أخبار

منظمات غير حكومية تحذّر من "تفاقم الكارثة"

ضربات جديدة على قطاع غزة وسط تلاشي آمال التوصل إلى هدنة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار في مدرسة أبو عريبان في مخيم النصيرات بعد ضربة إسرائيلية في 14 تموز (يوليو) 2024
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

قطاع غزة: يتواصل القصف الكثيف الثلاثاء في قطاع غزة المدمّر جرّاء الحرب المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس فيما تتلاشى الآمال بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتتفاقم "الكارثة الإنسانية" بحسب منظمات غير حكومية.

وخلال اجتماع في واشنطن، أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مسؤولَين إسرائيليين كبيرين بـ"القلق العميق" الذي يساور الولايات المتحدة في أعقاب الغارات التي شنّها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة في قطاع غزة وأوقعت خسائر كبيرة في الأرواح، بحسب المتحدث باسمه ماثيو ميلر.

وفي وقت استؤنفت الجهود الدبلوماسية على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أعلن قيادي كبير في حماس الأحد وقف المفاوضات الجارية عبر الوسطاء "بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل".

وفجر الثلاثاء في قطاع غزة، انتُشلت أربع جثث وثلاثة جرحى من تحت أنقاض منزل استهدفته غارة جوية إسرائيلية في خان يونس (جنوب)، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني الذي أفاد أيضا بمقتل شخص وإصابة آخرين في منزل في النصيرات (وسط) جراء استهدافه بطائرة إسرائيلية.

وليل الاثنين الثلاثاء، تحدث شهود عن ضربات ونيران مدفعية نفذها الجيش الإسرائيلي من شمال القطاع الفلسطيني إلى جنوبه.

وفي مدينة غزة (شمال)، قالت أجهزة الإسعاف إنها عثرت على قتيل وجريحَين في شقة مستهدفة.

من جهته، أفاد الدفاع المدني في القطاع الذي تديره حماس بأن غارة إسرائيلية على منزل في الزوايدة (وسط) أدت إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين.

والاثنين، أفاد المصدر نفسه بمقتل شخص على الأقل وإصابة أربعة آخرين في غارة جوية إسرائيلية على مدرسة صلاح الدين التي تؤوي نازحين في حي الرمال في مدينة غزة. وهذه المدرسة السادسة التي تتعرض للقصف خلال تسعة أيام في القطاع المحاصر.

والأحد، قتل 22 شخصًا على الأقل بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في ضربة على مدرسة أبو عريبان في مخيم النصيرات حيث قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية استهدفت مقاتلين.

"عرقلة منهجية"
واعتبرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن "الأحداث الأخيرة تفاقم الكارثة الإنسانية"، منددة مع منظمات غير حكومية أخرى بـ"عرقلة إسرائيل المنهجية للمساعدات وهجماتها على عمليات الإغاثة".

وفي تقرير نُشر الاثنين، حذّرت 13 منظمة غير حكومية من "تدهور" وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مع تكثيف العمليات الإسرائيلية.

ولفتت المنظمات إلى أن سيطرة الجيش الإسرائيلي منذ بداية أيار (مايو) على معبر رفح عند الحدود مع مصر من الجانب الفلسطيني، تسببت بـ"وقف كامل" لإيصال المساعدات، بحسب المنظمات غير الحكومية وبينها أوكسفام وكير وسيف ذي تشيلدرن وأطباء العالم.

ولفتت المنظمات إلى أن إسرائيل سهّلت 46 بالمئة فقط من المهمات الإنسانية المقررة (53 من أصل 115).

وفي شمال قطاع غزة، أصبحت نحو 20 بالمئة من الأسر مصنّفة في وضع "كارثي" و50% في حالة "طوارئ" بسبب خطر المجاعة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي أشارت إلى أن إيصال المساعدات في هذه المناطق "محدود جدًا".

من جهتها، تنفي إسرائيل أن تكون هناك مجاعة في غزة وتتهم الأمم المتحدة بأنها مسؤولة عن عرقلة وصول المساعدات.

واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول (أكتوبر) بعد هجوم غير مسبوق نفذته حماس في جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1195 شخصًا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

ومن بين 251 شخصًا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين في غزة، توفي 42 منهم، حسب الجيش.

"عشرات الصواريخ"
وردًا على هجوم حماس توعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة وشنت هجومًا مدمرًا واسع النطاق أسفر حتى الآن عن 38664 قتيلا معظمهم مدنيون، حسب وزارة الصحة في القطاع.

ومنذ بدء الحرب في غزة، يتبادل حزب الله الداعم لحماس والجيش الإسرائيلي القصف بشكل يومي عبر الحدود. وتزداد حدّة القصف تبعاً للمواقف أو عند استهداف اسرائيل قياديين ميدانيّين.

وقُتل مقاتل في حزب الله وشقيقته بضربة إسرائيلية على مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية والحزب، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مستودع أسلحة.

وردّاً على الغارة التي استهدفت بنت جبيل، أطلق حزب الله صواريخ باتجاه شمال إسرائيل.

وقال الحزب في بيان إنّه "ردّاً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً المجزرة المروّعة التي أقدم عليها العدو في مدينة بنت جبيل"، فإنّ مقاتلي الحزب قصفوا بلدة كريات شمونة شمالي إسرائيل "بعشرات الصواريخ".

ضربة قاسية للمفاوضات
وبعد أشهر من المفاوضات العقيمة، يوجه إعلان مسؤول في حماس وقف المفاوضات ضربة قاسية لجهود الوسطاء، قطر والولايات المتحدة ومصر، للتقدم في اتجاه وقف إطلاق نار وتبادل الرهائن في مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأفاد قيادي في حماس بأن الحركة "أبدت مرونة كبيرة من أجل التوصل لاتفاق وإنهاء العدوان، وحماس مستعدة لاستئناف المفاوضات عندما تتوافر الجدية لدى حكومة الاحتلال للتوصل لاتفاق وقف النار وصفقة تبادل للأسرى".

واتهم اسماعيل هنية السبت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "بوضع عراقيل" تحول دون التوصّل إلى اتفاق لوقف النار من خلال "المجازر البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال"، وفقاً لبيان صادر عن الحركة الإسلامية.

ودعا هنية الوسطاء الدوليين إلى التحرك، طالبًا منهم "القيام بما يلزم مع الإدارة الأميركية وغيرها لوقف هذه المجازر".

وأكد نتانياهو مرارًا عزمه على مواصلة الحرب حتى القضاء على حماس وإعادة جميع الرهائن.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف