أخبار

لإجباره على التراجع عن إعلان فوزه في انتخابات شُكِّك بنتائجها

المعارضة في كراكاس تدعو الفنزويليين إلى التحرك ضد نظام مادورو

رجل يلوح بعلم فنزويلي وهو يقف على دراجة نارية خلال احتجاجات ضد حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في كاراكاس في 29 تموز (يوليو) 2024، بعد يوم من الانتخابات الرئاسية الفنزويلية
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كراكاس: دعت زعيمة المعارضة في فنزويلا ماريا كورينا ماتشادو أنصارها إلى التحرّك ضدّ نظام نيكولاس مادورو لإجباره على التراجع عن إعلان فوزه في انتخابات شُكِّك بنتائجها، وتسليم السلطة لمرشّحها.

وتأتي دعوة ماتشادو وسط حالة من عدم اليقين في البلاد بعد إعلان فوز مادورو في الانتخابات التي أجريت الأحد من دون إصدار المجلس الانتخابي الوطني المرتبط بالنظام بيانا تفصيليا بالأصوات يثبت ذلك.

وقُتل 16 شخصا في الاحتجاجات التي اندلعت عقب إصدار النتائج بحسب المعارضة التي تقول إن مرشّحها إدموندو غونزاليس أوروتيا هو الفائز في الانتخابات.

ونشرت المعارضة مجموعة كبيرة من البيانات التي تقول إنها تظهر فوز مرشّحها على مادورو بفارق كبير، كما أشارت إليه استطلاعات الرأي قبل الانتخابات.

وقالت ماتشادو مساء الأربعاء على إكس "أمضينا أشهرا في بناء منصة صلبة يمكنها الدفاع عن التصويت وإظهار انتصارنا بصورة غير قابلة للشك. لقد نجحنا".

وأضافت "الأمر متروك لنا جميعا الآن لتأكيد الحقيقة التي نعرفها جميعا. لنحشد قوانا. سننجح".

وطالبت العديد من الدول بما فيها البرازيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، السلطات الفنزويلية بإصدار البيانات التفصيلية، فيما حذر البيت الأبيض الأربعاء من أن صبر المجتمع الدولي بدأ ينفد.

من جهته، أعرب مادورو عن "استعداده لتقديم كل البيانات" في كلمة ألقاها أمام محكمة العدل العليا حيث قدم استئنافا ضد ما وصفه بـ"الهجوم على العملية الانتخابية".

لكنه عبّر عن غضبه تجاه ماتشادو وغونزاليس أوروتيا قائلا "يجب أن يكونا خلف القضبان".

من جانبه، أعلن الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية لويس ألماغرو الأربعاء أنه سيطلب من المحكمة الجنائية الدولية إدانة مادورو وإصدار مذكرة توقيف بحقه على خلفية "حمام الدم" في فنزويلا.

وكتب على منصة إكس "وعد مادورو بحمام دم... وهذا ما يفعله. حان الوقت لكي تصدر المحكمة الجنائية الدولية بيانات اتهام ومذكرات توقيف بحق المسؤولين الرئيسيين بمن فيهم مادورو".

والاثنين، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط على المتظاهرين الذين اتهموا الحكومة بـ"تزوير" الانتخابات، وطالبوا بسقوطها مردّدين "حرية، حرية".

وأعلنت ماتشادو أنه جرى توقيف 177 شخصا فيما هناك "11 حالة اختفاء قسرية"، في حين قال المدعي العام طارق وليام صعب إن 749 شخصا أوقفوا خلال الاحتجاجات وقد يواجه بعضهم اتهامات بالإرهاب.

من جهته، أعلن الجيش مقتل شخص وإصابة 23 في صفوفه.

ورغم ذلك، عاد المتظاهرون إلى الشوارع في احتجاجات سلمية لدعم المعارضة في العديد من المدن.

وكتبت ماتشادو في منشور سابق على منصة إكس "لقد عرضنا على النظام قبول هزيمته ديموقراطيا (...) لكنّه اختار طريق القمع".

"دليل دامغ"
وقال براين نيكولز، كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشؤون أميركا اللاتينية، إن نتائج الاقتراع التي نشرتها المعارضة تقدم "دليلا دامغا" على أن مادورو خسر "بفارق ملايين الأصوات".

لكن في اجتماع طارئ الأربعاء، فشلت منظمة الدول الأميركية في تبني قرار يدعو إلى نشر النتائج التفصيلية "فورا"، مع امتناع كولومبيا والبرازيل عن التصويت.

وبفوزه، يكون مادورو (61 عاما) نال ولاية رئاسية ثالثة متتالية من ستة أعوام في بلاد غنية بالنفط لكنها تعاني أزمة اقتصادية حادة. ودفع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80 في المئة، بأكثر من سبعة ملايين فنزويليا الى الهجرة، من إجمالي عدد السكان البالغ 30 مليون سمة.

ويُتهم مادورو بسجن منتقديه ومضايقة المعارضة في مناخ من الاستبداد المتزايد.

وأجريت انتخابات الأحد في ظل تحذيرات مادورو من حدوث "حمام دم" إذا خسر ووسط مخاوف واسعة النطاق من تزوير الانتخابات.

وفي العام 2018، اعتبرت عشرات الدول في أميركا اللاتينية وأنحاء أخرى من العالم بما فيها الولايات المتحدة وأعضاء الاتحاد الأوروبي، الانتخابات التي فاز فيها مادورو لولاية ثانية صورية ورفضت الاعتراف بنتيجتها.

وفشلت العقوبات الأميركية المفروضة على البلاد منذ سنوات في إزاحة الرئيس الذي يتمتع بولاء القيادة العسكرية والهيئات الانتخابية والمحاكم ومؤسسات الدولة الأخرى، إضافة إلى دعم روسيا والصين وكوبا.

واعترفت البيرو بغونزاليس أوروتيا رئيسا شرعيا لفنزويلا الثلاثاء، ما دفع كراكاس إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع ليما.

وردت كراكاس بسحب دبلوماسييها من سبع دول في أميركا اللاتينية هي الأرجنتين وتشيلي وكوستاريكا وبنما والبيرو وجمهورية الدومينيكان وأوروغواي، وأعلنت أنها ستعلق الرحلات الجوية مع بنما والدومينيكان.

في غضون ذلك، خرج مئات المتظاهرين المؤيدين لمادورو إلى شوارع كراكاس الأربعاء للتعبير عن دعمهم للرئيس ردا على الانتقادات العالمية التي يواجهها.

وقال إدوين بلانكو (30 عاما) وهو أحد مناصري مادورو لوكالة فرانس برس "قالوا الأمر نفسه في السنوات السابقة، دائما كانوا يتحدثون عن (تزوير) في الانتخابات السابقة".

بدورها، قالت ليديس رودريغيز (65 عاما) لوكالة فرانس برس متحدّثة عن المعارضة "من تعتقدون أنه يدعمها؟ إنها مدعومة من دول أجنبية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف