أخبار

أسرار الصراعات المائية

"أزمة السويس".. لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟

عبد الناصر ورئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن في اجتماع بالقاهرة سنة 1955 قبل عام من أزمة السويس
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"مصر هبة النيل"، هي مقولة الفيلسوف اليوناني هيرودوت في القرن الخامس، وقصد بها أن نهر النيل الذي يعد من أطول أنهار العالم ويمر عبر هذا البلد، هو الذي ساهم في صنع حضارته وأصبح المصدر الرئيسي للماء، وبالتالي الحياة. وفي موسوعته "قصة الحضارة"، قال ويل ديورانت عن علاقة النيل ومصر: "استقر المصريون القدماء على ضفاف نهر النيل، وكانت الوحدة السياسية ضرورة تستجوبها رغبة المصريين العارمة في دخول التاريخ، وحدثت الوحدة مع بدايات الأسرة المصرية الأولى، وكانت بداية الانطلاق نحو الكتابة والتدوين والخروج من عصور ما قبل التاريخ إلى رحابة العصور التاريخية". ومن المعروف أن أزمة السويس عام 1956 ارتبطت بالنيل بسبب تراجع الغرب عن تمويل إنشاء السد العالي، مما دفع الزعيم المصري آنذاك جمال عبد الناصر إلى تأميم القناة وهو الأمر الذي أدى إلى قيام بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بمهاجمة مصر. ولكن هناك أمرا آخر ارتبط بالنيل له علاقة بتلك القضية، ففي خضم الأزمة فكر البريطانيون في قطع النيل عن مصر للضغط على عبد الناصر لحمله على التخلي عن السيطرة على قناة السويس. وأُسدل الستار على أزمة السويس في 22 كانون الأول (ديسمبر) من عام 1956 عندما أنهت القوات الفرنسية والبريطانية انسحابها من مدينة بورسعيد المصرية، ولكن ما هي علاقة بريطانيا بالنيل؟ وكيف خططت لقطعه عن مصر؟ أدرك البريطانيون أن النيل هو شريان الحياة لمصر. وبعد احتلالهم البلاد، دافعوا عن مصالح مصر المائية في نهر النيل، ولكن تغير الأمر بعد ذلك خلال أزمة السويس.
الدفاع عن مصالح مصر منذ احتلالها مصر في عام 1881 وحتى عام 1956 عمدت بريطانيا إلى الدفاع عن مصالح مصر المائية من خلال عدة معاهدات وهي: - اتفاقية 1891 بين بريطانيا، نيابة عن مصر والسودان، من جانب، وإيطاليا، التي وقعت باسم إثيوبيا، من جانب آخر، وتقضي بالامتناع عن إقامة أية منشآت على نهر عطبرة، من شأنها التأثير بدرجة ملحوظة على مياه النيل. - اتفاقية 1902 بين بريطانيا، نيابة عن مصر والسودان، من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر، وتعهدت فيها الأخيرة بعدم القيام بأعمال على النيل الأزرق أو بحيرة تانا قد تؤثر في مياه النيل إلا بعد موافقة الحكومة البريطانية. - اتفاقية 1925 بين بريطانيا وإيطاليا تكفل اعتراف الأخيرة بحقوق مصر والسودان في مياه النيل الأزرق والأبيض، وتعهدها بعدم إقامة أي إنشاءات من شأنها أن تؤثر تأثيرا ملحوظا في المياه التي تصل إلى النهر الرئيسي. - اتفاقية 1929 بين بريطانيا، نيابة عن عدد من دول حوض النيل وهي أوغندا وكينيا وتنزانيا، من جانب، ومصر من جانب آخر، وهي الاتفاقية التي تضمنت إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه النيل، كما تمنح المعاهدة مصر حق الاعتراض على إقامة أي مشاريع على نهر النيل من شأنها أن تؤثر على حصتها من المياه. لكن قُبيل الهجوم الثلاثي على مصر أو ما عُرف بأزمة السويس في عام 1956، وضعت الحكومة البريطانية خطة سرية غريبة لقطع نهر النيل عن مصر، وذلك في محاولة للسيطرة على قناة السويس. وقد بدأت المناقشات حول هذا الأمر خلال أيلول (سبتمبر) من عام 1956 حين كانت أزمة السويس تتصاعد إلى نقطة الغليان. أزمة السويس تقول دائرة المعارف البريطانية إن تلك الأزمة اندلعت في تموز (يوليو) من عام 1956 عندما قام الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس، التي كانت تسيطر عليها فرنسا وبريطانيا. وكانت قناة السويس قد قدمت لبريطانيا طريقا بحريا أقصر إلى إمبراطوريتها. ومع بزوغ القرن العشرين وازدياد أهمية النفط، وفرت القناة طريقا بحريا قصيرا إلى حقول النفط في الخليج العربي، لذلك كانت بريطانيا ملتزمة بحمايتها. وتعرضت قناة السويس للهجوم خلال الحربين العالميتين. جعلت أزمة السويس من جمال عبدالناصر بطلا في عيون العرب فبعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب العالمية الأولى، أعلنت بريطانيا مصر محمية، وتم إرسال القوات البريطانية والهندية لحماية القناة، فيما أرسلت تركيا، التي دخلت الحرب كحليف لألمانيا في عام 1914، قوات للاستيلاء على القناة في شباط (فبراير) من عام 1915. وقد تم صد ذلك الهجوم، وبحلول عام 1916 تم دفع الخطوط الدفاعية البريطانية إلى عمق صحراء سيناء لمنع أي محاولة أخرى. وقد أعلنت المعاهدة الأنجلو-مصرية الموقعة في لندن عام 1936 أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة، لكنها سمحت للقوات البريطانية بالاستمرار في التمركز في منطقة قناة السويس لحماية المصالح المالية والاستراتيجية لبريطانيا في القناة حتى عام 1956، الذي سيتقرر فيه مدى الحاجة إلى وجود تلك القوات ويعاد التفاوض بشأنها إذا لزم الأمر. وفي 19 تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1954، تم التوقيع على معاهدة جديدة بهذا الشأن من قبل جمال عبد الناصر رئيس وزراء النظام الجديد في مصر، الذي أطاح قبل عامين فقط من ذلك التاريخ بالملك فاروق، وأنتوني نوتينغ، وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، وكان من المقرر أن تستمر هذه الاتفاقية لمدة 7 سنوات. وبمقتضى تلك المعاهدة كان من المقرر سحب القوات البريطانية من مصر بحلول حزيران (يونيو) من عام 1956، وأن تتم إدارة القواعد البريطانية بشكل مشترك من قبل فنيين مدنيين بريطانيين ومصريين. ووافقت مصر على احترام حرية الملاحة عبر القناة، وتم الاتفاق على السماح للقوات البريطانية بالعودة إذا تعرضت قناة السويس للتهديد من قبل قوة خارجية. وفي تلك الفترة كانت مصر تسعى لبناء السد العالي الجديد في أسوان، وقد تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا في كانون الثاني (يناير) من عام 1956 بالمساعدة في تمويل بنائه. لكن الموقف الأميركي تغير، إذ باتت الولايات المتحدة مقتنعة بأن مشروع السد لن ينجح، وأرادت تقليص الإنفاق على المساعدات الخارجية. كما كانت واشنطن قلقة بشأن شراء عبد الناصر للأسلحة السوفيتية. و أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون فوستر دالاس السفير المصري في واشنطن في 19 تموز (يوليو) أن حكومته قررت عدم تمويل بناء السد. واتخذ سلوين لويد وزير الخارجية البريطاني حينها نفس الموقف الأميركي وبعد ذلك رفض البنك الدولي تقديم ما تعهد به لمصر وهو مبلغ 200 مليون دولار. وتقول دائرة المعارف البريطانية إن عبد الناصر رد على القرار الأميركي والبريطاني بإعلان الأحكام العرفية في منطقة القناة وتأميم شركة قناة السويس في 26 تموز (يوليو) من عام 1956، متنبئا بأن الرسوم المحصلة من السفن التي تعبر القناة ستدفع تكاليف بناء السد في غضون 5 سنوات. وقد خشيت بريطانيا وفرنسا من أن يغلق عبد الناصر القناة، ويقطع شحنات النفط المتدفقة من الخليج العربي إلى أوروبا الغربية. الخطة البريطانية هكذا كانت الأمور تتصاعد صوب نقطة الغليان، ومن هذا المنطلق فكر البريطانيون في قطع شريان الحياة عن مصر للضغط على عبد الناصر لحمله على التخلي عن السيطرة على قناة السويس. وذكرت وثائق بريطانية حكومية تعود لفترة الخمسينيات من القرن الماضي أن بريطانيا خططت سرا لقطع تدفق مياه نهر النيل خلال المواجهة مع عبد الناصر أثناء أزمة السويس. فقد طُلب من المخططين العسكريين البريطانيين أن يتوصلوا إلى خطة حول كيفية خفض تدفق النهر بشكل كبير، الأمر الذي من شأنه أن يشيع الاضطرابات في صفوف المزارعين المصريين. واعتقد المخططون العسكريون البريطانيون آنذاك أن بوسعهم استخدام أحد السدود في أوغندا لخفض منسوب مياه نهر النيل لجعله يتدفق بشكل شحيح، مما يضر بشكل كبير بالزراعة والاقتصاد في مصر. ونصح الخبراء بأن تعظيم التأثير يمكن أن يكون من خلال تقليل تدفق المياه من سد شلال أوين في أوغندا، إذ سيؤدي ذلك إلى خفض ارتفاع بحيرة فيكتوريا، وهي أحد المصادر الرئيسية للنيل الأبيض حيث أن ثلاثة أرباع تدفق النهر يأتي من بحيرة فيكتوريا، عبر سد شلالات أوين الذي يزود أوغندا وكينيا بالكهرباء. وأشاروا إلى أن هذا السد يمكن أن يحجز 80 في المئة من المياه التي تتدفق إلى الشمال، وبالتالي فإن بحيرة فيكتوريا سترتفع بمقدار 24 سنتيمترا فقط، وفي غضون 16 شهرا سيكون التأثير محسوسا في مصر مع "آثار خطيرة". ووصفت تلك الوثائق كيف اعتمدت مصر بشدة على النيل الأبيض بين شباط (فبراير)، وتموز (يوليو) عندما ركز المزارعون على زراعة محاصيلهم من الأرز والقطن، مشيرة إلى أنه رغم أن هذه المحاصيل قد تتضرر بشدة من هذا الإجراء، إلا إنه من غير المرجح أن يؤدي ذلك إلى تدمير الاقتصاد أو التسبب في مجاعة خطيرة. كما أشارت الوثائق إلى أن الخبراء اقترحوا بأن التهديد بقطع النيل عن مصر قد يؤتي ثماره، إذ نسبت إليهم القول إن التهديد بالتدخل في النهر، الذي يزيد طوله عن 4 آلاف ميل، سيكون له "تأثير نفسي كبير على المصريين الذين تبنوا دائما موقفا أنانيا تماما بشأن استخدام مياه النيل، متجاهلين حقوق شعوب النهر الأخرى في النهر". وأوضح جون هانت، المسؤول بمجلس الوزراء البريطاني أنه "قد يؤدي التهديد باتخاذ هذا الإجراء إلى نشر كلمة بين المصريين بأنه ما لم يتراجع عبد الناصر ستقطع بريطانيا النيل". غير أن الوثائق حذرت من أن "مصر كانت تشعر بالقلق دائماً إزاء سيطرة بريطانيا على منابع النهر، وذلك لأن النهر حيوي بالنسبة لها، وبالتالي فإن أي اقتراح بالسيطرة على النيل دون موافقة مصر من المؤكد أنه سوف يتسبب في عواقب وخيمة". وتم تقديم الخطة السرية إلى السير أنتوني إيدن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك قبل 6 أسابيع فقط من غزو فرنسا وبريطانيا للقناة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1956 في أعقاب تأميم عبد الناصر لها. وفي 24 أيلول (سبتمبر)، أرسل سكرتير مجلس الوزراء نورمان بروك وثيقة من 5 صفحات توضح بالتفصيل "الحقائق البارزة" من وزارة الدفاع إلى رئيس الوزراء، بناء على طلبه. ولكن مستشاري رئيس الوزراء حذروا من أن قطع المياه عن النيل سيؤدي حتما إلى حرب وزيادة "كراهية الأجانب في العالم العربي". كما أن مثل هذه الخطوة كان من الممكن أن يكون لها تداعيات كبيرة على صورة بريطانيا في العالم وتأثير مدمر على أوغندا وكينيا وتنزانيا. وفي النهاية تم التخلي عن الخطة باعتبارها غير قابلة للتطبيق، وقد تتسبب في عواقب وخيمة. الهجوم الثلاثي عندما فشلت الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة، أعدت بريطانيا، وفرنسا التي أرادت الانتقام من موقف مصر الداعم للثورة الجزائرية، لعمل عسكري سرّا لاستعادة السيطرة على القناة. وهكذا بات إيدن، الذي أشار إلى سياسة استرضاء بريطانيا لأدولف هتلر في الثلاثينيات، يدرس القيام بعمل عسكري قد يؤدي إلى سقوط عبد الناصر واستعادة نفوذ بريطانيا في المنطقة. في ذلك الوقت، كان المشرعون البريطانيون يزعمون أن هذا الإجراء قانوني. وكشفت الوثائق أن المدعي العام السير ريغينالد مانينغهام بولر كتب رسالة قوية تتحدى هذا الإجراء. فقد كتب لإيدن قائلا: "لا أستطيع أن أتوصل إلى أي حجة يمكن أن تزعم أنها تبرر في القانون الدولي مطالبتنا لمصر بسحب قواتها من جزء من أراضيها التي تدافع عنها، أو التهديد باحتلال أراضيها بواسطة القوات المسلحة إذا لم تستجب لهذا الطلب". وأبلغ وزير مجلس الوزراء آنذاك السير نورمان بروكس رئيس الوزراء أنه لا ينبغي له أن يثير قضية شرعية الحرب في خطاباته. ووجدت بريطانيا وفرنسا حليفا جاهزا متمثلا في إسرائيل، التي تفاقم عداؤها لمصر بسبب إغلاق ناصر لمضيق تيران (عند مصب خليج العقبة) والغارات العديدة التي شنتها قوات الكوماندوز المدعومة من مصر على إسرائيل خلال الفترة ما بين 1955-1956. وفي تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1956، التقى إيدن ونظيريه الفرنسي غي موليه والإسرائيلي ديفيد بن غوريون في سيفرس بالقرب من باريس، وأبرموا اتفاقية سرية مفادها أن إسرائيل يجب أن تهاجم مصر مما يوفر ذريعة لغزو أنجلو-فرنسي لقناة السويس. تجمهر مصري حول دبابة بريطانية في بورسعيد خلال أزمة السويس عام 1956 وأمر بن غوريون الجنرال موشيه ديان، رئيس أركانه، بالتخطيط لشن هجوم على مصر. وفي 29 تشرين الأول (أكتوبر) من عام 1956، قاد الهجوم الإسرائيلي إنزال جوي للسيطرة على ممر ميتلا، وتبع ذلك قتال عنيف. وفي اليوم التالي، أصدرت بريطانيا وفرنسا إنذارا للطرفين لوقف القتال على الفور. وواصل الإسرائيليون عملياتهم، متوقعين هجوما مصريا مضادا، وبدلا من ذلك، كان جيش عبد الناصر ينسحب. وخلال الفترة من 29 تشرين الأول (أكتوبر)، و5 تشرين الثاني (نوفمبر) تمكنت القوات الإسرائيلية من احتلال شبه جزيرة سيناء باستثناء شريط ضيق على امتداد قناة السويس. وفي 5 تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1956، بعد حوالي ثلاثة أشهر و 10 أيام من تأميم عبد الناصر للقناة، بدأ الهجوم الأنجلو-فرنسي على السويس، وقد سبقه قصف جوي أدى إلى تحطيم وتدمير القوات الجوية المصرية. وفي 5 و6 تشرين الثاني (نوفمبر) قامت القوات البريطانية والفرنسية بعمليتي إنزال في بورسعيد وبور فؤاد، وبدأت في احتلال منطقة القناة. وقد واجه هذا التحرك العسكري معارضة من قبل الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة على حد سواء. وتقول الوثائق البريطانية إنه رغم اعتراض الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور على الاستيلاء على القناة، فإن جهاز الاستخبارات البريطانية كان يعمل سراً مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية على خطة لإسقاط عبد الناصر، الذي اعتبره إيدن بمثابة هتلر الشرق الأوسط. وأضافت الوثائق أنه في 8 تشرين الأول (أكتوبر)، أي قبل شهر من الغزو، أبلغ وزير مجلس الوزراء السير نورمان بروك إيدن عن محادثات سرية أجراها رئيس لجنة الاستخبارات باتريك دين في واشنطن مع وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية الأميركية، وقال بروك: "انضم الأميركيون إلينا في الاتفاق على أن أهدافنا المشتركة، وكانت تتطلب إزاحة عبد الناصر عن السلطة في مصر". ولكن بينما كانت الطائرات الحربية البريطانية والفرنسية تقلع لشن الهجوم، أبلغ دين أن وزير الخارجية الأميركي جون فوستر دالاس، أراد حذف فقرات رئيسية من الوثيقة الأنجلو-أميركية المشتركة بشأن المحادثات، وتنص بشكل مباشر على أن الهدف هو التخلص من عبد الناصر، بحسب الوثائق. وفي منتصف ليل 6 تشرين الثاني (نوفمبر)، تمت الدعوة لوقف إطلاق النار بناء على إصرار الأمين العام للأمم المتحدة داغ همرشولد. وفي اليوم نفسه، اضطر إيدن إلى التراجع عن موقفه، وتحت ضغط من الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وكانت القوات الأنجلو-فرنسية قد وصلت إلى جنوب بورسعيد، لكنها لم تكن تسيطر بعد على القناة بأكملها عندما تم إيقافها. لقد كانت العملية من الناحية العسكرية في طريقها إلى تحقيق نجاح كبير، ولكن تم إيقافها بسبب الضغط الدولي. وفي 22 كانون الأول (ديسمبر) قامت الأمم المتحدة بإجلاء القوات البريطانية والفرنسية، وانسحبت القوات الإسرائيلية في آذار (مارس) من عام 1957. وقد أضرت أزمة السويس بسمعة السير أنتوني إيدن، وأدت إلى استقالته في كانون الثاني (يناير) من عام 1957. قصة الهجوم الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصرجمال عبد الناصر: إرث مختلف عليه وجدل لا ينتهي"سقط" من التاريخ 30 عاما، حكاية أول رئيس للجمهورية المصرية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف