أخبار

أكد أن إسرائيل وأوكرانيا وتايوان خطوطها الأمامية

الفيلسوف برنارد هنري: ألا تعلمون أن الحرب العالمية الثالثة بدأت؟

الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من باريس: في لقاء مع الفيلسوف الفرنسي الشهير برنارد هنري ليفي بأحد المطاعم الباريسية، قال دون مورابة لـ"بوليتيكو" :"المراحل الأولى للحرب العالمية الثالثة تشكلت ملامحها، وخطوطها الأمامية هي إسرائيل وأكرانيا وتايوان"، في إشارة إلى أن الثلاثي المذكور مدعوم غربياً في مواجهة القوى الأخرى التي تتمثل في روسيا والصين وإيران وبقية المعسكر الحليف لهم.

وإلى تفاصيل "الدردشة الارتجالية" التي أجرتها "بوليتيكو" مع الفيلسوف الأنيق الذي اكتسب شهرة واسعة في فرنسا منذ أمد بعيد حتى أصبح معروفاً باسمه المختصر BHL .

فهو فيلسوف ثري، وكان مراسلاً حربياً شهيراً، وصديق لرؤساء وملوك وأمراء، ووجه مألوف مع نجوم السينما، وهو باختصار يمثل جوهر فرنسا تماماً مثل الكرواسون والعلم الفرنسي، والحب خارج إطار الزواج.

لقد التقيت به في صباح خريفي رائع في أحد أرقى مطاعم باريس، حيث أخذني مدير المطعم إلى الطاولة المفضلة له لأنتظره.

طلب مني عدم ذكر اسم المطعم لأنه تحت حماية الشرطة بسبب التهديدات العديدة بالقتل، بما في ذلك من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

يصل متأخراً، يرتدي نظارة شمسية في الضوء الخافت، وقميصه الأبيض المميز مفتوح الأزرار على صدره الأملس الخالي من الشعر، وأطلالته التي لا توحي بأنه يبلغ من العمر 75 عاماً.

يغلق الهاتف ويعتذر بأدب عن تأخره ــ فقد تجاوزت المقابلة السابقة التي أجراها مع صحيفة وول ستريت جورنال الوقت المحدد. إنها لفتة لطيفة من شأنها أن تجعلنا نبدأ على الطريق الصحيح.

القميص المفتوح، والشعر الطويل المموج، واللامبالاة العفوية ـ كل هذا جزء من الشخصية التي رسمها لنفسه منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين، عندما صعد إلى النجومية كزعيم لمجموعة عُرفت باسم "الفلاسفة الجدد".

أخبرته أن يطلب أي مشروب يحبه عادة، اتضح أنه لا يشرب الكحوليات ـ حتى أنه توقف عن شرب الشاي.

وعن ذلك قال :""لقد استبدلت الكحول منذ أربعين عاما بالشاي"، هكذا أخبرني وهو يطلب مشروبًا قويًا جدًا من الزنجبيل. "كنت أشرب الشاي ليلًا ونهارًا، ومنذ عام أو عامين، تحولت جذريًا، كما أفعل في العديد من الأشياء".

يتحدث بهدوء، ويشير بأصابعه الطويلة الأنيقة بشكل غير عادي، واحتقاره للمشاعر المعادية لأميركا التي تسود أوروبا وخاصة فرنسا.

يعتقد أن "الإمبراطورية المزعومة" لأميركا وحلفائها الديمقراطيين تتعرض "لهجوم عنيف من قبل جبهة فضفاضة ولكنها أكثر تماسكا" تتألف من الصين وروسيا وتركيا وإيران والإسلام المتطرف.

يعتقد أن البشرية دخلت بالفعل المراحل المبكرة من حرب عالمية جديدة، والخطوط الأمامية الرئيسية لها هي أوكرانيا وإسرائيل، ويعتقد أن تايوان ستصبح قريبا الجبهة الثالثة.

وعن إسرائيل قال إنه يعتقد أن بنيامين نتانياهو رئيس وزراء فظيع، فهو رجل أفسدته السلطة المفرطة، ولكن بصفته يهودياً يشعر BHL بقلق عميق إزاء صعود معاداة السامية في الغرب اليوم.

ويقول :"أنا لست من الذين يحتفلون بيوم السبت، لذا في صباح ذلك السبت 7 تشرين الأول (أكتوبر( 2023 تلقيت الخبر فور استيقاظي، لقد فهمت أن شيئًا ضخمًا كان يحدث - حدثًا كبيرًا"، لاحقًا "كنت مع مجموعة من الجنود على الجبهة الجنوبية الذين كانوا يستعدون لدخول غزة ... وتعهدت رسميًا بكتابة هذا الكتاب".

ولأنني أدرك تمام الإدراك أنني أرتكب خطأ فادحاً، فقد سألته مباشرة عن مقدار ثروته، وللمرة الوحيدة في حديثنا، كان مذهولاً عاجزاً عن الكلام.

وعلى النقيض تماماً من أميركا الشمالية ومعظم آسيا، لا يتحدث أحد في أوروبا الغربية، وخاصة فرنسا، عن مقدار ما يملكه من مال أو يتباهى به.

ولكنني لم أتراجع، بل أخبرته أنني وجدت تقديراً عاماً لثروته في عام 2006، يقدر بنحو 150 مليون يورو.

ويقول إنه لا يعلق أبداً على ثروته الشخصية، ويخبرني صديق يعرفه جيداً أن ثروته ربما تبلغ الآن نحو 200 مليون يورو.

جاءت الأموال من والده، أحد جنود الحرب العالمية الثانية، فهو من عائلة فرنسية كانت في الجزائر، حيث ولد BHL في الجزائر.

عندما نتحدث عن والده، يتغير سلوك بي إتش إل بالكامل. تختفي الإيماءات. يتحدث بصوت هادئ وموقر بينما يروي لي كيف بنى والده واحدة من أكبر شركتين للأخشاب في فرنسا من الصفر.

كانت الشركة الأخرى مملوكة للملياردير فرانسوا بينولت، الذي يمتلك الآن جوتشي، وإيف سان لوران، وبالنسياغا، ودار كريستيز للمزادات والعديد من الأصول الأخرى. عندما توفي ليفي الأب في منتصف التسعينيات، اشترى بينولت شركة الأخشاب، مما وفر له هو وإخوته ثروتهم وأصبح في هذه العملية "عرابا حسن النية" للفيلسوف.

كما يبدي بي إتش إل تحفظه عندما أسأله عن زواجه الذي دام أكثر من ثلاثة عقود. ففي السنوات الماضية، كانت الصحف الشعبية مليئة بقصص مثيرة عن علاقتة بدافني جينيس ـ وريثة ثروة شركة جينيس للبيرة وحفيدة ديانا ميتفورد سيئة السمعة، والتي تزوجت من الفاشي الإنكليزي أوزوالد موزلي.

يقول :"لا أعلق على زواجي، وليس لدي أي نظرية عن الزواج، المهم هو الحب، وليس الزواج".

عندي سؤال آخر، قمت بتأجيله إلى النهاية في حالة ما إذا كان قد تسبب في إنهاء المقابلة قبل الأوان، استعدادًا لذلك، سألته إذا كان من السهل إهانته.

"يعتمد ذلك على ما تسأل عنه"، يجيب ضاحكًا، لقد دخلت مباشرة في الموضوع وسألته :"ألا يعتقد ربما، بالنسبة لجمهور غير فرنسي أو أنجلو ساكسوني، أنه يمثل صورة كاريكاتورية للمثقف الفرنسي"؟

هنا توقف قليلاً، ونظر إلي بدهشة، وقال :"لا أشعر بذلك، أود فقط أن أوصيك بالذهاب معي في المرة القادمة إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا، وسترى ما إذا كنت ألعب دورا مؤثراً أم لا".

وافقت على دعوته على الفور، تصافحنا، وخرجت من المطعم إلى شمس باريس الرائعة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف