توتر بين الأجهزة الأمنية وفصائل فلسطينية شماليّ الضفة الغربية
الجهاد الإسلامي تنعت سلوك السلطة في جنين بـ"وصمة عار"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تصاعد التوتر والخلافات بين السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية شماليّ الضفة الغربية المحتلة، بعد مقتل الشاب ربحي محمد الشلبي، مساء الإثنين، في جنين، حيث حمّلت عائلة الشاب الشلبي قيادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية مسؤولية ما وصفته بـ"الإعدام الميداني" لابنها، واحتفظت بحقها في المتابعة القانونية والقضائية.
وبحسب بيان العائلة، "أطلقت دورية لقوات الأمن النار على شابين من العائلة كانا يستقلان دراجة نارية قانونية متجهين إلى عملهما، وعندما اقتربا من الدورية في حي الجابريات خارج المخيم، ترجلا من الدراجة النارية بناء على طلب عناصر الدورية، ومن داخل مركبة الأمن أطلقوا النار عليهم من مسافة قريبة، ما أدى إلى استشهاد الشاب ربحي الشلبي برصاصتين اخترقتا صدره، وإصابة الشاب حسن الشلبي بعينه".
اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن ما تقوم به أجهزة أمن السلطة الفلسطينية "من قتل واعتقال وملاحقة المقاومين تجاوزاً للمحرمات الدينية والوطنية والعائلية" واتهمتها بـ"أنها تريد جر الضفة إلى الفتنة والاقتتال".
وأكدت الحركة، في بيان صحفي "أن استمرار هذا المخطط المشبوه والمدان، سيشكل وصمة عار تلاحق المنخرطين فيه، وكل من يقف داعماً ومتفرجاً وصامتاً".
وقالت إن "مدينة جنين ومخيمها يشهدان لليوم السادس على التوالي، اشتباكات عنيفة بين أجهزة أمن سلطة رام الله وقوى المقاومة الفلسطينية، بعدما تفجّرت الأوضاع في أعقاب اعتقال الأجهزة الأمنية مجموعة من أبنائنا المقاومين في كتيبة جنين، ومصادرة أموال خاصة بعوائل الشهداء".
وأوضحت أنه "لليوم السادس تواصل قوات السلطة حصار مخيم جنين، حيث عززت أجهزة أمن سلطة رام الله من قواتها داخل المخيم، ونشرت المدرّعات المصفّحة في الطرقات، والقناصة على أسطح المنازل، فيما يعيد إلى الأذهان ممارسات جيش العدو في اقتحاماته".
وشددت الحركة على أن كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس "قد توجّهت برسالة إلى أهالي جنين، أكدت فيها أننا خرجنا ونهضنا من تحت أنقاض ما دمّره الاحتلال، ومن بين دماء وتضحيات إخواننا الشهداء، ولأجل ذلك نناشدكم من باب حرصنا على أمنكم وسلامتكم، ونخاطب وعيكم وخوفكم ألا نقع وإياكم في شباك المحظور الذي يرسمه لنا القريب والبعيد، محذّرة من وجود مخطط يحاك ضدها على أيدي بعض قادة الأجهزة".
وناشدت المعنيين في السلطة، كبح جماح "ذوي الرؤوس الحامية" في الأجهزة الأمنية.
وأصدر الناطق الرسمي باسم قوات الأمن الفلسطينية، أنور رجب، بياناً أول أكد فيه أن المؤسسة الأمنية الفلسطينية تعمل وفق قواعد اشتباك صارمة تهدف إلى الحفاظ على أرواح المدنيين وضمان أمنهم وسلامتهم.
وأضاف أن القوات الأمنية تواجه الخارجين عن القانون الذين "لم يكتفوا باستهداف استقرار المدينة، بل تجاوزوا ذلك إلى تعريض حياة الأطفال والأبرياء للخطر من خلال استخدام العبوات الناسفة، وإطلاق النار العشوائي، وزرع الألغام المتفجرة في الشوارع والطرق العامة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمؤسسات الحكومية".
وفي وقت لاحق، أصدرت المؤسسة الأمنية بياناً آخر نعت فيه الشاب ربحي محمد الشلبي، البالغ من العمر 19 عاماً، الذي قتل جراء استهداف آثم نفذته مجموعة خارجة عن القانون أثناء مرور دراجته النارية في منطقة اشتباك مفتعل من قبل خارجين عن القانون في شارع أبو الهيجا بمدينة جنين، بحسب ما جاء في البيان.
حماس تدعو إلى الحراكمن جانبها، وصفت حركة حماس مقتل الشاب ربحي الشلبي برصاص قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في مخيم جنين شمال الضفة الغربية بـ"الجريمة البشعة التي تجاوزت الخطوط الحمراء".
وقالت في بيان لها الثلاثاء إن المشاهد التي وثقتها الكاميرات تكشف عما وصفته بـ "المستوى المنحط" الذي وصلت إليه أجهزة الأمن من "انعدام الضمير والأخلاق في التعامل مع أبناء شعبنا وأبطال المقاومة".
ودعت الحركة كافة الفصائل والقوى الوطنية والشعب الفلسطيني ومؤسساته السياسية والقانونية والحقوقية إلى "اتخاذ موقف حازم تجاه ما تتعرض له جنين وعموم الضفة الغربية على أيدي أجهزة الأمن"، بحسب البيان.
ما أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في الضفة الغربية المحتلة؟وكانت المحافظة قد شهدت احداثاً متتالية سبقت مقتل الشاب ربحي محمد الشلبي، حيث تصاعدت المواجهات في مخيم جنين منذ الثالث من الشهر الجاري، بعد أن اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الأسيرين المحررين في صفقة تبادل الأسرى عام 2011 عماد أبو الهيجا وإبراهيم الطوباسي، إلى جانب عدد من كوادر حركة الجهاد الإسلامي، وصادرت أموالاً بحوزتهم، قالوا إنهم يستخدمونها لدعم عائلات الشهداء والأسرى.
واندلعت اشتباكات بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والعناصر المسلحة في حينها، ونفذت أجهزة الأمن مزيداً من الاعتقالات لناشطين من مخيم جنين ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، بعدها استولى عناصر من كتيبة جنين على مركبتين إحداهما تابعة للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة، تلا ذلك عودة اعتقال الناشطين وذوي ضحايا الجيش الإسرائيلي من المخيم، ثم حاصرت قوات الامن الفلسطينية المخيم وأغلقت مداخله.
وزارت، خلال اليومين الماضيين، وفود عدة من أجهزة السلطة الفلسطينية وحركة فتح مقر محافظة جنين.
ماذا نعرف عن مدينة جنين ومخيمها؟ماذا نعرف عن تاريخ أزمة الأموال بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل؟"كيف يمكن لصفقة الرهائن أن تمهد الطريق لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة؟" &- هآرتس