غزة: يعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إلى المنطقة لمحاولة الدفع نحو هدنة في الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، حيث باتت المجاعة تهدّد مئات الآلاف وتُواصِل عمليات القصف حصد عشرات القتلى بشكل يومي.

ويصل بلينكن الأربعاء الى السعودية، على أن يزور الخميس مصر الذي تؤدي مع الولايات المتحدة وقطر، دور الوساطة بين إسرائيل وحماس سعيا الى هدنة جديدة تتيح الافراج عن رهائن وزيادة كمية المساعدات التي تدخل القطاع.

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الوزير يوآف غالانت سيتوجه الى واشنطن الأسبوع المقبل في أول زيارة له الى الحليف الأوثق للدولة العبرية منذ اندلاع الحرب.

وفشلت أطراف الوساطة في التوصل الى وقف لإطلاق النار قبل بدء شهر رمضان. لكن جولة جديدة من المباحثات بدأت الأسبوع الماضي تستند الى مقترح من حركة حماس يقوم في مرحلة أولى على هدنة لستة أسابيع مقابل الإفراج عن رهائن محتجزين لديها، وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في إسرائيل.

وأكدت الخارجية القطرية الثلاثاء أن المباحثات تتواصل بين "الفرق الفنية" على رغم مغادرة رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع الدوحة.

الا أن حركة حماس اتهمت الثلاثاء، على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إسرائيل بالعمل على "تخريب" المفاوضات من خلال عمليتها المستمرة منذ فجر الإثنين في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة بشمال القطاع.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه أطلق العملية إثر ورود معلومات عن تواجد عدد من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في المجمع الطبي، وهو الأكبر في القطاع. وأعلن الجيش الأربعاء أنه قتل "ما يزيد عن 90 مخربا"، واعتقل المئات وقام بـ"تحويل ما يزيد عن 160" منهم للتحقيق في إسرائيل.

"عدوان وتخريب" في الشفاء
من جانبها، أكدت وزارة الصحة التابعة لحماس أن بين المعتقلين "كوادر طبية ومصابين ومرضى" في المستشفى الذي كانت القوات الإسرائيلية قد اقتحمته مرة أولى في تشرين الثاني (نوفمبر).

ومنذ توغل عشرات الدبابات والعربات المدرعة في الرمال والنصر وصولًا إلى تطويق مجمع الشفاء، تتعرض هذه الأحياء للقصف الذي حوّل عشرات المنازل إلى ركام وأرغم ساكنيها على الفرار. وتحدث شهود عن استمرار الاشتباكات لليوم الثالث في محيط المجمع.

وقال مكتب الإعلام الحكومي لحماس "الاحتلال يواصل لليوم الثالث عدوانه باقتحام مجمع الشفاء الطبي وتخريب كافة أقسامه وتجريف الساحات والممرات والأسوار، واعتقال واحتجاز المئات".

وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن "الاحتلال أجبر عشرات المرضى وحالتهم صعبة على مغادرة مجمع الشفاء وقام مواطنون بنقلهم إلى المستشفى المعمداني في البلدة القديمة".

وسبق للجيش أن نفّذ عمليات في عدد من مستشفيات القطاع، متهمًا حماس بالاحتماء فيها. وتنفي الحركة ذلك.

وعبرت منظمة الصحة العالمية عن "قلق بالغ" من استهداف المشافي التي تعمل بالحد الأدنى من طاقمها وتعاني نقصا كبيرا في المستلزمات الأساسية.

الجوع "جريمة حرب"
ولا تكفّ هيئات الإغاثة والأمم المتحدة عن التحذير من خطر المجاعة في القطاع حيث يقيم نحو 2,4 مليون نسمة.

وعشية زيارته قال بلينكن إن كل سكان غزة يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد "وهي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف شعب بأكمله على هذا النحو".

وعن دخول المساعدات، قال إن "ذلك يؤكد فحسب على أهمية وضرورة أن يكون ذلك الأولوية"، مضيفا "نحتاج للمزيد ولأن يكون ذلك مستداما، ونريد أن يكون ذلك أولوية إذا أردنا الاستجابة بفاعلية لاحتياجات السكان".

وحذّر تقرير أعدته وكالات متخصصة في الأمم المتحدة من أنه من دون زيادة المساعدات وتنظيم توزيعها، ستضرب المجاعة 300 ألف شخص في شمال غزة خلال أسابيع.

وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن القيود الصارمة جدا التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات إلى القطاع واحتمال استخدامها التجويع كسلاح، "يمكن أن تشكل جريمة حرب".

وتتحكم إسرائيل بدخول الأشخاص والمساعدات إلى القطاع الذي أحكمت حصارا تفرضه عليه منذ 2007 مع سيطرة حماس على السلطة فيه.

وحضّت الولايات المتحدة إسرائيل على السماح للمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) فيليب لازاريني بدخول القطاع، بعد منعه من ذلك.

وقال لازاريني الثلاثاء في القدس "في الواقع، يعتمد جميع سكان غزة اليوم على المساعدات الغذائية، لكن أكثر من نصف السكان اليوم هم عند ما يسمى مستوى حرج من الجوع".

ورأى أن "العائق الرئيسي" أمام المساعدات "هو غياب الإرادة السياسية"، مشيرًا إلى أنه قبل الحرب كان يدخل الى غزة ما بين "500 إلى 700 شاحنة يوميًا... واليوم، يدخله 100 أو 150 شاحنة".

غالانت الى واشنطن
وتشكل قضية المساعدات الانسانية ملفا أساسيا بعد خمسة أشهر على بدء الحرب.وتتحكم إسرائيل بدخول المساعدات، وهي تؤكد أنها تتيح دخول كميات كافية.

وفي ظل صعوبة إدخال المساعدات برّا، لجأت دول عدة إلى إلقائها من الجو، وتمّ تدشين ممر بحري من قبرص أبحرت عبره سفينة واحدة الأسبوع الماضي. لكن المنظمات الانسانية تؤكد أن هذه الحلول لا تعوّض عن الممرات البرية.

ويتوقع أن تكون المساعدات ضمن ملفات البحث خلال زيارة غالانت واشنطن الأسبوع المقبل، والتي لم يُكشف موعدها بدقة.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن غالانت سيبحث مع نظيره الأميركي لويد أوستن تطورات الحرب و"مجالات التعاون العسكري الثنائي والقضايا الإنسانية".

وأكد مسؤول في البنتاغون إن أوستن سيناقش مع غالانت "الجهود المبذولة لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس، والحاجة إلى إيصال مزيد من المساعدات للفلسطينيين، وخططًا لضمان سلامة أكثر من مليون شخص لجأوا إلى رفح مع ضمان أن حماس لم تعد قادرة على تشكيل تهديد لإسرائيل".

وقال المصدر إن زيارة غالانت "منفصلة" عن أخرى سيقوم بها وفد عسكري واستخباري اسرائيلي، بناء على اتصال بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وكان مكتب الأخير أعلن أنه سيرسل وفدا "بناء على طلب الرئيس الأميركي" للبحث في الهجوم البري الذي يلوّح به منذ أسابيع في رفح في جنوب قطاع غزة.

ويؤكد رئيس الوزراء أن هدفه المعلن بـ"القضاء على حماس" لا يمكن تحقيقه من دون عملية برية في رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، وأصبحت الملاذ الأخير لأكثر من 1,5 مليون نازح، بحسب الامم المتحدة.

وأثار ذلك قلقا دوليا واسعا على مصير المدنيين في رفح. وأكد بايدن إنه طلب من نتانياهو إرسال فريق لبحث سبل تجنب عملية واسعة النطاق في المدينة.

ميدانيا، تواصل القصف والغارات الجوية والمعارك.

وقال مكتب الاعلام الحكومي لحماس إن الجيش الإسرائيلي "نفذ عشرات الغارات الجوية الدموية، في مدينة غزة والنصيرات ومناطق متفرقة في القطاع".

بدوره، تحدّث الجيش عن مواصلة عملياته في شمال ووسط مدينة غزة وفي خان يونس والقرارة في الجنوب.

وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس صباح الأربعاء عن سقوط "104 شهداء و162 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية"، مؤكدة أن العشرات من هؤلاء قضوا في قصف استهدف منزل عائلة الهباش في مخيم النصيرات وسط القطاع، ومبنى سكنيًا غربي مدينة غزة.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) عقب هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع، ما أسفر عن مقتل 31923 شخصًا وإصابة 74096 بجروح، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس.

وفي كندا، أفاد مسؤول حكومي أن أوتاوا ستوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل.

وقال المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه "الوضع على الأرض يمنعنا من تصدير أي معدات عسكرية".

وندد وزير الخارجية الإسرائيلي بالقرار، معتبرا أن "التاريخ سيحكم على تصرف كندا الراهن بقسوة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عن اي هدنه يتحدث هــــؤلاء الاوغــــاد ،،
عدنان احسان- امريكا -

اما هدنه لرفع الانقاض - او استراحه للجيش الاسرائيلي ليكمل الجزء الثاني من المخطط..وجهوزيه الميناء لترحيل اهالي غزه ،