أخبار

سمّاه هوغو تشافيز خلفًا له عام 2012 قبل وفاته

نيكولاس مادورو رجل من الشعب يحكم بقبضة من حديد

رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو (وسط) وزوجته سيليا فلوريس (يمين) خلال تجمع في كراكاس في 29 شباط (فبراير) 2024
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كراكاس: نجح رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو الذي فاز الأحد بولاية ثالثة من ست سنوات في انتخابات رفضت المعارضة نتائجها، في الاحتفاظ بالسلطة في البلد النفطي منذ أن سمّاه هوغو تشافيز خلفا له عام 2012 قبل وفاته، فارضا حكمه بيد من حديد.

وغالبا ما يذكّر مادورو، سائق الحافلات السابق البالغ 61 عاما، بأصوله المتواضعة، طارحا نفسه كرجل من الشعب يتميّز بالبساطة والواقعية.

وهو يستفيض في الكلام عن البيسبول وعن أمسياته أمام التلفزيون مع زوجته سيليا فلوريس، "المقاتلة الأولى"، وهي مدعية عامة سابقا دائمة الحضور على الساحة السياسية في فنزويلا.

حين اختاره تشافيز (1999-2013) في 2012 وريثا له قبل عام من وفاته، أشاد بـ"أحد القادة الشباب الذين يتمتعون بأفضل القدرات" لتولي قيادة البلد.

وأساء العديدون تقييم مادورو الذي عرف كيف يفرض نفسه بوجه خصومه في الحزب الاشتراكي الموحد الذي يترأسه، ويناور حيال التظاهرات الضخمة التي قمعها بعنف والتي أعقبت فوزه في انتخابات موضع جدل قاطعتها المعارضة عام 2018.

وهو يستخدم الأجهزة الأمنية والقضائية الموالية له لسجن المعارضين والناشطين.

كذلك نجح في البقاء في الحكم رغم أزمة اقتصادية غير مسبوقة والعقوبات الدولية ولا سيما الأميركية المفروضة على البلاد، وأزمة جائحة كوفيد، وفضائح فساد تقدر بمليارات الدولارات.

وهو يندد بانتظام بمؤامرات ضدّه، سواء حقيقية أو موهومة.

شخصية خارقة... متحركة
خصصت له أجهزة الدعاية رسوما متحركة تجسّده في شخصية "سوبر-شارب"، في إشارة إلى شاربيه الكثّين، وهو بطل خارق "لا يُقهر" يدافع عن فنزويلا بوجه وحوش وأشرار هم الولايات المتحدة و"معارضون-مخرّبون".

وخاض مادورو الحملة الانتخابية الأخيرة تحت تسمية "غالّو بينتو" (ديك المصارعة)، مشددا على قوته الجسدية بالمقارنة مع خصمه إدموندو غونزاليس أوروتيا البالغ 74 عاما.

يفتقر مادورو إلى كاريزما تشافيز وقدراته الخطابية، لكنه يقضي ساعات على التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي عملا بسياسة تواصل مُحكمة يمزج فيها بين الكلام السياسي والمزاح المبتذل أحيانا والسرد الشخصي.

وهذه الصورة الودودة الحميمية التي اختلقها لنفسه تتعارض مع أسلوب حكمه الذي يعتمد إلى حد بعيد على الجيش والجهاز الأمني. وتتهمه المعارضة بأنه "ديكتاتور".

ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية، لم يتردد مادورو رغم خطابه الاشتراكي، في الاقتطاع من النفقات الاجتماعية على أنواعها، كما ألغى الرسوم الجمركية على الاستيراد للسماح بإعادة تموين البلاد التي تفتقر إلى شتّى السلع، وسمح بدولرة الاقتصاد سعيا لاحتواء التضخم المفرط.

"ماركسيّ ومسيحيّ"
إن كان مادورو يبدي تصلّبا في خطابه المعادي للولايات المتحدة، إلا أنه في الواقع يفاوض في الكواليس.

هكذا تمكن من الحصول على رفع عقوبات أميركية عن فنزويلا بين تشرين الثاني (نوفمبر) ونيسان (أبريل)، بموازاة إعلان القضاء عدم أهلية زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو للترشح للانتخابات.

كما حصل على إطلاق سراح قريبين لسيليا فلوريس بعد إدانتهما في الولايات المتحدة بتهمة تهريب المخدرات، والإفراج عن أليكس صعب، أحد الوسطاء الرئيسيين للسلطة الفنزويلية الذي كان مسجوناً في الولايات المتحدة بتهمة تبييض أموال.

وإن كان يؤكد انتماءه الماركسي، فهو أيد تطويب الكنيسة الكاثوليكية خوسيه غريغوريو الملقب "طبيب الفقراء" عام 2021.

وتقرب من الكنائس الإنجيلية المسيحية في تحوّل اعتبره البعض مناورة باتجاه خزان انتخابي، فيما رأى فيه البعض الآخر تعبيرا عن إيمان صادق.

وهو يقول "أنا طفل سيّدنا يسوع المسيح، ولا أعرف لماذا يحميني. لم يتمكن (الأعداء) من الوصول إليّ لأن المسيح بجانبنا".

ويعرّف مادورو عن نفسه باختصار بأنه "بوليفاري وماركسي ومسيحي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف