الديناميكيات الداخلية ترسم ملامح المرحلة المقبلة
حزب الله... إلى أين؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بعد أكثر من أسبوع على دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيّز التنفيذ بين لبنان وإسرائيل، يفرض سؤال أساسي نفسه: ماذا بعد بالنسبة لحزب الله؟
تتوقف الإجابة على هذا السؤال على عناصر متعددة تبدأ بتقييم الحرب الأخيرة ونتائجها، مرورا بكيفية تفسير وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ولا تنتهي عند تقييم الديناميكيات الداخلية والإقليمية.
وبانتظار اتضاح الكثير من العوامل، تكثر التحليلات المنطلقة من التفكير بالتمني بمقاربات متناقضة بحسب أهواء مطلقيها.
ففي مقابل خطاب حزب الله عن "انتصار إلهي عظيم"، هناك خطاب يتحدث عن هزيمة، بل نهاية حزب الله.
"انهارت أساطير عدة بشأن حزب الله". هكذا يقول كريم بيطار، المحاضر في الجامعة اليسوعية في بيروت، قبل أن يضيف أن "ذلك لا يعني أنه انتهى".
ففي الوقت الذي لم يتمكن حزب الله أبدا من ردع إسرائيل كما كان قد بنى خطابه في الأساس، أظهر مقاتلوه أن لديهم قدرة عالية على الصمود وعلى مقاومة الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان على الأرض.
"من الصعب على حزب الله تصوير ما حدث كأنه انتصار، ولكن بالنسبة للمجموعات العسكرية، أي نتيجة لا تقضى إلى هزيمتها الكاملة يتم إظهارها كمقاومة لقوة عسكرية متفوقة بشكل كبير،" بحسب بيطار.
لكن هذه الحرب خلفت كلفة كبيرة خصوصا بالنسبة لجمهور حزب الله وللتنظيم نفسه الذي قتلت إسرائيل معظم قياداته وأتت على الكثير من مؤسساته.
اتفاق وقف الأعمال العدائيةوقد تكون هذه الكلفة مستمرة في حال تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية خصوصا بحسب القراءة الإسرائيلية للاتفاق والتي يبدو أن إسرائيل تحاول فرضها في الواقع من خلال استمرار قصفها لما تقول إنها أهداف لحزب الله حتى بعد بدء تنفيذ الاتفاق.
وقد جاء مضمون الاتفاق بصيغ عامة وافتقر لأي تفاصيل تنفيذية، وهو ينص على "تفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة كل الأسلحة غير المسموح بها بدءا من جنوبي الليطاني"، والمقصود هنا بشكل أساسي هو منظومة حزب الله العسكرية، على أن يكون تنفيذ القرار على الأرض منوط بالجيش اللبناني.
ويشير الأستاذ المحاضر في جامعة ستيرلينغ بشير سعادة إلى أن "الاتفاق عام للغاية، المهم هو ما الذي سيحدث على الأرض".
ويعتبر سعادة أن هذا يعتمد في البداية على صمود اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي هو أصلاً "أمر غير محتم".
من جانبه يؤكد حزب الله أنه سيتعاون بشكل كامل مع الجيش وأن أي رهان على أي صدام بينه وبين الجيش سيفشل.
وبالرغم من أن القرار 1701 الذي وضع حدا لحرب يوليو/تموز عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، نصّ هو أيضا على ألا يكون هناك أي تواجد مسلح في جنوبي نهر الليطاني غير الجيش اللبناني وهو ما لم يعق قدرات حزب الله العسكرية، إلا أن هذه المرة هناك ما هو مختلف.
فالاتفاق ينص على إنشاء لجنة خماسية لمراقبة تطبيقه يرأسها ضابط أمريكي، كما أن إسرائيل تقول إن الاتفاق يسمح لها بالتحرك ضد حزب الله لمنعه من بناء قدراته العسكرية من جديد.
وتمنع بنود الاتفاق، إذا ما تم الالتزام بتنفيذه من الطرفين، استعادة حزب الله لقدراته العسكرية، لاسيما إذا ما تم قطع خطوط الإمداد والتموين العسكري عنه.
الحجم السياسي لحزب اللهلكن في الوقت الذي ينصبّ فيه كل الاهتمام على الدور العسكري لحزب الله، يظل الحزب لاعبا سياسيا أساسيا في لبنان، ويحظى بقاعدة شعبية واسعة، ولديه كتلة نيابية في البرلمان اللبناني وتمثيل في الحكومة.
كما أن للحزب مؤسسات عدة تقدم خدمات اجتماعية عديدة أبرزها التعليم والصحة والقروض المالية، وهو ما يشكل قوة اقتصادية مهمة من خلال الأموال التي يضخها في البلاد، ومعظمها من إيران.
في هذا الإطار كان لافتا تأكيد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم على أنه بعد انتهاء الحرب، "سيستمر الحزب بالمشاركة في الحياة السياسية بحسب حجمه الجماهيري والشعبي".
وقد خصص قاسم جزءا كبيرا من خطابه الذي أعقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار للحديث عن الدور الرئيسي الذي سيلعبه في الداخل في المرحلة المقبلة، واصفا هذا الدور بأنه سيكون "حضورا مؤثرا في الحياة السياسية والاقتصادية".
ويطرح توجه قاسم السؤال بشأن كيفية تعامل القوى السياسية الأخرى - وخصوصا خصوم حزب الله - معه في الداخل خلال المرحلة المقبلة التي قد تحمل الكثير من التحديات للحزب وللبنان.
في هذا السياق، قد يكون الامتحان الأول للديناميكيات السياسية الداخلية في لبنان وتحوّلاتها هو محطة انتخاب رئيس للجمهورية خلال جلسة ستُعقد في التاسع من الشهر المقبل، وإذا ما كان خصوم حزب الله سيدفعون بمرشح يعتبره الحزب معاديا له.
في المقابل، سيتم مراقبة تعاطي الحزب مع هذا الموضوع بعدما أصرّ على مدى عامين على مرشح لم يكن مقبولا من معظم الأطراف الأخرى، وهو ما ساهم في تواصل الفراغ الرئاسي لأكثر من عامين حتى اللحظة.
كما أن الحزب - ومباشرة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ - أعلن استمرار العمل في مؤسساته كمؤسسة "جهاد البناء" التي تقوم بمسح الأضرار في المباني التي تعرضت للقصف بغارات إسرائيلية خلال الحرب ومؤسسة "القرض الحسن" التي تقدم قروضا مالية واستُهدفت العديد من فروعها أيضاً بالغارات الإسرائيلية.
يذكر أن مؤسسات الحزب الطبية والإغاثية لم تتوقف عن العمل طيلة فترة الحرب بالرغم من استهداف طواقمها ومقتل أعداد كبيرة فيها.
كما أشارت تقارير إلى أن الحزب لم يتخلّف عن دفع أجور عناصره وتقديم مساعدات مالية وغيرها لمن نزحوا من منازلهم جراء الحرب.
"قد يكون حان الوقت لفصل المجموعة العسكرية عن الحزب السياسي"، بحسب بيطار الذي يشير إلى أن الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله الذي قُتل في غارة إسرائيلية في 27 سبتمبر/أيلول، "كان عمليا الموفّق بين الأمرين".
المعادلات الإقليميةإلا أن غياب شخصية بحجم نصرالله والكاريزما التي تمتّع بها، وتصفية عدد كبير من قيادات الصف الأول من قبل إسرائيل، أمور تُصعّب عملية الفراغ القيادي في الحزب.
"بالتأكيد أن حزب الله سيتغيّر، ولكن ذلك سيكون بسبب صعود جيل جديد في صفوفه وسنرى وجها جديدا للحزب،" بحسب قول سعادة الذي يعتقد أنه في النهاية "ستساهم القوى الإقليمية أيضا في رسم الشكل المستقبلي لحزب الله".
في هذا الإطار، يعتبر سعادة أننا لا نزال في نفس المعادلة في المنطقة والقائمة على المواجهة بين أمريكا وإيران.
وهو أمر يبدو أن بيطار أيضا يوافق عليه، قائلا: "في النهاية، ما سيؤثر في المستقبل هو العلاقة بين إيران والولايات المتحدة وإيران والسعودية، وإذا ما كنا سنشهد تهدئة على المستويين الإقليمي والدولي".
ويُفترض أن يُنظم الحزب قريبا تشييعا رسميا لنصر الله لتعذّر القيام بذلك في فترة الحرب، ولن يكون هذا التشييع فقط لجثمان نصر الله، ولكنه سيكون مناسبة لحشد جمهور الحزب، وأيضا لطي فصل أساسي في مسيرة حزب الله، ارتبطت إلى حد كبير بنصر الله نفسه، إلا أنه قد يُمضي بعض الوقت قبل أن تبدأ ملامح الفصل الجديد بالظهور.
جملة "نور من نور" في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنانبي بي سي تقصي الحقائق: كل ما نعرفه عن السلاح المستخدم في اغتيال حسن نصر اللهما دور الجيش اللبناني في تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله؟التعليقات
خلاص انتهى زمن الاساطير ،،
عدنان احسان- امريكا -شيعه لبنان دفعوا ثمن ثقتهم بايران اكبر دوله منافقه واستخدمتنا دروع بشريه مع حارس حقول الغاز بوتين ،،