أخبار

تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات مروعة

اعتداءات جنسية وانتحار جماعي.. حرب السودان تخلف جراحاً لا تندمل

تقارير الأمم المتحدة تتحدث عن اعتداءات جنسية مهولة في الحرب الأهلية في السودان
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تنبيه: هذ القصة فيها تفاصيل قد يجدها البعض مؤلمة

قالت منظمات حقوقية وناشطون في السودان إن العديد من النساء في ولاية الجزيرة وسط البلاد، أقدمن على الانتحار بعد اغتصابهن على من قبل أفراد جماعة شبه عسكرية خلال الحرب الأهلية المستمرة في البلاد.

وتأتي هذه التقارير بعدما اتهمت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، قوات الدعم السريع شبه العسكرية، بارتكاب "جرائم بشعة"، بما فيها القتل الجماعي في الولاية.

وقالت منظمة حقوقية لبي بي سي إنها تتواصل مع ست نساء تفكرن في الانتحار، خوفاً من التعرض للاغتصاب، مع استمرار تقدم قوات التدخل السريع.

ولكن قوات الدعم السريع نفت ما جاء في تقرير أممي أخير يحمل مقاتليها مسؤولية زيادة حوادث الاعتداء الجنسي، وقالت لبي بي سي إن هذه الاتهامات "لا دليل عليها".

وأدى القتال الشرس من أجل السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مقتل عشرات الآلاف، ودفع أكثر من 11 مليون سوداني إلى النزوح، منذ بدء النزاع في أبريل/نيسان 2023.

وزارت المديرة التنفيذية لبرنامج التغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، هذا الأسبوع، مركز المساعدات في بورت سودان، وقالت لبي بي سي إن البلاد قد تشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذا لم يتوصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار، محذرة من أن الملايين قد يموتون من الجوع.

وتأتي هذه التقارير عن هجمات مقاتلي قوات الدعم السريع في الجزيرة بعد إعلان انشقاق قائد الجماعة في الولاية، أبو عاقلة كيكل، الذي أعلن انضمامه للجيش السوداني.

وقالت هالة الكاريب، المديرة التنفيذية في المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي، لبي بي سي: "شنت قوات الدعم السريع حملة انتقام في المناطق التي يسيطر عليها كيكل، فنهبت وقتلت المدنيين الذين قاوموا الهجمات واغتصبت النساء والفتيات الصغيرات".

وقالت إن المبادرة تعمل على توثيق أعمال العنف القائمة على النوع الاجتماعي في السودان خلال الحرب، ووثقت انتحار ثلاث نساء، الأسبوع الماضي، في ولاية الجزيرة.

وذكرت هالة أن اثنتين منهن انتحرتا في قرية السريحة والثالثة في قرية الرفاعة.

وقالت شقيقة المرأة التي انتحرت في قرية السريحة إن اختها أقدمت على الانتحار بعد اغتصابها من قبل جنود قوات الدعم السريع، أمام والدها وأخيها، اللذين قتلا لاحقاً.

وانتشرت الأسبوع الماضي سلسلة من صور الفيديو على الانترنت تظهر ما يبدو أنها عشرات الجثث ملفوفة في أغطية، نتيجة مجزرة مزعومة نُسبت لقوات الدعم السريع في السريحة.

وتمكنت بي بي سي من التحقق من تلك الفيديوهات، وأظهرت أن الموقع هو ساحة مسجد في السريحة.

وأوضحت هالة أن الأدلة على الاغتصاب جاءت من قريتين فقط، من أصل 50 قرية تقريباً تعرضت للهجمات في الفترة الأخيرة، وأضافت أن الأرقام قد تكون أكبر بسبب انقطاع الاتصالات مع بعض المناطق.

وقالت ناشطة في الجزيرة، طلبت عدم ذكر اسمها خوفاً على حياتها، لبي بي سي إنها تأكدت من انتحار نساء بعد مقتل أزواجهن على يد قوات الدعم السريع.

وتحدثت الناشطة عن رسالة نصية على واتساب لامرأة روت تفاصيل انتحار أختها بعد اغتصبها من قبل مسلحين من قوات الدعم السريع، الذين قتلوا خمسة من إخوتها وعدداً من أقاربها السريحة.

وترى الناشطة أنه يستحيل التحقق من التقارير المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن انتحار النساء الجماعي خوفاً من الاغتصاب، بسبب انقطاع الاتصالات.

ويقول تقرير أممي من 80 صفحة صدر الثلاثاء، إنه منذ بداية النزاع حتى يوليو/تموز 2024، تمّ توثيق 400 شهادة لناجيات من اعتداءات جنسية مرتبطة بالنزاع، مشيراً إلى أن الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر بكثير.

وقال رئيس اللجنة الأممية التي أعدت التقرير، محمد شندي عثمان، إن "الاعتداءات الجنسية الصارخة التي وثقها التقرير في السودان بلغت درجات مهولة".

وذكرت اللجنة الأممية أن النساء اللاتي وثقت شهادتهن تراوحت أعمارهن من 8 سنوات إلى 75 سنة، أغلبهن بحاجة إلى علاج طبي، مشيرة إلى أن أغلب المستشفيات والمصحات تعرضت للتخريب في القتال.

وقال المتحدث باسم قوات التدخل السريع، نزار السيد أحمد، لبي بي سي إن "هذه الاتهامات كاذبة، ولا تقوم على أي دليل".

وأضاف أن "الوصول إلى الحقائق الميدانية، يقتضي من الأمم المتحدة إرسال فريق لتقصي الحقائق إلى السودان".

وقالت هالة إن المبادرة تسعى إلى الاستمرار في التواصل من النساء اللاتي يخشين على أنفسهن من تقدم قوات الدعم السريع ويفكرن في الانتحار.

وأضافت أن المبادرة تقدم لهن الدعم النفسي، بينما يحاول ناشطون نقلهن إلى أماكن أكثر أمناً.

وأشارت الناشطة إلى أن المبادرة تحاول مساعدة طفلة عمرها 13 عاماٍ تعرضت لاغتصاب جماعي على يد قوات الدعم السريع في الجزيرة، وكانت بحاجة عاجلة إلى رعاية طبية، موضحة أن الطفلة كانت في طريقها من بلدتها شمالي قرية الرفاعة إلى مدينة حلفا الجديدة، وكانت تنزف بشدة.

موجة "إبادة جماعية" في ولاية الجزيرة السودانية تثير قلق الأمم المتحدةمن هو القائد كيكل الذي انشق عن قوات "الدعم السريع" وانضم للجيش السوداني؟"تقسيم السودان" خطر يلوح في الأفق مع تزايد نفوذ الدعم السريع في دارفور

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف