عشر سنوات في منصب رئيس الوزراء
ناريندرا مودي: عقد من الشعبية والاستقطاب السياسي في الهند
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد عشر سنوات من توليه منصب رئيس الوزراء، يسعى ناريندرا مودي، إلى فترة ولاية ثالثة تاريخية، فما هي المقومات التي جعلته الزعيم الأبرز في الهند منذ عقود؟
يشعر العديد من الناخبين أن الأمور تحسنت منذ تولي مودي منصبه في العام 2014، ولكن هل سيحصل على دعم الفئات التي تعاني في الانتخابات العامة المقبلة؟
وفي دائرة مودي الانتخابية في مدينة فاراناسي الشمالية، يقول خياط لملابس الساري النسائية شيف جوهري باتيل، إن لديه الكثير من المخاوف، لكن من المعروف لمن سيذهب صوته.
ويقول جوهري باتيل: "قام السيد مودي بعمل عظيم. لم نر فقراء يحصلون على هذا القدر الكبير من مزايا الرعاية الاجتماعية في ظل أي حكومة أخرى".
وتحدث أيضا عن أن أبناءه لا يستطيعون العثور على وظائف، وأن الوسطاء المحليين خدعوه للحصول على مدفوعات الرعاية الاجتماعية التي تقدمها الحكومة الفيدرالية، لكنه لا يلوم رئيس الوزراء.
وأضاف باتيل لبي بي سي: "لا يهم إذا حصلت على ما أستحقه أم لا، سأظل أصوت له (مودي)".
الخطاب المثير للانقسام في حملة مودي الانتخابية يثير تساؤلات حول فرص الحزب في الفوز
الانتخابات الهندية 2024: لماذا تعد هذه الانتخابات مهمة بالنسبة للعالم؟
الهند تستبعد المسلمين من قانون الجنسية الجديد
بنوك مودي في الهند تنفق 400 مليار دولار ليفوز بدورة ثالثة
ستقام الانتخابات في مدينة فاراناسي في الجولة الأخيرة من التصويت قبل يوم إعلان النتائج في 4 يونيو/حزيران.
لا يزال مودي، البالغ من العمر 73 عاما، شخصية تحظى بشعبية كبيرة ولكنها مثيرة للاستقطاب، سواء في الهند أو خارجها.
يزعم المؤيدون أنه قائد قوي ومؤثر أوفى بوعوده. ويزعم المنتقدون أن حكومته أضعفت المؤسسات الفيدرالية، وقمعت المعارضة وحرية الصحافة، كما أن الأقلية المسلمة في الهند تشعر بالتهديد في ظل حكمه.
يقول المحلل السياسي رافيندرا ريشمي: "مودي لديه معجبين مخلصين ومنتقدين أقوياء للغاية. إما أن تحبه أو تكرهه".
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم مودي بفارق مريح عن منافسيه، ومن المتوقع بصورة كبيرة أن يشكل حزبه الحكومة الهندية المقبلة. (تحذير: لقد كانت استطلاعات الرأي خاطئة من قبل، ومن الممكن أن يحمل الناخبون مفاجآت غير سارة، حتى بالنسبة للزعماء الأكثر شعبية).
وضع مودي هدفا صعبا لحزبه بهاراتيا جاناتا (BJP)، وهو الفوز بحوالي 370 مقعدا من أصل 543 مقعدا في البرلمان، بزيادة كبيرة عن المقاعد التي فاز بها في 2019 وهي 303 مقاعد.
ويعني هذا حفاظ حزب مودي على الولايات الشمالية التي اكتسحها في المرة الأخيرة، بالإضافة إلى الفوز أيضا في ولايات أكثر معارضة للحزب في الجنوب.
علامة مودي التجاريةبما أن مودي يستهدف الفوز بأغلبية ساحقة، فإنه سيكون أهم عامل قوة وجذب بالنسبة لحزبه.
يمكن رؤية وجه مودي في كل مكان: صوره معلقة على محطات الحافلات، واللوحات الإعلانية، وفي إعلانات الصحف، كما يتم بث لقاءاته مع التجمعات الانتخابية تليفزيونيا.
عندما استضافت الهند قمة مجموعة العشرين في العام الماضي، كانت نيودلهي مليئة بالملصقات التي تصوره وهو يرحب بزعماء العالم. ورغم أن هذا الحدث يقام في كل دولة بنظام الرئاسة الدورية للقمة، لكن الحملة الدعائية جعلت الأمر يبدو كما لو كان اختيار الهند جاء بسبب جهود مودي.
وقال سانتوش ديساي، خبير إنشاء علامات تجارية (براندات) لبي بي سي في وقت سابق من هذا العام: "حول مودي القمة إلى حدث ضخم. لديه فهم من نواح عديدة لقيمة هذا الحدث وكيف ينبغي استغلاله".
يتمتع مودي وفريقه بفهم ممتاز للعلامات التجارية والتحكم فيما يقوله، فهو شخص يمكن رؤيته في كل مكان ولكن نادرا ما يستطيع الصحفيون أو المواطنون أن يطرحوا عليه أسئلة صعبة. فهو لم يعقد قط مؤتمرا صحفيا في الهند منذ أن أصبح رئيسا للوزراء، كما أنه نادرا ما يجري مقابلات صحفية، ونادرا ما يواجه تحديات.
ويعلق المحلل السياسي آر كيه أوبادهيا، لكي يصبح مودي رئيسا للوزراء، كان عليه تخطي صورته في وسائل الإعلام واتهامه بأنه "كان مسؤولا عن أعمال الشغب في ولاية غوجارات".
ولم تجد لجنة عينتها المحكمة العليا في وقت لاحق أي دليل على أن مودي كان متواطئا في أعمال العنف في ولاية غوجارات عندما كان رئيسا لوزراء الولاية عام 2002، وتسببت في مقتل أكثر من 1000 شخص معظمهم من المسلمين.
يقول أوبادهيا: "لذلك أعتقد أنه عندما جاء إلى العاصمة دلهي، أراد مودي أن يقول لوسائل الإعلام: انظروا، أنا لست بحاجة إليكم. أستطيع التواصل مع الناس بدونكم".
وهو بالفعل يفعل ذلك، فرئيس الوزراء مودي هو السياسي الأكثر متابعة في العالم على إنستغرام، ولديه 97.5 مليون متابع على منصة إكس (تويتر سابقًا). ولا يقتصر نشاطه على الإعلام الرقمي فقط، بل إنه يشارك أفكاره أيضا في برنامج إذاعي شهري.
تبدو جميع تفاعلاته العامة تقريبا وكأنها مصممة بعناية. على مدار العقد الماضي، تم تصويره وهو يفتتح عددا لا يحصى من المشاريع، ويلتقي بمؤيديه، ويمارس الغطس، وحتى التأمل في كهف بعد الحملة الانتخابية لعام 2019.
لم يفوت مودي أي فرصة للتواصل مع الناس بشكل مباشر، فقد تواصل مع الشباب الهندي مؤخرا، وقضى وقتا مع كبار اللاعبين أمام الكاميرا وقدم الجوائز لأصحاب النفوذ المشهورين.
وفي تجمع حاشد عقد مؤخرا في ولاية كيرالا، تلقى حفاوة وهتافات عندما تحدث لفترة وجيزة باللغة المالايالامية، اللغة المحلية.
يقول المحلل السياسي سانديب شاستري: "هناك الكثير من الرمزية في كثير من الأشياء التي يفعلها مودي وتصورها وسائل الإعلام، حيث يقضي كل إجازة ويحضر كل مهرجان سواء كان مع القوات المسلحة على الحدود أو في المواقع النائية أو يزور أشخاص معدمين".
يتم تضخيم الزيارات الخارجية، بما في ذلك الزيارات الروتينية، من خلال وسائل الإعلام المحلية ويتم الاحتفال بها في الداخل.
فهو يخاطب تجمعات ضخمة ينظمها الهنود المغتربون في الخارج، وتُعرض صورها بشكل متكرر على شاشات التلفزيون المحلي كدليل على شعبيته العالمية. لكن نادرا ما يتم تحليل الزيارات من قبل وسائل الإعلام الرئيسية في الهند من حيث تقييم نتائجها.
سياسة الانقسامبالعودة إلى فاراناسي، لم يكن الجميع منبهرين بهذا القدر. لم يتغير الكثير في لوهتا، وهو حي يعيش فيه أغلبية مسلمة، حيث رأينا فيضان مياه الصرف الصحي والبنية التحتية المتداعية.
يقول نواب خان، الذي يعيش في لوهتا، إن النساجين مثله أصبحوا أكثر فقرا في السنوات العشر الماضية.
ويزعم أن "الطريقة الوحيدة لتحسين الأوضاع الاقتصادية هي أن تكون من أنصار حزب بهاراتيا جاناتا، وإلا ستعيش في معاناة. أولئك الذين يشترون الساري الهندي أصبحوا أكثر ثراء، وأولئك الذين يصنعونه (معظمهم من المسلمين) أصبحوا أكثر فقرا".
ومن جانبه يرفض ديليب باتيل، من حزب بهاراتيا جاناتا، المسؤول عن 12 مقعدا برلمانيا بما في ذلك فاراناسي، المزاعم المستمرة حول تهميش المسلمين، أو تمييز الحكومة ضدهم، ويقول إن خطط الرعاية الاجتماعية يتم توزيعها بشكل عادل.
ويلقي باللوم على أحزاب المعارضة في "تخويف إخواننا وأخواتنا المسلمين" قبل وصول مودي إلى السلطة في عام 2014.
وقال باتيل، "لكن منذ وصول مودي إلى السلطة، لم يشعروا (المسلمون) بالخوف وتتزايد ثقتهم في حزب بهاراتيا جاناتا يوما بعد يوم"، مشيرا إلى تجريم الطلاق بالثلاثة، أو ممارسة "الطلاق الفوري"، كخطوة حظيت بتقدير خاص من جانب النساء المسلمات.
ومع ذلك، وقعت هجمات عديدة على المسلمين من قِبَل الجماعات اليمينية، في السنوات العشر الماضية، وكان العديد منها قاتلا، كما ارتفعت وتيرة خطاب الكراهية ضد المسلمين بصورة هائلة.
يقول أطهر جمال لاري، الذي يتنافس ضد مودي في فاراناسي.: "عندما تم تقسيم الهند وباكستان، رفض أجدادنا دعوة محمد علي جناح (مؤسس باكستان) وبقوا في هذا البلد. لقد قدمنا أيضا دماءنا لبناء هذا البلد. ومع ذلك، فإننا نُعامل كمواطنين من الدرجة الثانية".
وفي الأسابيع الأخيرة، ظهرت بعض هذه المشاعر على السطح مع تحول حملة حزب بهاراتيا جاناتا إلى الخطاب اللاذع ضد المسلمين. وقد اتُهم مودي نفسه باستخدام لغة مثيرة للانقسام ومعادية للإسلام، خاصة في التجمعات الانتخابية، رغم أنه ينفي ذلك.
لكن النبرة الطائفية تشير إلى أن حزب بهاراتيا جاناتا قد يكون أقل ثقة مما كان عليه قبل بضعة أسابيع.
ويقول المحلل السياسي نيلانجان سيركار، إن الحزب ربما يحاول دعم مؤيديه في ولايات مثل بيهار وأوتار براديش وراجستان، حيث أثمر الاستقطاب بين الهندوس والمسلمين في فوز الحزب في الماضي. وهذا مهم بشكل خاص لتنشيط شباب الحزب الذين يتم حشدهم وقد يتأثرون أيضا بقضايا مثل البطالة.
ويبدو الحزب أيضا متوترا من عدم وجود قضية وطنية جامعة، أو موجة يمكن الترويج لها، كما حدث في الدورتين الانتخابيتين الماضيتين.
مثلا في عام 2014، كان هناك غضب شعبي هائل ضد حكومة حزب المؤتمر بسبب مزاعم الفاسد، وفي عام 2019، هيمن الأمن القومي على الحملة الانتخابية بعد هجوم دموي على القوات الهندية ثم شنت الحكومة غارات جوية ضد مسلحين مزعومين في الأراضي الباكستانية.
يقول سيركار: "لذلك ربما يظل الأمر عبارة عن تصويت حول مدى ثقتك في القائد، أو مدى ثقتك في الحزب، ولكن في غياب الموجة، تصبح القضايا أكثر محلية بكثير".
ويأمل حزب بهاراتيا جاناتا أن تتمكن صورة مودي الأكبر من الحياة من تجاوز الحدود، لكن المحللين يقولون إن ذلك قد يكون مشكلة أيضا.
"هالة القيادة مركزية"يقول محلل السياسة العامة ياميني أيار: "لا يهم من يترشح للانتخابات عن حزب بهاراتيا جاناتا، لأن هالة رئيس الوزراء أساسية جدا للتواصل العاطفي الذي يمثل الأساس للدراما السياسية ودورة الانتخابات".
ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من أن عملية صنع القرار بصورة مركزية مفرطة من إدارة حزب بهاراتيا جاناتا، والتي لا تمنح امتيازات للقادة المحليين في دوائر الحزب، يمكن أن تضر بالحزب على المدى الطويل.
ومع ذلك، ينسب باتيل الفضل إلى مودي - "الزعيم العصامي" - في إحداث تحول في حزب بهاراتيا جاناتا.
ويقول باتيل: "في وقت سابق، كانت المعارضة تزعم أن حزب بهاراتيا جاناتا هو منظمة يهيمن عليها الأثرياء وسكان المدن والطبقات العليا. وكانت ادعاءاتهم لا أساس لها من الصحة بالطبع. لكن جهود مودي أثبتت أنه حزب يمثل سكان الريف والفقراء، والمزارعين وأبناء القبائل والعمال والنساء وأولئك الذين ينتمون إلى المجتمعات المهمشة".
وفي كاكراهيا، إحدى القرى التي اعتمدها مودي في دائرته الانتخابية، التقينا بزعيم حزب محلي لبهاراتيا جاناتا مانوج سينغ، الذي قال إن رئيس الوزراء كان على علم جيد بدائرته الانتخابية.
يتذكر سينغ اهتمام مودي بوفاة متطوع محلي من الحزب في الدائرة.
ويقول: "تلقيت مكالمة هاتفية في الساعة 9:30 مساءً من رئيس الوزراء يسألني عما حدث. فهو دائما يشعر بالقلق حتى بشأن الأشياء الصغيرة التي تحدث هنا".
نمو غير متكافئلا يقتصر الشعور بالمعاناة ونقص الخدمات على سكان لوهتا، الحي الذي يهيمن عليه المسلمون في فاراناسي، فالناس في جيوب أخرى من دائرة رئيس الوزراء الانتخابية لا يزالون ينتظرون علامات التغيير، لكن الكثير استفاد من الطوير في بعض الأمور مثل الصرف الصحي والطرق والبنية التحتية الأخرى.
في قرية شيتافاني، على بعد أميال قليلة من كاكراهيا، التقينا بعشرات الأشخاص الذين يعيشون في أكواخ يكسوها الغبار.
يقول راجيندر، 26 عاما: "المسؤولون المحليون طردونا من منازلنا القديمة وأحضرونا إلى هنا. لا يمكننا حتى الحصول على المياه بشكل مناسب". ومع هذا يقول إنه سيظل يصوت لصالح مودي.
مثل شيف جوهري باتيل، خياط ملابس الساري، كان الكثير من الناس هنا غاضبين من المسؤولين المحليين، ولكنهم لم يغضبوا من رئيس الوزراء.
في لمحة سريعة، تبدو كاكراهيا مختلفة تماما، فهي تتمتع بجو من الرخاء النسبي، وتتوفر المياه الجارية لسكانها.
وتقول تشيرونجي، وهي تجلس في مطبخ في منزلها غير مكتمل البناء: "لدينا الآن مراحيض وأسطوانات غاز ومنازل". وتؤكد أنها معجبة بمودي.
تحصل على أسطوانة غاز الطبخ مجانا بموجب مخطط حكومي، لكنها لا تستطيع إعادة تعبئتها بالغاز بشكل متكرر.
ويقول المحللون إن المنح لا يمكن أن تعوض الاستثمار المستدام في الصحة والتعليم والبنية التحتية الأخرى. أحد أكبر التحديات التي يواجهها مودي هو توفير فرص عمل جيدة للشباب الهندي والمواطنين المتعبين.
حقق الاقتصاد الهندي معدلات نمو تجاوزت 7 في المئة، وهو حاليا خامس أكبر اقتصاد على مستوى العالم، متقدما على بريطانيا. ورغم أن ثمار هذا النمو المثير للإعجاب لم تصل إلى ملايين الفقراء في البلاد، إلا أنه من الصعب القول إن الغضب ضد هذا النمو كبير لدرجة أن يؤدي لهزيمة مودي.
يقول سيركار: "قد لا يحكم الناس على تولي منصب معين أو عدم توليه، بناء على مدى نجاحك في أمور مثل التضخم أو النمو الاقتصادي أو البطالة".
ويوضح أنه بدلا من ذلك، فإن قواعد اللعب التي يتبعها مودي هي نسخة موسعة من نموذج طويل الأمد للسياسة، يتم من خلال هذا النموذج استخدام الأحزاب لتكون "أداة في يد فرد واحد أو عائلة واحدة".
ويؤكد سيركار، أن الغرض من هذا النموذج هو بناء علاقة مباشرة بين "القائد (رئيس الحزب) وبين الناخب".
معارضة منقسمةساعد مودي على الاستمرار في الحكم غياب معارضة قوية ومتماسكة تستطيع مواجهته على المستوى الوطني، حتى عندما بدا ضعيفا فشلت المعارضة في الاستفادة منه.
وكان رئيس الوزراء هدف حملة إلغاء نقود في عام 2016، حيث تم إلغاء الأوراق النقدية ذات القيمة العالية في محاولة للقضاء على الأموال غير القانونية، والتي يقول العديد من الاقتصاديين إنها كانت لها عواقب وخيمة. كما تعرضت حكومته لانتقادات بسبب تعاملها مع كوفيد.
وتتهمه أحزاب المعارضة برأسمالية المحسوبية، قائلة إنه يفضل بعض عائلات أصحاب الشركات الكبرى. كما تعرض لانتقادات لعدم زيارته ولاية مانيبور منذ اندلاع الصراع العرقي هناك العام الماضي.
ومع ذلك، فقد فشل معارضوه إلى حد كبير في توجيه ضربات له خلال هذا الأوضاع، ويبدو أن هذه الخلافات لا تهم العديد من المعجبين به.
يقول سيركار: "جزء كبير من إدارة صورة مودي (في الشارع) يتمحور حول عدم الربط بينه وبين أي نتيجة سلبية، وفي حال وجود أي نتيجة سلبية يتم إلصاقها بشخص آخر أو ببعض العوامل الأخرى".
يشيد مؤيدو رئيس الوزراء بعمله دائما وأنه "لم يأخذ قسطا من الراحة أبدا". إن برامجه المستمرة وتغطيته الإعلامية المستمرة تعزز الانطباع بأنه يعمل دائما.
وينعكس ذلك في التغطية الإعلامية، فغالبا ما يصور قسم كبير من وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي المؤيدة لحزب بهاراتيا جاناتا، قادة المعارضة على أنهم مترددون في العمل الجاد.
ويقول شاستري إنه عندما تولى مودي السلطة في عام 2014، كان يُنظر إلى الحكومة السابقة على أنها "غير فعالة".
وأضاف: "على النقيض من ذلك، فإن مودي يجعل الأمر يبدو وكأنه مسؤول يعمل على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع، وهو متاح 24 ساعة طوال الأسبوع، ويتواجد وسط الناس 24 ساعة طوال الأسبوع، بدون عائلة خاصة به، ولا التزامات بأي شيء شخصي، كل وقتك مكرس للدولة".
ومع ذلك، يشير سيركار إلى أن التحدي الكبير الذي يواجهه حزب بهاراتيا جاناتا هو "التركيز المكاني الشديد".
ويوضح أن الحزب واجه باستمرار مشكلة واحدة، وهي "الاعتماد بشكل كبير للغاية على اكتساح عدد صغير من الولايات (معظمها في شمال الهند)".
وكان مودي يعمل جاهدا لتحقيق تقدم في الجنوب. ففي الفترة التي سبقت التصويت في تاميل نادو وكيرالا، زار الولايتين عدة مرات، وعقد تجمعات حاشدة. ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا سيؤتي ثماره في يوم النتائج.
وفي الأسبوعين الماضيين، بدت المعارضة أكثر اتحادا وتماسكا في رسائلها.
لماذا قرر حزب بهاراتيا جاناتا الهندي الحاكم أن لا يخوض الانتخابات في إقليم كشمير؟أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي للحكم في الهند200 مليون مسلم في الهند، "أقلية غير مرئية" في عهد بهاراتيا جاناتا