أخبار

مزاعم بأن حزب الله يستخدم هذا الطريق لنقل الأسلحة والعتاد

إسرائيل تقصف المصنع.. شريان حيوي يربط لبنان بسوريا

فارون من لبنان ينتظرون عبور الحدود مع سوريا عبر معبر المصنع شرق لبنان، في 24 سبتمبر 2024
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، نفّذت إسرائيل غارة جوية استهدفت منطقة المصنع في شرق لبنان، قرب الحدود مع سوريا. وأدت هذه الغارة إلى قطع الطريق الدولي الحيوي الذي يربط لبنان بسوريا، وهو طريق يسلكه مئات الآلاف من المدنيين الفارين من القصف الإسرائيلي المتواصل على لبنان منذ أسابيع.

ضربة تستهدف المعبر الحيوي
أكد وزير النقل اللبناني، علي حمية، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن الغارة الإسرائيلية استهدفت منطقة قريبة من معبر المصنع الحدودي، ولكنها كانت ضمن الأراضي اللبنانية. وأشار حمية إلى أن الضربة أحدثت حفرة عرضها أربعة أمتار على الطريق، ما أدى إلى إعاقة حركة المرور وقطع الطريق الذي يعتبر أحد الشرايين الرئيسة التي تربط بين البلدين.

وصرّح حمية لوكالة رويترز بأن هذه الضربة جاءت في وقت حساس، حيث يسلك هذا الطريق مئات الآلاف من الأشخاص الذين اضطروا للفرار من المناطق التي تتعرض للقصف في الأيام الماضية. وأضاف أن هذا الطريق لا يُستخدم فقط لأغراض التنقل، بل يمثل أيضًا محورًا استراتيجيًا للتجارة، خاصة في منطقة البقاع التي تعتمد بشكل كبير على استيراد البضائع عبر هذا المعبر.

تصعيد إسرائيلي ضد طرق التهريب المفترضة
وأفادت مراسلة "سكاي نيوز عربية" دارين الحلوى، التي تواجدت في موقع الحدث، بأن إسرائيل قامت بتمهيد الضربة منذ أيام، من خلال مزاعم بأن حزب الله يستخدم هذا الطريق لنقل الأسلحة والعتاد. ووصفت الحلوى الهجوم بأنه يعيد للأذهان تكتيكات حرب يوليو 2006، حيث استهدفت إسرائيل الطرق والمعابر الحدودية لقطع التواصل بين لبنان وسوريا.

وقالت الحلوى: "الطريق الذي قُصف اليوم ليس مجرد ممر للناس، بل يُعتبر طريق الحياة لمنطقة البقاع، حيث يعتمد المواطنون بشكل كبير على هذا الطريق في استيراد المواد الغذائية والبضائع الأساسية."

تبعات إنسانية واقتصادية متوقعة
الطريق المستهدف يُعتبر جزءًا أساسيًا من البنية التحتية التي تربط لبنان بسوريا، ويشكل ممرًا أساسيًا لنقل البضائع والمواد الغذائية بين البلدين. ومن شأن إغلاق هذا الطريق أن يؤدي إلى تداعيات إنسانية واقتصادية قاسية على السكان المحليين في منطقة البقاع.

وأظهرت لقطات بثتها قناة "سكاي نيوز عربية" مجموعة من العابرين الذين اضطروا لعبور الطريق سيرًا على الأقدام بعدما توقفت حركة السيارات بسبب الحفرة الكبيرة التي خلفتها الغارة. وعلّقت الحلوى: "إن هذا الطريق يمثل العمود الفقري لحركة التجارة والسفر بين لبنان وسوريا، واستهدافه يمثل ضربة كبيرة للبنية التحتية الحيوية."

تداعيات القصف على الأوضاع الإقليمية
تأتي الغارة الإسرائيلية على المصنع بعد أيام من توتر شديد في المنطقة، حيث كثفت إسرائيل عملياتها ضد ما تصفه بأنه "شرايين حزب الله" في لبنان. ويعتبر المصنع ممرًا مهمًا ليس فقط لنقل البضائع، بل أيضا للعمليات اللوجستية التي تتهم إسرائيل حزب الله بالاعتماد عليها لنقل الأسلحة من إيران إلى لبنان عبر سوريا.

استهداف ممرات حزب الله المزعومة
من المعروف أن إسرائيل تواصل شن غارات على لبنان منذ أواخر أيلول (سبتمبر)، مع تصاعد التوترات الإقليمية واستمرارها في استهداف المواقع المرتبطة بحزب الله. وقد بدأت هذه الضربات تؤدي إلى مقتل العشرات من المدنيين، وتسببت بدمار واسع للبنية التحتية اللبنانية. وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تهدف من وراء ضرباتها المتكررة إلى قطع خطوط الإمداد التي تعتقد أنها تُستخدم من قِبل حزب الله لإيصال الأسلحة من إيران عبر الأراضي السورية.

وبحسب تصريحات صحافية، فإن الضربة على المصنع تؤكد سعي إسرائيل لتكثيف ضغطها على حزب الله من خلال قطع طرق التهريب الحيوية التي تربط لبنان بسوريا، مما يعقد على حزب الله نقل الأسلحة والعتاد.

ردود الفعل وتوقعات الأوضاع
من المتوقع أن تزداد الأزمة الإنسانية في لبنان نتيجة استمرار الضربات الجوية التي تستهدف البنية التحتية. وفي ظل هذه التطورات، يبقى السؤال حول كيفية استجابة الأطراف المحلية والدولية، خاصة مع تزايد الضغوط الاقتصادية على السكان المحليين في ظل القصف المتواصل.

وفقًا للوكالة الوطنية للإعلام، فإن الضربة التي استهدفت الطريق الدولي قُرب المصنع ليست سوى واحدة من سلسلة غارات متواصلة تستهدف نقاطًا إستراتيجية في لبنان، فيما يتعذر حتى اللحظة الحصول على أي رد فعل رسمي من الجانب السوري بخصوص هذه الغارات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف