بعد تكوين "مجلس عسكري للسويداء"
لماذا دخل الدروز سباق التسلح في سوريا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: أعلن مسلحون دروز في محافظة السويداء جنوب سوريا، الاثنين، عن تشكيل تنظيم عسكري جديد تحت مسمى "المجلس العسكري للسويداء".
وأكد المؤسسون خلال حفل الإعلان أن دور المجلس سيكون حماية المجتمع الدرزي وحراسة الحدود من تهريب الأسلحة وتسلل الإرهابيين المتطرفين.
رئيس المجلس الجديد هو طارق الشوفي، وهو قائد عسكري درزي كان مطلوباً من قبل نظام الأسد بعد انشقاقه عن الجيش واحتجاجه ودفاعه عن النظام في العقد الماضي، ويبدو أنه غير معروف إلى حد ما على المستوى الدولي أو خارج الساحة المحلية.
وأعلن الشوفي خلال حفل الإطلاق أن المجلس يعمل بالتنسيق الكامل مع الزعيم الروحي لطائفة الدروز في السويداء الشيخ حكمت الهجري، ما يعني أنه يحظى بإجماع واسع داخل المجتمع الدرزي المحلي.
الانضمام للجيش السوري لاحقاً
وأكد الشوفي أن المجلس يطمح للبقاء ضمن الإطار الوطني لسوريا، والانضمام في المستقبل إلى الجيش الوطني للدولة الجديدة التي وصفها بـ”الدولة السورية الحديثة، المواطنة المتساوية وحقوق الإنسان، الديمقراطية، العلمانية، اللامركزية، دولة العدالة والسلام الإقليمي والعالمي”.
وفي حديث لوكالة أنباء ستيب المحلية، أوضح الشوفي أن المجلس المتزامن تأسس قبل عدة سنوات من قبل مجموعة من الضباط السابقين الذين رفضوا المشاركة في الجيش التابع لنظام الأسد، وشاركوا في الاحتجاجات المناهضة للأسد في ساحة الكرامة والحراك.
نضحي بأرواحنا من أجل سوريا
ووجه الشوفي كلامه إلى الزعيم السوري الحالي أحمد الشرع ، داعياً إياه إلى التعلم من أخطاء الماضي وتشكيل جيش من كل مكونات الشعب السوري.
وأظهرت مشاهد من الإعلان المسلحين وهم يرفعون العلم الدرزي والعلم السوري الجديد، في حين أظهر مقطع فيديو المقاتلين الدروز وهم يهتفون: "سنضحي بأرواحنا من أجل سوريا، نحن أبناء السويداء!" - ربما في محاولة للتأكيد على ولائهم للوحدة الإقليمية للدولة ومواجهة أي اتهامات محتملة بالانشقاق.
خبير إسرائيلي: الدروز يخشون توجهات الشرع
انضمت القوات الدرزية المنظمة حديثًا إلى قائمة طويلة من العديد من الجماعات المسلحة العاملة حاليًا في سوريا، بما في ذلك القوات الكردية (قسد)، والجيش السوري/هيئة تحرير الشام، والعديد من الجماعات الأخرى.
صحيفة جيروزاليم بوست حاورت الدكتور موران ليفانوني، الخبير في شؤون سوريا ولبنان، لمعرفة المزيد عن آفاق تشكيل المجلس.
"منذ وصول أحمد الشرع إلى دمشق، أصبح الدروز في جنوب سوريا يخشون المتطرفين الدينيين"، كما أوضح ليفانوني.
"ينظرون إلى التعيينات في الحكومة المؤقتة، وكل ما يرونه هو رجال دين سنة من نفس الخلفية، لا يوجد أكراد أو ممثلين من الطائفة العلوية أو الدروز أو حتى علماني سني، كما أنهم ينظرون بقلق شديد إلى ما يحدث في الأحياء العلوية والمسيحية"، كما أضاف، في إشارة إلى مقاطع فيديو تظهر أعمال شغب عنيفة ضد تلك الأقليات.
الشرع يرقص مع الأكراد
وبحسب ليفانوني، فإن الشرع يحاول "الرقص على أنغام موسيقى الفالس مع الأكراد، لأنه يرى أهمية بقائهم شركاء في نظامه الجديد، رغم أنه لم يتمكن حتى الآن من تحقيق ذلك".
وأشار ليفانوني إلى نشاط "لجنة الحوار" التي عينها الشرع، والتي تجوب كل المحافظات في سوريا في محاولة لجمع آراء المجتمعات المختلفة، وكل ذلك في محاولة لتوحيد سوريا دون اعتبارها سنية وأصولية بشكل علني.
"أما بالنسبة للدروز، فإن الأسئلة التي تطرح الآن هي ما إذا كانوا سيكونون شركاء في سوريا الجديدة وكيف، خاصة في ضوء النجاح النسبي للأكراد في لعب اللعبة من دون أن يكونوا شركاء كاملين حتى الآن، وهنا يأتي دور المجلس الجديد"، كما أوضح ليفانوني.
وأضاف أن "الدروز ينجذبون بطبيعة الحال إلى قضية الفيدرالية في سوريا، أي إنشاء آلية حكم لامركزية"، وهو ما يتطابق مع كلام الشوفي.
وذكّر ليفانوني بأن الدروز في السويداء كانوا يتظاهرون ضد نظام الأسد بشكل نشط منذ أيام حركة الكرامة في العام 2013، والتي اندلعت على خلفية تجنيد الدروز في الجيش السوري لمحاربة المتمردين، وهي الحركة التي ساهمت في توحيد المجتمع الدرزي في المنطقة.
ليس كل الدروز سواء
لكن بحسب ليفانوني، ورغم التعاون مع الزعامة الروحية التي تحظى باحترام شعبي، فإن الدروز في منطقة السويداء ليسوا جميعاً مؤيدين للمجلس الجديد.
وأوضح: "في عام 2015، تأسس حزب اللواء الدرزي في السويداء، الذي تلقى تدريبات من القوات الأميركية ورفض بشكل قاطع أي انفصال عن سوريا، داعياً إلى التعاون الأمني مع العشائر البدوية السنية في درعا.
لذا فمن الطبيعي أن ينظروا إلى اللجنة الجديدة بازدراء، مما يعني أن الدروز ليسوا جميعاً سعداء بهذه الخطوة".
ويرى ليفانوني أن تشكيل المجلس لا ينبغي أن يُقرأ بمعزل عن تعليقات نتانياهو يوم الأحد، والتي تعهد فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بحماية الدروز في جنوب سوريا من أي تهديد.
ويجادل ليفانوني قائلاً: "كان هذا الاتجاه المؤيد للفيدرالية وشبه المستقل موجودًا كتيار فرعي داخل المجتمع الدرزي لفترة طويلة، لكن تصريحات نتانياهو سمحت له بتصدر عناوين الأخبار بشكل أكبر.
كما قال وزير الخارجية ساعر قبل شهرين أيضًا إن إسرائيل يجب أن تدعم الأقليات الكبيرة في سوريا، أي الأكراد والدروز، ولا شك أن هذا التصريح وقع على آذان صاغية".
نريد الجولان الإسرائيلي
وأخيرا، ذكّر ليفانوني بأن العلاقات بين الدروز في إسرائيل وسوريا، والتي كانت دائما قوية، شهدت نموا كبيرا في الآونة الأخيرة. ويمكن رؤية هذا الاتجاه في مقاطع الفيديو التي تم تداولها قبل بضعة أشهر، والتي أظهرت قرى الدروز المؤيدة تقليديا للأسد في حضر وهي تدعو إلى الانضمام إلى الجولان الإسرائيلي بعد وقت قصير من سقوط النظام.
وأضاف ليفانوني أن "القضية الدرزية ستبقى قائمة لفترة طويلة، لكن التاريخ يخبرنا أن الدروز عرفوا دائماً كيف يديرون شؤونهم ويحافظون على سلامتهم ويخدمون مصالح مجتمعهم".
التعليقات
بعد كل هذه التضحيات لن تتحق طموحات لشعب السوري بثورات مخمليه على طريقه الجولاني - ولا على طريقه معارضيه
عدنان احسان- امريكا -السبب ان الجولاني - بات معروف للجميع انه ينفذ نصائح وتوجيهات واجندات خارجيه - واكتشف الجميع قدراته وامكانياته - وقدرته على اصدار وتنفيذ القرارات ؟ يعني انكشفت اوراقه - وكما يقول المثل الشامي / لذلك الجميع مستوطين حيطه/ والا ما يطالب به الاكراد - وبعض الدروز / ليس الا لخلط الاوراق ولماذا لم يطالب بعض الدروز والاكراد من النظام السابق بمثل هذه المطالب ؟ واستفاقوا على مثل هذه المطالب بعوده الوعي / ام ان هذه المطالب - ترتبط بالاجندات الخارجيه والمساومات ؟ وبالتالي ، الثوره المخمليه التي قام بها الجولاني لن تفيده - اذا اراد ان يستمر / بالمراهنه على الورقه الخارجيه و ثوره مخمليه لامكان لها بسوريه بعد كل هذه التضحيات والامور ليست بصالحك .