أخبار

اقتراح تسوية مع زعيم العمال الكردستاني يثير التساؤلات

صدمة سياسية: هل يخطب أوجلان في البرلمان تركي؟

تركيا سجنت زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان منذ أكثر من ربع قرن، ولا تزال القضية الكردية تشكل تهديدا لاستقرار تركيا
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

جاءت دعوة دولت بهجلي، زعيم أكبر حزب قومي في تركيا لتسوية محتملة مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان، بمثابة صدمة لأي شخص يتابع السياسة التركية.

وفاجأ بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية والحليف الرئيسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الحكومة الحالية، الجميع بالإعلان عن إمكانية السماح لأوجلان، المسجون في تركيا، بإلقاء خطاب في البرلمان التركي بشرط حل التنظيم المسلح (حزب العمال الكردستاني).

وقال بهجلي: "إذا رُفعت العزلة عن الزعيم الإرهابي، فليأت ويتحدث. فليهتف معلنا انتهاء الإرهاب تماما وأن التنظيم قد انتهى".

في المقابل، اقترح بهجلي احتمالية إطلاق سراح أوجلان.

كان دولت بهجلي، يعارض باستمرار تقديم أية تنازلات للأقلية الكردية في تركيا، حتى أنه في أحد التجمعات الجماهيرية ألقى حبلا من يديه مطالبا بإعادة فرض عقوبة الإعدام حتى يمكن إعدام زعيم حزب العمال الكردستاني.

وقد أثارت خطوته الأخيرة غير المتوقعة تجاه أوجلان، تكهنات بوجود جهود خلف الأبواب المغلقة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء حزب العمال الكردستاني.

حزب العمال الكردستاني وتركيا: حرب دامية وعشرات آلاف الضحايا وآلاف القرى المدمرة

الادعاء التركي يطالب بسجن زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد أكثر من 100 عام

البرلمان التركي يدعم تعديلات دستورية تعزز سلطات أردوغان

"بقيت وحدي في القرية"

ما هو حزب العمال الكردستاني ومن هو أوجلان؟

حزب العمال الكردستاني هو تنظيم مسلح تأسس عام 1978، وبعد ست سنوات من التأسيس أطلق الحزب تمردا انفصاليا في جنوب شرقي تركيا.

Getty Images حزب العمال الكردستاني، يُصنف جماعة إرهابية في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي

تمثلت أنشطة الحزب المسلحة هجمات انتحارية وعمليات حرب عصابات ضد أهداف عسكرية ومنشآت حكومية في الداخل وبعثات دبلوماسية تركية في الخارج. وقُتل أكثر من 40 ألف شخص من الجانبين في هذا الصراع.

وصنفت تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية.

وكان عبد الله أوجلان، الذي يبلغ من العمر الآن 75 عاما، شخصية مهيمنة في السياسة الكردية، وكان "مكروها" من معظم الأتراك وتعتبره الحكومة التركية عدوا للدولة، ولكنه كان يحظى باحترام غالبية القومية الكردية.

Reuters حُكم على أوجلان بالإعدام بتهمة الخيانة في عام 1999، ولكن نتيجة لإلغاء عقوبة الإعدام في عام 2002 تم تغيير العقوبة إلى السجن مدى الحياة.

وكانت قوة خاصة تركية ألقت القبض على أوجلان في كينيا، عام 1999، وأعادته إلى تركيا ليصدر ضده حكما بالإعدام أولا وبعد إلغاء عقوبة الإعدام في تركيا، كانت العقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن بجزيرة إمرالي، جنوب إسطنبول.

الأكراد هم أكبر أقلية عرقية في تركيا، يشكلون حوالي خمس إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 85 مليون نسمة.

كما توجد أقليات كردية في الدول المجاورة لتركيا، العراق وإيران وسوريا.

"نافذة من الفرص"

بعد يوم واحد من اقتراح بهجلي غير المسبوق، سمحت السلطات التركية بإنهاء العزلة التامة المفروضة على أوجلان في سجنه منذ 43 شهرا، دون السماح له بمقابلة محاميه أو عائلته، واستقبل أول زيارة له.

وكرد فعل على هذه الزيارة، قال أوجلان إنه يستطيع "تحويل العملية من العنف إلى السياسة".

Turkish Presidency / Murat Kula أبدى الرئيس أردوغان (يسار الصورة) دعمه الكامل للمقترح "الشجاع" لحليفه القومي بهجلي (يمين الصورة)، قائلا إنه فتح "نافذة فرصة" وأشاد به باعتباره زعيمًا صاحب رؤية

ولكن في اليوم نفسه هاجم مسلحان من حزب العمال الكردستاني شركة تصنيع طائرات مملوكة للدولة بالقرب من العاصمة التركية أنقرة، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 22 آخرين.

وادعى حزب العمال الكردستاني أن هذا الهجوم "ليس له علاقة" بالمبادرة الأخيرة، وأنه كان مخططا له منذ فترة طويلة.

ومع ذلك، ردت تركيا بشن غارات جوية خارج حدودها ضد معاقل حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق المجاورتين.

وكان من الممكن أن تؤدي هذه الغارات إلى وأد عملية السلام المحتملة في مهدها، لكن لم يكن لها أي تأثير عليها.

Getty Images أدى هجوم حزب العمال الكردستاني على مصنع الطائرات في أنقرة إلى مقتل خمسة أشخاص، بعد يوم واحد فقط من دعوة الحكومة لعبد الله أوجلان

من جهته أبدى الرئيس أردوغان دعمه الكامل للمقترح "الشجاع" لحليفه القومي، قائلا إنه فتح "نافذة من الفرص" وأشاد به باعتباره زعيما صاحب رؤية.

ومع ذلك، اتخذت المحادثات بشأن تسوية محتملة دائمة منعطفا مختلفا بعد بضعة أيام، عندما طردت السلطات التركية رؤساء بلديات ثلاث مدن ذات أغلبية كردية، جنوب شرقي البلاد.

واتهمت الحكومة التركية رؤساء البلديات الثلاثة المنتخبين في ماردين وهاياتي وباطمان، وهم من حزب الديمقراطية المؤيد للأكراد بأنهم على علاقة بحزب العمال الكردستاني، وتم طردهم من مناصبهم واستبدالهم بمسؤولين معينين من جانب الحكومة، مما أثار احتجاجات كبيرة في المجتمع الكردي.

Getty Images احتج الأكراد على إقالة رؤساء البلديات المنتخبين المؤيدين للأكراد في مدن جنوب شرق البلاد رافعين لافتات كتب عليها: "لا يمكن انتهاك إرادة الشعب"

أدان الحزب الديمقراطي، ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي، طرد رؤساء البلديات، وقال في بيان: "بينما كنا نتوقع أن تمتد يد المساعدة من أجل التوصل إلى حل وإحلال السلام، انتُهكت إرادة الشعب".

وكانت عشرات من رؤساء البلديات المؤيدين للأكراد قد أقيلوا من مناصبهم في الماضي بتهم مماثلة.

الديناميكيات الإقليمية

أسباب تقديم أنقرة هذا العرض غير المتوقع إلى أوجلان، كان السؤال الرئيسي الذي سيطر على الساحة التركية خلال الأسابيع الماضية.

ويُعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية هو ديناميكيات القوة المتغيرة في الشرق الأوسط، ومعاناة إيران ووكلائها على أيدي إسرائيل مؤخرا.

قال الأكاديمي التركي مسعود ييجن، لبي بي سي نيوز التركية: "أنشأت تركيا وإيران وضعا راهنا فيما يتعلق بالأقليات الكردية في العراق وسوريا، من خلال موازنة التنافس بينهما (في سوريا والعراق)".

Getty Images ربما كانت معاناة إيران ووكلائها على أيدي إسرائيل سببا في اتصال أنقرة المفاجئ بزعيم حزب العمال الكردستاني

وأضاف ييجن أن هذا التوازن (بين تركيا وإيران في سوريا والعراق) يواجه الآن "خطر الاضطراب"، ويعتقد أن تركيا تحاول التكيف مع هذا الوضع من خلال "الشروع في عملية حل".

كما زعَم ييجن أن تراجع نفوذ إيران في سوريا والعراق قد يؤدي إلى تمكين حزب العمال الكردستاني والجماعات التابعة له في المنطقة، وأن تركيا ربما كانت ترغب في اتخاذ إجراءات وقائية.

وأوضح الباحث التركي أن حزب العمال الكردستاني قد يكون على استعداد أيضا "للتوصل إلى اتفاق" مع أنقرة لأنه "لا يريد مواجهة تركيا في ظل فراغ محتمل في السلطة"، في الشرق الأوسط.

Getty Images أعيد انتخاب الرئيس أردوغان، العام الماضي لولاية ثالثة، ووفقا للدستور، فهو لا يستطيع الترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2028

لكن هناك اعتقاد بأن الأوضاع السياسية الداخلية في تركيا لعبت دروا رئيسيا في مقترح أنقرة الأخير لتسوية القضية الكردية.

ويعتقد البعض أن السعي لإبقاء الرئيس أردوغان في السلطة لفترة رئاسية أخرى، هو المحرك الرئيسي لهذه الخطوة من جانب الحكومة التركية أملا في الحصول على دعم الأكراد.

حكم أردوغان تركيا لأكثر من عقدين من الزمان، أولا كرئيس للوزراء، ثم كرئيس للجمهورية (بعد تعديل الدستور وزيادة صلاحيات الرئيس).

أُعيد انتخاب أردوغان لولاية رئاسية ثالثة العام الماضي، ووفقا للدستور ما لم يدعو البرلمان إلى انتخابات مبكرة، فهو غير مؤهل للترشح في السباق الرئاسي عام 2028.

وحتى يتمكن الائتلاف الحاكم من تمرير تعديلات دستورية تسمح بترشح أردوغان مرة أخرى، عليه الحصول على دعم حزب الديمقراطيين الأكراد.

يمكن طرح التغيير الدستوري للاستفتاء إذا أيده 360 نائبا في البرلمان المكون من 600 مقعد. يمتلك الائتلاف الحاكم 321 مقعدا بينما يمتلك حزب الديمقراطيين 57 مقعدا.

محادثات السلام السابقة

بدأت الدولة التركية محادثات سلام سابقة مع عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني، في 2012. واستمرت هذه العملية مع وقف إطلاق النار ثلاث سنوات، لكنها انهارت في يوليو/تموز 2015.

وأدى انهيار عملية السلام إلى فترة من الاشتباكات العنيفة بين حزب العمال والقوات الحكومية في جنوب شرق تركيا.

وشنت الحكومة حملة قمع ضد آلاف السياسين المؤيدين للأكراد واتهمتهم بجرائم تتعلق بالإرهاب وسجنتهم.

Getty Images يرى خبراء أن خريطة الطريق النهائية للسلام يجب أن تتضمن عملية ديمقراطية شاملة في تركيا

جاءت عملية السلام السابقة "بعيدا عن البرلمان ودون إرساء حد أدنى من الثقة بين الطرفين"، بسب رؤية كارابكير أكويونلو، من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن.

وقال أكويونلو، لـ بي بي سي نيوز التركية "لا يمكن معالجة القضية الكردية بشكل منفصل عن عملية التحول الديمقراطي في تركيا".

ومع إخفاء الحكومة التركية الكثير من التفاصيل والأفكار حول عملية السلام هذه، وعدم تقديم براهين حول متطلبات خارطة الطريق للسلام مع الأكراد، فإن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام غير واضحة.

بالإضافة إلى كل ما سبق فقد أثار هجوم حزب العمال الكردستاني الشهر الماضي تساؤلات حول مستوى سلطة عبد الله أوجلان، على التنظيم بعد 25 عاما قضاها في السجن.

ولا يبدو أن الرأي العام التركي يدعم صفقة مع حزب العمال الكردستاني، قد تؤدي في النهاية للإفراج عن أوجلان.

وأظهر استطلاع رأي أجراه مؤخرا معهد الدراسات الاجتماعية في أنقرة، أن ما يقرب من 75 بالمئة من المشاركين يعارضون إلقاء عبد الله أوجلان خطابا في البرلمان التركي.

"التوغل التركي في إقليم كردستان العراق" وتصاعد التوترات والتداعيات الأمنية والإنسانيةجماعة كردية تشكل مصدرا للتوتر الأمني بين تركيا والغرب - الفايننشال تايمزواشنطن تلوح بفرض عقوبات على أنقرة لوقف العملية العسكرية التركية في شمال سوريا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لوبقي عبد اوجلان ولم يتأمر الجميع لاعتقاله ، لتحول لحزب سياسي والقى السلاح واصبحت تركيه افضل
عدنان احسان- امريكا -

عبد الله اوجلان كان مستعد لهذه التحولات من زمان - وكان جاهزا لالقاء السلاح والتحول لحزب سياسي .. ولكن صناع الازمه هم من رفضوا - هذا التحول وتامر عليه الجميع غربا وشرقا ، واعتقلوه بمساعده الموساد الاسرائيلي ، ليبقى حزب العمال مجرد عصابات مسلحه ٠ ويتحولوا حتى لمرتزقه لقوات الغزو الامريكه ، واليوم مثل هذه الدعوات لعبد الله اوجلان - لانقاذ النظام التركي الذي فشل في قراءته السياسيه للمنطقه - وقريبا سياخذ حجمه - الطبيعي - واوجلان رجل مناضل وصاحب رؤيه سياسيه لجميع الاتراك وليس الاكراد فقط ... والحريه للمناضل عبد الله اوجلان .