"المسيرات" تهزم "القبة الحديدية" لأسباب تقنية
كيف اخترقت طائرة حزب الله المسيرة الدفاعات الإسرائيلية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من القدس: جاء هجوم حزب الله بطائرة بدون طيار بالقرب من بنيامينا في قلب إسرائيل، ليجعل الشكوك تتزايد في الداخل الإسرائيلي حول فاعلية وقوة الدفاعات الجوية، خاصة أن القبة الحديدية تتصدى بنجاح للصواريخ، ولكنها تعجز عن اصطياد الطائرات المسيرة "بدون طيار"، وهي سلاح قوي وقديم في يد حزب الله.
الاعلام العبري تناول تأثيرات ما فعلته الطائرة المسيرة لحزب الله التي أطلقها الأحد، وقتلت جنود، وأصابت أكثر من 50 جندياً من بينهم 17 في حالة خطيرة، وقالت تايمز أوف إسرائيل إن إيران مستمرة في تعزيز قدرات وكلائها، وجاء الحادث الأخير ليكشف عن نقاط الضعف في الدفاع الجوي الإسرائيلي.
الهجوم الذي شنته طائرات حزب الله بدون طيار بالقرب من بنيامينا الأحد، والذي أسفر عن إصابة 67 شخصا، ومقتل 4 جنود، يسلط الضوء على التهديد المتزايد الذي تشكله الطائرات بدون طيار في الحرب الحديثة.
صناعة إيرانية
يُعتقد أن الطائرة بدون طيار المستخدمة في هذا الهجوم هي طائرة مرصاد-1، وهي طائرة بدون طيار نشرها حزب الله منذ أكثر من عقدين من الزمن، وهي من صنع إيران.
وبحسب خبراء من مركز أبحاث ألما، فإن طائرة مرصاد-1 تعتمد على نموذج مهاجر-2 الإيراني، مع تعديلات طفيفة مصممة لعمليات حزب الله.
مواصفات تثير الخوف
ويمكن للطائرة بدون طيار أن تحمل ما يصل إلى 40 كيلوغراماً من المتفجرات، وتبلغ سرعتها القصوى 370 كيلومتراً في الساعة، ويبلغ مداها التشغيلي 120 كيلومتراً. وقد استخدم حزب الله طائرة مرصاد-1 للاستطلاع والضربات الهجومية منذ عام 2002، وكثيراً ما استخدمها لاختراق المجال الجوي الإسرائيلي.
ماذا حدث في هجوم بنيامينا؟
في هجوم بنيامينا ووفقاً لما رصده تقرير "جيروزاليم بوست"، أطلق حزب الله عدة طائرات بدون طيار تحت غطاء وابل من الصواريخ، وهو تكتيك يهدف إلى إغراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
تمكنت إحدى الطائرات بدون طيار من الإفلات من الاكتشاف والتحطم في منطقة بنيامينا، مما يمثل خرقا كبيرا في الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وفقا لتقرير صادر عن صحيفة ديفنس إندستري ديلي، هذه ليست المرة الأولى التي تتسلل فيها طائرة بدون طيار من طراز مرصاد-1 عبر دفاعات إسرائيل، فقد وقع حادث مماثل في وقت سابق من العام عندما حلقت طائرات بدون طيار تابعة لحزب الله فوق الأراضي الإسرائيلية لعدة دقائق قبل أن تعود إلى لبنان سالمة.
توسيع ترسانة الطائرات بدون طيار
إن استخدام حزب الله للطائرات بدون طيار هو جزء من استراتيجية إيرانية أوسع لتعزيز قدرات الوكلاء وعلى رأسهم حزب الله.
حزب الله أدرج بشكل متزايد طائرات بدون طيار في ترسانته لتكملة قدراته الصاروخية الحالية.
وتسمح الطائرات بدون طيار مثل مرصاد-1 لحزب الله بشن هجمات دقيقة في عمق الأراضي الإسرائيلية مع تقليل المخاطر التي قد يتعرض لها أفراده. وهذا التكتيك، الذي تم تحسينه على مدى سنوات من التجربة والخطأ، هو جزء من جهد أوسع من جانب إيران لتسليح وكلائها بتقنيات متقدمة.
إن طائرة ميرساد-1 هي واحدة فقط من بين العديد من الطائرات بدون طيار في أسطول حزب الله من الطائرات بدون طيار.
تمتلك المجموعة مجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار تحت تصرفها، وكثير منها إما من صنع إيراني أو معدلة من نماذج تجارية.
مراقبة وجمع معلومات وتفجيرات
تُستخدم هذه الطائرات بدون طيار لأغراض مختلفة، بما في ذلك المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية والمهام الانتحارية، وتشير التقارير الصادرة عن مركز أبحاث ألما إلى أن حزب الله لديه أكثر من 2000 طائرة بدون طيار في ترسانته، مع ادعاء بعض التقديرات أن المجموعة تمتلك نماذج أكثر تقدما مثل طائرات مهاجر-4 وشاهد.
أنظمة الدفاع الجوي الاسرائيلي تدخل مرحلة الشك
أثار هجوم بنيامينا تساؤلات حول فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في مواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار.
وفي حين أن القبة الحديدية الإسرائيلية فعالة للغاية ضد الصواريخ، إلا أنها واجهت تحديات في اكتشاف واعتراض الطائرات بدون طيار الصغيرة المنخفضة مثل ميرساد-1.
وقد بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي تحقيقا في سبب عدم إطلاق أي إنذارات خلال حادث بنيامينا على الرغم من استخدام حزب الله المتزايد للطائرات بدون طيار في هجماته.
إن هذا الهجوم الأخير هو جزء من حرب الطائرات بدون طيار المستمرة بين إسرائيل وحزب الله. فمنذ تسعينيات القرن العشرين، أطلق حزب الله العديد من الطائرات بدون طيار على الأراضي الإسرائيلية، مع وقوع العديد من الحوادث خلال فترات الصراع المتصاعد.
وفي بعض الحالات، تم استخدام الطائرات بدون طيار للمراقبة، وفي حالات أخرى، تم تحميلها بالمتفجرات لتنفيذ مهام انتحارية.
ووفقًا لخبراء الدفاع، غالبا ما يطلق حزب الله طائرات بدون طيار بالتزامن مع إطلاق الصواريخ لإرباك الدفاعات الإسرائيلية وجمع البيانات العملياتية للضربات المستقبلية.