ناجون وأسر الضحايا يقدمون معطيات جديدة
روايات تكشف كيف سقطت القاعدة الإسرائيلية بيد حماس في 7 أكتوبر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مر عام منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ولا تزال هناك تساؤلات صعبة تُطرح داخل إسرائيل حول أكثر الأيام دموية في تاريخها، عندما أُخذ الجيش القوي للبلاد على حين غرّة وتعرض للإرهاق بسرعة.
استمعت بي بي سي إلى روايات قُدمت إلى العائلات حول ما حدث في إحدى القواعد العسكرية التي كانت تحرس الحدود مع غزة.
اجتاح مسلحون من حماس قاعدة ناحال عوز في صباح يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ويُقال إن أكثر من 60 جندياً إسرائيلياً قد قُتلوا، بينما أخذ الآخرون رهائن.
لم تنشر القوات العسكرية الإسرائيلية بعد تحقيقها الرسمي فيما حدث في ذلك اليوم، لكنها أطلعت بالفعل أقارب الذين قُتلوا هناك، وشارك بعضهم التفاصيل مع بي بي سي.
هذا هو أقرب ما نملكه لرواية رسمية من الجيش الإسرائيلي حول ما حدث في ذلك اليوم.
في محاولة لتجميع الأحداث، تحدثنا أيضاً إلى ناجين، واطلّعنا على رسائل من الذين قُتلوا، واستمعنا إلى تسجيلات صوتية تُبلغ عن الهجوم أثناء وقوعه، مما يساعد على بناء صورة عن سرعة وشدة الهجوم.
وجدت بي بي سي ما يلي:
لوحظت أنشطة مشبوهة من قبل العديد من الجنود في القاعدة قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وليس فقط من قِبَل الشابات اللواتي كانت وظيفتهن مراقبة كاميرات الحدود لاحظ الجنود توقفاً مفاجئاً لأنشطة حماس في الأيام التي سبقت الهجوم كان العديد من الجنود الإسرائيليين هناك غير مسلحين، وكان البروتوكول الرسمي يتطلب من الجنود التراجع عند التعرض للهجوم بدلاً من التقدم بعض معدات المراقبة كانت معطلة أو تمكنت حماس من تدميرها بسهولةالتفاصيل التي تم التوصل إليها تثير تساؤلات، بما في ذلك لماذا كان عدد قليل من الجنود مسلحين في قاعدة قريبة جداً من الحدود، ولماذا لم تتخذ المزيد من الإجراءات للرد على المعلومات والتحذيرات، وكيف استغرق الأمر وقتاً طويلاً لوصول التعزيزات، وما إذا كانت بنية القاعدة نفسها قد تركت الجنود هناك دون حماية.
لقد قدمنا نتائجنا إلى الجيش الإسرائيلي الذي رد بالقول إنه يجري "تحقيقاً شاملاً في أحداث السابع من أكتوبر، بما في ذلك ما حدث في ناحال عوز، والظروف التي سبقتها".
تقصي الحقائق: ماذا حدث للرهائن الإسرائيليين في غزة بعد عام من الحرب؟كيف أعدّت حماس قوة لضرب إسرائيل في السابع من أكتوبر؟في 7 أكتوبر، بدأت شارون &- اسم مستعار - نوبتها في ناحال عوز، على بعد حوالي كيلومتر من سياج حدود غزة، في الساعة 04:00.
كانت جزءاً من الوحدة العسكرية النسائية بالكامل في القاعدة - المعروفة باسم Tatzpitaniyot أو المراقبات بالعبرية - وكانت مهمتهن دراسة لقطات المراقبة الحية الملتقطة بواسطة الكاميرات على طول السياج.
كانت المراقبات يعملن في نوبات في غرفة الحرب في القاعدة، يشاهدن غزة من خلال مجموعة من الشاشات على مدار الساعة.
وتسمى غرفة الحرب بالعبرية "خامال" وهي غرفة من دون نوافذ محمية بباب صلب وجدران عازلة، مع بروتوكولات أمان صارمة.
أخبر الجيش الإسرائيلي عائلات الأشخاص الموجودين في القاعدة ذلك اليوم أن العديد من الأفراد العسكريين كانوا غير مسلحين.
قال الجنرال إسرائيل زيف، رئيس قسم العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إنه خلال خدمته، لم يكن هناك جنود غير مسلحين في المناطق الحدودية.
"هذا لا يبدو منطقياً... الجندي يعني السلاح"، كما يقول.
شمل الموظفون المسلحون في ناحال عوز ذلك اليوم وحدة من جنود المشاة من لواء غولاني في الجيش الإسرائيلي.
قد أفادت بي بي سي سابقاً بأن وحدة المراقبات قد لاحظت تصعيداً في الأنشطة المشبوهة على الجانب الآخر من السياج، ولكننا الآن قد تأكدنا من أن هذه المخاوف كانت أيضاً مشتركة بين جنود آخرين في القاعدة من وحدات مختلفة.
في الأيام التي سبقت 7 أكتوبر، كانت الأمور هادئة.
"لم يكن هناك شيء، وكان ذلك يخيفنا"، كما يتذكر أحد جنود المشاة المتمركزين في القاعدة. "كان الجميع يشعر أن هناك شيئاً غريباً. لم يكن منطقياً."
يعود فشل الجيش الإسرائيلي في فهم ما كان يحدث إلى "الكثير من الغرور"، كما يقول الجنرال زيف، مع التفكير بأن "حماس لن تهاجم، لن تجرؤ، وأنهم حتى لو فعلوا، فلن يكونوا قادرين".
"ذهبنا إلى النوم في السادس من أكتوبر معتقدين أن هناك قطة في الجانب الآخر، واستيقظنا في السابع منه، لنحد نمراً".
في الساعة 05:30، بدأ أفراد من وحدة غولاني بالتحضير لبدء دورية في جيب على الجانب الإسرائيلي من السياج - وهو ما كانوا يفعلونه قبل الفجر كل صباح. لكن تم إبلاغهم بعد ذلك من قبل رؤسائهم بتأجيل الدورية والتراجع بسبب تهديد صواريخ مضادة للدبابات، كما قال ثلاثة منهم لبي بي سي.
"كانت هناك تحذيرات. كان من المحظور الصعود على الطريق المجاور للسياج"، كما يتذكر أحدهم.
قال شيمون مالكا، جندي من غولاني يبلغ من العمر 21 عاماً، إن مثل هذا التحذير كان غير مألوفاً لكنه ليس جديداً، لذا لم يعطوه اهتماماً كبيراً.
يقول الجنرال زيف إن البروتوكول القياسي في الجيش الإسرائيلي هو إبقاء الناس في الخلف خلال الهجمات المشتبه بها مثل هذه، "تجنب تحوّلهم إلى هدف". لكنه يضيف، "حماس أدركت ذلك واستخدمته" لصالحها.
قال إن القاعدة كان ينبغي أن تكون مجهزة بمواقع يمكن لوحدة جولاني الرد منها بأمان.
"هناك تقنيات بسيطة جداً لتغطية الجنود بحيث يكونون تحت الحماية لكنهم لا يزالون في وضعية تمكنهم من التفاعل، دون أن يفقدوا الرؤية"، كما قال.
بينما كانت وحدة غولاني تنتظر بعيدًا عن السياج، بدأت شيرون ترى تحركات بين مقاتلي حماس. لكنها بدت وكأنها مجرد روتين - "لديهم أيضاً نوبات".
بحلول الساعة 06:20، بدأت حماس بإطلاق الصواريخ، لكن شارون تقول مرة أخرى إن ذلك لم يبدُ مثيراً للقلق على الفور - إذ أن القاعدة تعرضت لهجمات صاروخية من قبل وكانت محمية جيداً ضدها.
"عادةً ما تستمر عملية إطلاق النار لمدة خمس دقائق ثم تتوقف"، كما تقول.
لكنها هذه المرة لم تتوقف.
حوالي الساعة 06:30، تقول شارون إنها رأت قوات حماس تبدأ بالاقتراب. أرسلت وحدة المراقبات رسالة إلى القوات الأرضية لتنبيههم.
"إلى كل المحطات، هناك أربعة أشخاص يركضون نحو السياج، هل تسمعون؟" أعلنت إحدى الشابات، وكان صوتها يرتجف قليلاً. "أحدد شخصين مسلحين يركضان نحو السياج، هل تسمعون؟".
في الوقت نفسه تقريبًا، سمع شمعون كلمات الشيفرة لهجوم صاروخي عبر الراديو الخاص به. أمرهم القائد بالقفز من عربة الجيب التي كانوا فيها إلى عربة "نامر" - نوع من المركبات المدرعة الإسرائيلية - والتوجه نحو السياج.
لكن لم يتمكن من رؤية أي عمليات اقتحام، واعتقد أنها مجرد تدريب.
لطالما اعتُبرت هذه الجدران الحديدية من قِبل الجيش الإسرائيلي والناس في جميع أنحاء إسرائيل كعائق غير قابل للاختراق، ومع ذلك بدأت القواعد على امتداد الجدران بالإبلاغ عن خروقات.
تشير شارون إلى أن كل واحدة من العسكريات في برج المراقبة اللواتي كنّ في ناحال عوز شهدت ما بين خرقين إلى خمسة في الجزء من السياج الذي كنّ يتولين مسؤولية مراقبته. لقد شاهدن كيف تمكن مقاتلو حماس من دخول إسرائيل.
يقول الجنرال زيف إن سهولة عبور المقاتلين للسياج أظهرت العيوب في الحاجز الذي يُعتبر غير قابل للاختراق.
"كما رأيت، يمكن لشاحنتين أن تقتربا وتدفعا. لم يكن هناك شيء. حتى لو كان هناك حقل ألغام بطول 50 أو 60 متراً هناك، لكان قد أخّر حماس لبضع ساعات".
قبل الساعة 06:40 بقليل، تعرض موقع المراقبة في ناحال عوز لضربة وتضرر بواسطة صاروخ، وفقاً لملاحظات إحاطة العائلات التي شاركها الجيش الإسرائيلي مع بي بي سي.
تم تفعيل نظام تحديد مواقع القناص غرفة الحرب - مركز القيادة في القاعدة - وحاول أحد الضباط إطلاق النار عن بُعد على المسلحين الذين حاولوا عبور الحدود، وفقاً لما أبلغه الجيش الإسرائيلي للعائلات.
انضم ضباط المشاة إلى العسكريات المسؤولات عن المراقبة في غرفة عمليات الحرب أيضاً. تتذكر شارون أن أحد القادة وصل وهو يرتدي بيجامته.
وبينما استمر المسلحون بإطلاق النار على كاميرات المراقبة، بدأت شاشات المراقبة داخل غرفة الحرب تظلم.
كانت حماس تنفذ عمليات في العلن أمام هذه الكاميرات على طول الحدود في الأسابيع التي سبقت الهجوم، وكان ذلك تكتيكاً، كما يقول الجنرال زيف، بهدف "تطبيع الأمور".
على بعد مئة متر فقط من المكان الذي كانت تعمل فيه المراقبات، استيقظ ألروي - وهو واحد من بين خمسة قادة لبالونات المراقبة في الجيش الإسرائيلي في الموقع ذلك الصباح - بسبب الصواريخ والصافرات، كما قال والده رافي بن شتريت بي بي سي.
قدم الجيش الإسرائيلي لاحقاً تفاصيل تحقيق أولي لعائلة ألروي حول ما حدث في ذلك اليوم.
كانت البالونات في ناحال عوز تقدم رؤية أعمق إلى غزة، وكان من المفترض أنه تعمل على مدار 24 ساعة.
لكن في 7 أكتوبر، كان واحد من بالونات المراقبة على طول الحدود غير فعال.
"توقّف البالون في ناحال عوز عن العمل، ولم يشعر أحد بالقلق، إذ قيل لهم إنه سيتم إصلاحه يوم الأحد"، يقول بن شتريت.
"كان هناك شعور عام بأن: 'حماس مُحبَطة، وحتى لو حدث شيء، فهو مجرد اختراق إرهابي أو على الأكثر من مجموعة إرهابية.'"
عادت شارون إلى نقطة المراقبة الخاصة بها واستمرت في التواصل بشكل متوتر مع الجنود على الأرض.
"بكيت وبلّغت في نفس الوقت"، كما تقول.
تتذكر أن الضابط القائد صرخ طالباً "الصمت" لأن بعض الشابات كنّ يفقدن التركيز وسط الرعب.
عند السياج، يقول شمعون إنه نفذ التعليمات الواردة عبر الراديو، لكنه لا يزال لم يفهم لماذا كان صوت الشابة التي كلمته يبدو مضطرباً للغاية.
"كنت أشعر بالتوتر، لكن لم أتمكن من رؤية أي شيء."
عندما وصلت وحدته إلى الموقع الذي وجهته إليه المراقِبات، رأوا شاحنات حماس تتجاوز السياج.
"بدأوا بإطلاق النار علينا. ربما كانت هناك خمس شاحنات."
ردّ الجنود بإطلاق النار ودهسوا من كانوا على الدراجات النارية.
بعد الساعة 07:00 بقليل، جاءت اللحظة التي خشِيها الجميع ولم يكن أحد يتوقعها. كان مسلّحو حماس عند باب غرفة الحرب.
"انهضي، الإرهابيون عند الباب"، تتذكر شارون أنه قيل لها.
أُمِرت المراقبات بترك مواقعهنّ والتوجه إلى مكتب داخل غرفة الحرب.
يقول الجنرال زيف إن القادة العسكريين لم يولوا اهتماماً كافياً بالدفاع عن القواعد نفسها، وركزوا بدلاً من ذلك على الدوريات الخارجية.
"كان ذلك جزءاً من الفوضى، لأنه عندما فاجأهم العدو ودخل القاعدة، لم يكونوا مستعدين. انهار كل شيء"، كما يقول.
حوالي الساعة 07:20، تعرَّض ما كان يُعرف بـ"الدرع" - وهو ملجأ للغارات خارج غرفة الحرب - للهجوم.
كان من بين الذين يتحصنون داخله مراقبات لم يكنّ على الدورية، وكنّتحت حماية "أربع محاربات" وفقاً لرسالة واتساب أُرسلت في الساعة 07:38 من قبل إحدى المراقبات المتواجدات هناك، واطلعت عليها بي بي سي.
لم تصل رسائل أخرى منها على المجموعة.
أخبر الجيش الإسرائيلي العائلات أن أولئك "المحاربات" كن الوحيدات المسلَّحات اللواتي يختبئن في الملجأ - وقد أبقين مقاتلي حماس بعيداً عنهن بإطلاق النار حتى انفجار قنبلة يدوية، ما أدى إلى مقتل أحد القادة وإصابة آخرين داخل الملجأ.
في هذه المرحلة، تمكن حوالي 10 جنود من الهروب من الملجأ وأقفلوا على أنفسهم في ثكنات الإقامة. أما البقية في الملجأ فقد قُتلوا أواحتجزوا قِبَل حماس.
توجه شمعون وقائده عائدين إلى القاعدة، لكنهما لم يكونا على دراية بعد بحجم ما كان يحدث.
أبلغ الجيش الإسرائيلي لاحقاً عائلة أحد الذين قُتلوا في "نحال عوز" بأن الهجوم على القاعدة بدأ بغارات بالطائرات المسيَّرة، وبمشاركة 70 مقاتلاً من أربع جهات، وأن المزيد من المقاتلين انضموا مع مرور الوقت خلال الصباح.
من جميع أنحاء قطاع غزة، عبر آلاف الأشخاص إلى الأراضي الإسرائيلية.
يقول شمعون إنه بدأ يدرك حجم الهجوم أثناء عودته إلى القاعدة.
"عندما وصلنا إلى القاعدة، كان كل شيء محترقاً"، كما يقول.
في المكتب داخل غرفة الحرب، تقول شارون إن المجموعة المكونة من حوالي 20 جندياً وجندية حاولت تهدئة بعضها البعض.
وفي الوقت نفسه، قاموا بمحاولات متكررة للاتصال للحصول على المزيد من الدعم.
"أعتقد أن [شخصاً ما] قال شيئاً مثل 'لا يوجد دعم، لا يمكن لأحد أن يأتي،' وأتذكر أن ضابطتي قالت 'نحن لا نحتاج إلى دعم، نحن بحاجة إلى إنقاذ".
قبل الساعة 08:00 بقليل، وصلت مسيرة إسرائيلية، تُعرف باسم زيك، لكنها واجهت صعوبة في التمييز بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي حماس، وفقًا لرواية الجيش الإسرائيلي، مما جعلها أبطأ في الهجوم على أهدافها المحددة.
في الوقت نفسه تقريباً، بدأ هجوم على الهامال، مع إطلاق نار كثيف. وقاتل المسلحون عند أبواب المبنى لمنع حماس من الدخول. استمر القتال لمدة أربع ساعات تقريباً.
في هذه الأثناء، يقول شمعون إن عدد الجنود الذين كانوا يقاتلون معه كان قليلاً. لم يكن هناك أي دليل على تعزيزات.
"كان كل شيء غامضاً".
حوالي الساعة 09:00، توجهت وحدة غولاني إلى غرفة الطعام في القاعدة حيث أخبرتهم المراقبات أن معظم المسلحين كانوا يختبئون.
سيتم إبلاغ الأقارب لاحقاً من قبل الجيش أنه كان هناك 150 مسلحاً مقابل كل 25 جندياً مقاتلاً يدخلون ناحال عوز في ذلك اليوم.
"ما كانت تفعله حماس في ذلك الصباح كان يشبه الهجوم الشامل"، يقول الجنرال زيف.
"كان هناك أكثر من 70 خرقاً مختلفاً... أكثر من 3 آلاف إرهابي... كانوا يعرفون أنهم لا يملكون الكفاءة، لذلك كان عليهم الاعتماد على العدد".
تظهر مقاطع الفيديو التي أفادت التقارير الإسرائيلية بأنه تم تصويرها في ذلك الوق، ضباط مراقبة شباب في ناحال عوز، قبض عليهم من قبل مسلحي حماس.
"يا كلاب، سندعس على رؤوسكم"، يُسمع أحد الرجال يقول بينما تُربط أيدي النساء، وجوههنّ إلى الجدار.
نعما ليفي (19 عاماً) التي كانت قد بدأت عملها في القاعدة في اليوم السابق، تناشد قائلة إن لديها "أصدقاء في فلسطين"، ووجهها مغطى بالدماء.
تظهر اللقطات النساء وهن يُجررن إلى سيارة تنتظرهن ويأخذن بعيداً.
إنه أمر مدمّر بالنسبة لوالدة نعما أن تشاهد ذلك. تقول الدكتورة أيلت ليفي: "الجروح، الدم، ما كانت تقوله، وما كان الإرهابيون يقولونه لهن، رعب تلك اللحظات".
يقول الجنرال زيف إن المراقبات في ناحال عوز "كنّ رائعات - الخطأ كان في النظام، في القادة، وليس فيهن".
أكثر من ثلاث ساعات بعد بدء الهجوم، في الساعة 09:45، بدأت مروحية تابعة للجيش بإطلاق النار على مسلحي حماس، حسبما أخبر الضباط العائلات المكلومة. أطلقت النار على القاعدة 12 مرة.
قاد شمعون وستة آخرون، بمن فيهم قائدهم، مركبتهم خارج القاعدة وعادوا في تشكيل على الأقدام. يقول إنهم تعرضوا لإطلاق نار "من جميع الاتجاهات".
مع صوت إطلاق النار الآلي، كان يأتي صوت متقطع من طلقات فردية، أطلقها قناص من حماس لم يستطيعوا رؤيته.
"في كل مرة كان يطلق فيها النار، كان أحد أصدقائي يتلقى رصاصة في رأسه"، كما يقول.
يقول شمعون إنه كان الناجي الوحيد من أولئك الذين كانوا يقاتلون إلى جانبه، وأنه كاد يقتل.
"مرّت رصاصة بجانب رأسي... كنت أسمع الرصاص يضرب الخرسانة من حولي وأشعر بحرارته".
في هذه المرحلة، يقول إن الراديو لم يعد يعمل.
يصف الجنرال زيف اليوم بأنه "عاصفة مثالية".
"لم يكن هناك دعم لعدة ساعات لأنه لم يكن لدى أحد فكرة واضحة عما كان يحدث وإلى أين يجب إرسال الدعم"، كما يشرح.
هرب شمعون من الموقع وانتقل إلى موقع قناص قبل أن ينضم إلى جنود من وحدة أخرى توجهوا لحماية كيبوتس.
في غرفة الحرب حدث تطور كبير في حوالي الساعة 11:00.
قطعت الكهرباء، مما أدى إلى فتح الأقفال التي كانت تعمل بنظام كهربائي. ترك هذا الغرفة مفتوحة على مصراعيها، وفقاً لتقرير الجيش المقدم لعدة عائلات. بدأ مسلحو حماس بإطلاق النار داخل الغرفة ورمي القنابل اليدوية.
قتل أحدهم في قتال وجهاً لوجه بسكين مع جندي من وحدة غولاني، حسبما أخبر الجيش العائلات.
قال الجنرال زيف إنه في النقطة التي كان الجنود يعتمدون فيها على أقفال الأبواب لسلامتهم، كان النظام العسكري الأوسع قد "فشل بالفعل".
في الإحاطة التي قدمها الجيش للعائلات، ذُكر أن "الإرهابيين ألقوا مادة قابلة للاشتعال في غرفة الحرب وأحرقها".
تتذكر شارون: "كان الدخان كثيفاً حقاً. بدأ الجميع بالسعال والاختناق. بدأ الناس يسقطون ويغشي عليهم".
تقول إحدى الأمهات إنها أُخبرت من قبل الجيش أن مادة "سامة" قد استخدمتها حماس في الهجوم، على الرغم من أن الآخرين لم يكونوا على علم بهذا التفصيل أو قالوا إن الجيش قد غيرا روايته منذ ذلك الحين.
في حوالي الساعة 12:30، تمكن سبعة أشخاص في غرفة الحرب - منهم شارون - من العثور على طريقهم إلى نافذة المرحاض والتسلق للخارج، وفقًا لروايات أولئك الذين كانوا هناك في ذلك اليوم.
هناك، انتظروا أن يأتي "خرون"، لكن لم يأتِ أحد. كانت شارون الناجية الوحيدة من المراقبات في الوردية ذلك اليوم، ونجت امرأة شابة أخرى في الوحدة، كانت في القاعدة لكنها لم تكن تعمل ذلك الصباح.
بحلول نهاية يوم 7 أكتوبر، كانت القوات العسكرية قد استعادت السيطرة، ولكن العديد من الجنود الموجودين هناك لم ينجوا. أُخذت سبع مراقبات كرهائن إلى غزة، حيث قُتلت واحدة، وتم إنقاذ أخرى، ولا تزال خمسة رهائن.
في جميع أنحاء إسرائيل ذلك اليوم، قُتل حوالي 1200 شخص، بما في ذلك أكثر من 300 جندي، وتم أخذ 251 آخرين كرهائن. منذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 41 ألف فلسطيني نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفقًا لما ذكرته وزارة الصحة التابعة لحماس.
شملت وفيات ناحال عوز ألروي، قائد البالون، وأربعة من رفاقه الذين خاضوا معركة طويلة مع حماس، كما قال والده، مستندًا إلى معلومات قدمها له الجيش الإسرائيلي.
تمكنوا من قتل ما يقرب من 10 مسلحين، كما ذكر، لكن الخمسة كانوا في وضعية أقلية وُجدوا قتلى داخل ملجأ متنقل في الساعة 14:30.
تُدمّر غرفة الحرب - التي كانت مصممة كمساحة آمنة لوحدات القاعدة - بشكل كامل. تُظهر الصور ومقاطع الفيديو أنها تحولت إلى رماد، والشاشات التي كانت المراقبات تراقبها بعناية، أصبحت محترقة. وُجدت بقايا عظام بين الرماد هناك.
تُرك الناجون وعائلات الضحايا والرهائن مع أسئلة بلا إجابات حول كيفية حدوث كل ذلك.
شارك في التغطية من جون دونيسون ونعومي شيربل-بال.
"يستحق الانتباه": كيف تبدو الحياة في الخليل بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول؟قائمة بالمفاوضات المتعلقة بحرب غزة منذ 7 أكتوبر إلى اليومحرب غزة بالأرقام"هل ضحى الرهائن الإسرائيليون بحياتهم لبقاء نتنياهو في منصبه؟" - جيروزاليم بوستإسرائيل وحزب الله: ما فرص التوصل إلى تهدئة في ظل التهديد باجتياح بري؟التعليقات
7 اكتوبر مجيد ،،
بلال -لو كانت المقاومة في غزة تعرف او تتوقع ان صروح اليهود ستنهار بهذا الشكل كانوا دفعوا بعشرات الالوف من مقاتليهم بل ادخل نصف سكان غزة إلى مغتصبات غلاف غزة ، الخبر الصادم ان سكان غلاف مغتصبات غلاف غزة لا يريدون العودة اليها بعد انتهاء الحرب ،،
واضح جدا
من الشرق الأوسط -ليس هناك شك بأن نتنياهو خطط لتمكين حماس من هذا الهجوم لكي يجد ذريعة لدخول جيشه غزة ولبنان والقيام بقتل جماعي، لكي يخلق شعبية له ولكي يقضي نهائيا على حماس وحزب الله بل واهل غزة كلهم حتى لا تقوم لأي منظمة اخرى قائمة.هذا مشابه لما فعله اردوغان من تمثيلية محاولة الانقلاب لكي يتخذها ذريعة للقضاء على كل معارضيه. ليس هناك اي شك.