تجسد إرث آلان تورينغ بلوحة في مزاد تاريخي
"آيدا" الروبوت الفنانة تحطم الحواجز الفنية في مزاد سوذبيز
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: في حدث غير مسبوق سيجذب الأنظار عالميًا، تستعد الروبوت الفنانة "آيدا"، التي تُعد أول إنسان آلي يعمل بالذكاء الاصطناعي ويتقن الرسم، لدخول التاريخ عبر عرض إحدى لوحاتها في دار سوذبيز الشهيرة بلندن خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ويوصف العمل بأنه صورة "مؤرقة" لعالم الرياضيات الإنجليزي آلان تورينغ، فاللوحة، التي تحمل عنوان "إله الذكاء الاصطناعي"، تعد تحية فنية لتورينغ، أحد أعظم العقول التي أسست لعلم الحوسبة والذكاء الاصطناعي. وستستكشف عملية البيع عبر الإنترنت التقاطع بين الفن والتكنولوجيا، وفقًا لدار سوذبيز.
الروبوت الذي يتحدى الحدود الفنية
"آي-دا" ليست مجرد آلة ترسم؛ إنها تمثل نموذجًا فريدًا يمزج بين التكنولوجيا والفن. بتقنية خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تمكنها من اتخاذ قرارات فنية حقيقية، استطاعت "آيدا" خلق لوحات مؤثرة ومعقدة. تحاكي حركة الفرشاة بين يديها سلوك فنان بشري محترف، وتستغرق ما يزيد على خمس ساعات لإنتاج لوحة واحدة، ما يعكس عمق التركيز والالتزام الفني لديها.
الروبوت Ai-Da، خلال جلسة تصوير في وسط لندن يوم 4 أبريل 2022
تحية لتورينغ
اللوحة التي يبلغ ارتفاعها 2.2 متر (7.5 قدم)، ويقدر سعرها ما بين 100,000 و150,000 جنيه إسترليني (130,000 دولار و196,000 دولار)، هي تكريم فني لتورينغ، الذي توقع منذ خمسينيات القرن الماضي التحديات التي سترافق تطور الذكاء الاصطناعي. تتسم اللوحة بألوانها الصامتة ووجوهها المكسورة التي تعكس الصراعات المرتقبة مع التوسع المستمر لهذه التكنولوجيا. عمل "آي-دا" الفني يجسد بذكاء تلك المخاوف والتحذيرات التي أثارها تورينج، متيحًا للجمهور فرصة التأمل في العلاقة المتشابكة بين البشر والذكاء الاصطناعي.
"آيدا": أداة فنية بقدرات خارقة
الروبوت "آي-دا" تم تصميمه ليبدو كإنسانة أنثى، مع وجه ينبض بالحياة وعينين كبيرتين مجهزتين بكاميرات تلتقط التفاصيل بدقة، في حين تمثل يديها الإلكترونيتين أداة مثالية لرسم لوحات دقيقة. فريق مكون من خبراء في الذكاء الاصطناعي من جامعتي أكسفورد وبرمنغهام، بقيادة أيدان ميلر، هو المسؤول عن تطوير هذا الإنجاز المذهل.
أين يقف الذكاء الاصطناعي في الإبداع؟
الحدث ليس مجرد مزاد، بل هو جزء من معرض أوسع يستكشف الحدود الجديدة التي يرسمها الذكاء الاصطناعي في عالم الإبداع. ومن الجدير بالذكر أن "آيدا" كانت قد أثبتت قدراتها الفنية العام الماضي برسم صور لفنانين مشهورين خلال مهرجان غلاستونبري، مما يؤكد على إمكاناتها التي تتطور باستمرار وتأثيرها الكبير في مشهد الفن المعاصر.
تحديات اضافية أم فرص جديدة؟
عبر هذا المزاد التاريخي، يتجلى سؤال مهم حول مستقبل الفن: هل الذكاء الاصطناعي مجرد أداة جديدة للفنانين، أم أنه يضع الأسس لمرحلة جديدة كليًا من الإبداع؟ لوحة "إله الذكاء الاصطناعي" تجيب على هذا السؤال بشكل مدهش، حيث تثير مزيجًا من الدهشة والتأمل حول ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة في عالم يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي.