أخبار

قوات حفظ السلام في مرمى التصعيد

"طلبوا إطفاء الأنوار"... الجيش الإسرائيلي يقتحم موقعاً أممياً ويثير مخاوف جديدة

مركبات من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تقوم بدورية في مرجعيون في جنوب لبنان في 12 تشرين الأول 2024
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من دبي: في ظل تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، كشفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) عن تفاصيل مثيرة بشأن اقتحام قاعدة تابعة لها من قبل القوات الإسرائيلية. تأتي هذه الأحداث في وقت حساس، وسط تزايد المخاوف من احتمالية اتساع دائرة المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الجنوب اللبناني.

انتهاك صارخ للقانون الدولي
أعلنت اليونيفيل، في بيان صدر يوم الأحد، أن أي هجوم يستهدف قوات حفظ السلام يمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينظم عمل القوات الدولية في جنوب لبنان. وأشارت إلى أن خرق القوات الإسرائيلية لموقع الأمم المتحدة يعد انتهاكاً آخر للقرار، مؤكدة على ضرورة احترام سلامة موظفي الأمم المتحدة ومبانيها في جميع الأوقات.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أن سلامة وأمن موظفي المنظمة أمر لا يمكن التهاون فيه، مؤكداً أن الهجمات على مواقع الأمم المتحدة قد تشكل جرائم حرب وتعرض القوات الدولية للخطر.

تفاصيل الاقتحام: "طلبوا إطفاء الأنوار"
في ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد، أفادت اليونيفيل بأن جنود حفظ السلام رصدوا ثلاث فرق تابعة للجيش الإسرائيلي تعبر الخط الأزرق، حيث اقتحمت دبابتان من طراز ميركافا البوابة الرئيسية لأحد المواقع في منطقة رامية جنوب لبنان، بعد تدميرها عنوة. وأثناء وجود جنود حفظ السلام في الملاجئ، طلب الجنود الإسرائيليون مراراً إطفاء أنوار القاعدة، مما أثار مخاوف شديدة بشأن سلامة القوات الأممية. وبعد احتجاج رسمي قدمته اليونيفيل عبر آلية الارتباط المعمول بها، انسحبت الدبابتان بعد حوالي 45 دقيقة من الاقتحام.

وأشارت القوة الأممية إلى حادث آخر وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم ذاته، حيث أُطلقت عدة رشقات نارية على مسافة 100 متر شمال الموقع، ما أدى إلى تصاعد دخان كثيف تسبب في تهيج الجلد ومشاكل في المعدة لـ15 من جنود حفظ السلام رغم ارتدائهم الأقنعة الواقية. تلقى الجنود المصابون العلاج اللازم، في حين تستمر اليونيفيل في التحقيق في ملابسات الحادثة.

قيود على الحركة اللوجستية
من بين الانتهاكات الأخرى التي تم الإبلاغ عنها، أوقف جنود الجيش الإسرائيلي حركة لوجستية حيوية تابعة لقوات اليونيفيل بالقرب من ميس الجبل، مما أدى إلى تعطيل العمليات الحيوية للبعثة. وشددت اليونيفيل على أن حرية الحركة هي جزء أساسي من ولايتها، وأي تقييد لها يعتبر انتهاكاً للقرار 1701.

حادثة مقلقة وخرق خطير
في بيان منسوب للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أكد غوتيريش أن اقتحام القوات الإسرائيلية لبوابة موقع الأمم المتحدة يمثل حادثة مقلقة للغاية، وأن هذا الهجوم يضع حياة جنود حفظ السلام في خطر. وأشاد الأمين العام بالتزام قوات اليونيفيل بالبقاء في مواقعها على الرغم من تصاعد الأعمال العدائية، مشيراً إلى أن هذه القوات تواصل رفع علم الأمم المتحدة كرمز للسلام والأمن في المنطقة.

وأكد غوتيريش أن قوات اليونيفيل ستستمر في مراجعة موقفها واتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان حماية جنودها. كما جدد الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701، مشدداً على أن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من التصعيد.

الجيش الإسرائيلي يرد: "خطأ في الإخلاء"
في تعليقه على الحادثة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن القوات الإسرائيلية كانت تحت تهديد كثيف من القذائف المضادة للدروع أثناء عملية عسكرية في جنوب لبنان. وأضاف أن دبابتين تابعتين للجيش الإسرائيلي اضطرتا للتراجع عدة أمتار باتجاه موقع اليونيفيل لتفادي القذائف خلال عملية إخلاء المصابين. وأوضح أن إطلاق القذائف الدخانية كان لتأمين عملية الإخلاء الطبي، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية كانت على تواصل مستمر مع اليونيفيل طوال فترة الحادث.

تصاعد التوترات جنوب لبنان
هذه الحادثة تأتي في سياق تصعيد مستمر في جنوب لبنان، حيث تتزايد حدة المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في تشرين الأول (أكتوبر) 2023. ومع استمرار الاشتباكات اليومية، يتزايد القلق من احتمال توسع النزاع ليشمل المزيد من المناطق الحدودية، ما يعزز المخاوف من انهيار الوضع الأمني في المنطقة.

يبقى الوضع في جنوب لبنان متوتراً، حيث تحاول قوات الأمم المتحدة المحافظة على حيادها وضمان سلامة أفرادها في ظل بيئة أمنية شديدة التوتر. وبينما تستمر المواجهات العسكرية، يتجدد الحديث عن الحاجة الملحة لحلول دبلوماسية لوقف التصعيد المتواصل وضمان استقرار المنطقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف