أخبار

شي جين بينغ أمام خيار صعب في مواجهة فلاديمير بوتين

توتر خلف الابتسامات: لماذا يكره الرئيس الصيني روسيا ويخشاها سراً؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ يحضران حفل ترحيب أمام قاعة الشعب الكبرى في ساحة تيانانمن في بكين في 16 مايو 2024
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فيما يظهر الرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين كحليفين قويين في مواجهة الغرب، ثمة أبعاد خفية للعلاقة بين الزعيمين. فبينما يسعى كلاهما إلى إضعاف الديمقراطيات الغربية، إلا أن خلف تلك الابتسامات المتبادلة تكمن شروخ عميقة في التاريخ والثقافة والقوة، ما قد يجعل العلاقة بينهما قابلة للتفكك في أي لحظة.

إيلاف من موسكو: في ظل التحالف الذي تصاعد بين روسيا والصين خلال السنوات الأخيرة، يظل وراء هذا التقارب الودي تاريخ من الشكوك والخلافات العميقة. في مقال رأي مثير للجدل نشره مايكل شيريدان في صحيفة "الإندبندنت"، يكشف الخبير في الشؤون الصينية عن الجذور العميقة لهذا الشك بين الزعيمين، وسط تكهنات بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد يكون على وشك "خيانة" نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

شيريدان يسلط الضوء في مقاله على درس مهم تعلمه شي جين بينغ في شبابه: "لا تثق بموسكو أبدًا". هذه العبارة التي قالها له معلمه الأول في الجيش الصيني، جينغ بياو، الذي كان معاديًا بشدة لروسيا، تعكس جذور الشكوك التي لا تزال قائمة بين البلدين.

تاريخ من عدم الثقة
وفقًا لوثيقة أميركية رفعت عنها السرية مؤخرًا، يتبين أن شي جين بينغ تعلم منذ سن مبكرة أن العلاقات مع روسيا محفوفة بالمخاطر. الوثيقة تكشف أن معلم شي العسكري الأول، جينغ بياو، كان مناهضًا بشدة لروسيا، واعتبرها تهديدًا دائماً للصين. في برقية مفصلة أُرسلت إلى البيت الأبيض، أوضح جينغ كيف أن الاتحاد السوفييتي سعى بعد وفاة ستالين للسيطرة على شمال الصين وإبقائها في حالة من الفقر والتبعية، مما زرع جذور الشك العميق في العلاقات بين البلدين.
شي جين بينغ، الذي بدأ حياته المهنية كسكرتير خاص لجينغ، سمع مباشرة عن مظالم الصين التاريخية تجاه روسيا، بما في ذلك محاولات السوفييت للهيمنة على شمال الصين بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت هذه النزاعات حول النفوذ والسيطرة قد زرعت بذور عدم الثقة التي ما زالت تؤثر على العلاقة حتى اليوم.

تحالف متصدع تحت السطح
على الرغم من الادعاءات المتكررة من كلا الجانبين بوجود "شراكة بلا حدود"، إلا أن شيريدان يشير إلى أن هذا التحالف يخفي وراءه تاريخًا مليئًا بالشقوق. فالصين، التي كانت تسعى إلى النهوض الاقتصادي منذ عقود، تعتقد أن موسكو سعت تاريخياً إلى إبقائها في حالة تبعية اقتصادية. هذه الديناميكيات التاريخية لا تزال تؤثر في الوقت الحاضر، خاصة مع تأزم العلاقات الدولية على خلفية حرب أوكرانيا.

التناقض الواضح: الصين وأوكرانيا
تتفاقم التوترات الحالية بين روسيا والصين بسبب موقف بكين الرسمي تجاه أوكرانيا. فبينما تواصل روسيا تدمير المدن الأوكرانية، تعترف الصين بحكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي كحكومة شرعية لأوكرانيا، ما يضع بكين في موقف حساس بين تحالفها الظاهر مع موسكو والواقع الدبلوماسي. شيريدان يؤكد أن هذا التناقض الصارخ لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة، وأن شي لن يغامر بمستقبل بلاده الاقتصادي من أجل دعم مغامرات بوتين العسكرية.

شيريدان يرى أن الصين تتعامل بحذر مع روسيا، فبالرغم من تحالفهما الظاهري، لا تزال بكين ترى موسكو كخصم قديم يطمح إلى الهيمنة. الإرث التاريخي للعداء الصيني الروسي يظهر في محاولات موسكو السابقة للإبقاء على الصين في حالة من الفقر والتبعية الاقتصادية. كما أن غزو بوتين لأوكرانيا يضع الصين في موقف حرج، إذ يُعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وهو ما يعارض مبدأ السيادة الذي تعتمد عليه الصين في علاقاتها الخارجية.

نهاية التحالف؟
التحالف الصيني الروسي، رغم ما يبدو عليه من قوة وتماسك، قد يكون قاب قوسين أو أدنى من التصدع. فالخلافات التاريخية، والتوجهات الاستراتيجية المتباينة، والأوضاع الجيوسياسية الحالية تجعل من الصعب تصديق أن هذا التحالف سيستمر على المدى الطويل.
ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، يجد شي نفسه أمام مفترق طرق حاسم: هل سيختار الحفاظ على تحالفه مع بوتين، أم سيحمي مصالح بلاده الاقتصادية والديبلوماسية بالابتعاد عن روسيا؟

*أعدت إيلاف التقرير عن صحيفة الاندبندنت. (المقال الأصل هنا)

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحقيقة
رستم -

لا تثق بتركيا أبدا. هذه العبارة لروسيا والعالم.