عقد من التخطيط في خدمة ضربة واحدة مميتة
"لا تعبثوا معنا".. كيف خدعت إسرائيل "حزب الله" بأجهزة إلكترونية مميتة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رجل يحمل علم حزب الله أثناء تشييع قتلى تفجيرات البيجر. في 18 سبتمبر
يوم التفجيرات في 17 أيلول (سبتمبر) 2024، عند الساعة 3:30 مساءً، بدأت أجهزة البيجر بالرنين في جميع أنحاء لبنان. بمجرد محاولة المستهدفين قراءة الرسائل المشفرة، انفجرت الأجهزة، مما أسفر عن مقتل حوالى 30 عنصرًا وإصابة الآلاف. وفي اليوم التالي، فعَّل الموساد أجهزة "ووكي توكي" التي كانت خاملة لمدة عشر سنوات. انفجرت بعض الأجهزة خلال جنازات ضحايا تفجيرات "البيجر"، مما أدى إلى مقتل وإصابة المزيد من العناصر. الهدف.. زرع الرعب رغم الطبيعة المدمرة لتفجيرات أجهزة "البيجر" و"ووكي توكي"، أكد العميلان السابقان في الموساد أن القتل لم يكن الهدف الرئيسي من العملية. بدلًا من ذلك، كان التركيز ينصب على زعزعة استقرار "حزب الله" ونشر الخوف في صفوفه. قال العميل "غابرييل" خلال المقابلة: "إذا مات الشخص، فهذا يعني أنه اختفى ببساطة. لكن إذا أصيب، يصبح عبئًا على من حوله. عليه أن يتلقى علاجًا مكلفًا في المستشفى، ويحتاج إلى رعاية مستمرة. والأهم من ذلك، أن إصابته تصبح دليلًا حيًا على تفوقنا". هذه الفلسفة ليست عشوائية؛ بل تستهدف زرع شعور بالعجز في قلوب خصوم إسرائيل. فالجرحى، خصوصًا أولئك الذين يفقدون أطرافهم أو بصرهم، يظلون بمثابة "شهود متحركين" على القوة الإسرائيلية، ليس فقط لعناصر "حزب الله"، بل للمجتمع اللبناني بأكمله. وأضاف "مايكل": "لقد حرصنا على أن تكون التفجيرات مدروسة بحيث لا تُحدث أضرارًا جانبية كبيرة. كانت الرسالة واضحة: نحن نستطيع الوصول إلى أي شخص في أي وقت، ولن يتمكنوا من توقع الطريقة أو الوسيلة". ما يزيد من فاعلية هذا النهج هو التأثير النفسي طويل الأمد. قال "غابرييل": "في اليوم التالي للتفجيرات، كان الناس يخشون حتى تشغيل مكيفات الهواء خوفًا من أن تكون مفخخة. لقد خلقنا حالة من الذعر الحقيقي، ليس فقط بين عناصر (حزب الله)، بل أيضًا بين عامة الناس". هذا الرعب لم يكن مجرد نتيجة جانبية للعملية، بل هدفًا رئيسيًا. فمن خلال زعزعة الثقة داخل "حزب الله"، تمكن الموساد من تحقيق انتصار نفسي يتجاوز حدود الضربة العسكرية. قال "مايكل": "كان الهدف أن يشعروا بالضعف في كل لحظة. أن يعرفوا أن أي شيء حولهم قد يتحول إلى خطر. وهذا ما حدث". "لا تعبثوا معنا" بالنسبة للموساد، كانت العملية بمثابة استعراض قوة على مستويات متعددة، من التخطيط الاستخباراتي طويل الأمد إلى التنفيذ الدقيق. أوضح العميلان أن الرسالة لم تكن موجهة فقط إلى "حزب الله"، بل إلى جميع خصوم إسرائيل في المنطقة. قال "غابرييل": "هؤلاء الجرحى الذين فقدوا أطرافهم وأعينهم، هم رسالتنا. إنهم يسيرون في شوارع لبنان كدليل حي على تفوقنا. كل من يراهم سيعرف أن اللعب معنا ليس خيارًا جيدًا". هذه الرسالة تتجاوز الحاضر لتؤثر في المستقبل. العملية وضعت خصوم إسرائيل في حالة دائمة من الحذر والخوف. أضاف "مايكل": "لقد انتقلنا الآن إلى الشيء التالي. لن نستخدم أجهزة البيجر مرة أخرى، لكنهم لن يعرفوا أبدًا ما الذي نخطط له بعد ذلك. وسيظلون يحاولون التخمين". بالإضافة إلى ذلك، أظهرت العملية كيف يمكن للاستخبارات الحديثة الجمع بين التكنولوجيا والخداع النفسي لتحقيق أهداف معقدة. قال "غابرييل": "الأمر لا يتعلق فقط بالقوة العسكرية، بل بالقدرة على جعل الخصم يشعر بأنه مكشوف وضعيف في كل لحظة. وهذا هو جوهر عملنا". أما بالنسبة للمنطقة بأكملها، فقد أكد العميلان أن العملية ليست مجرد رسالة لـ"حزب الله"، بل لكل من يحاول تحدي إسرائيل. قال مايكل: "هذه ليست حربًا تقليدية. نحن لا نحتاج إلى أسلحة ضخمة لفرض سيطرتنا. نحن نستخدم الذكاء والتكنولوجيا لتحويل أي شيء إلى أداة ردع".
عملاء للموساد يتحدثون لبرنامج أميركي عن كواليس إعدادهم لتفجير "البيجر" في لبنان
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف