أخبار

قال إن الدبلوماسية تحتاج لسرعة الآلة واللمسة الإنسانية

وزير الخارجية البريطاني: لا يمكن تجاوز الذكاء الاصطناعي في رؤية الغد

لامي متحدثًا في فندق فوليرتون في سنغافورة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إننا "نعيش في عالم متقلب. تُعيد التكنولوجيا تشكيل مجتمعاتنا، وتجعل السلطة أكثر انتشارًا".

قال السيد لامي، متحدثًا في فندق فوليرتون في سنغافورة التي قام بزياتها ليوم واحد يوم السبت حول "الدبلوماسية في العصر الرقمي": إن أي رؤية لعالم الغد يجب أن تتضمن تركيزًا خاصًا على تقاطع الذكاء الاصطناعي والدبلوماسية.

وأضاف: أثبتت سنغافورة على مر الأجيال أن النجاح لا يعتمد على الحجم، بل على الوضوح الاستراتيجي، وهذا ينطبق أيضًا على التكنولوجيا، وفقًا لتصريح وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي.

وقال وزير الخارجية البريطاني : "لقد أظهرت سنغافورة ما يُمكن تحقيقه عندما يقترن الابتكار الرقمي بالتفكير بعيد المدى والهدف الوطني".

مبادرة الأمة الذكية

وأشار السيد لامي، إلى كيفية إنشاء سنغافورة للجنة الوطنية للحوسبة منذ عام 1981. كما أشار إلى إطلاق مبادرة "الأمة الذكية" الحكومية الشاملة في عام 2014، والتي تبعها إطلاق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في عام 2019.

وقال السيد لامي: "في كل مرة، كان قادتكم سباقين. وفي كل مرة كان هناك درس أوسع نطاقًا"، مشيرًا إلى أن سنغافورة لم تتقدم بمجرد إنفاق الأموال على القطاع الخاص على أمل الأفضل.

وأضاف أنه بدلاً من ذلك، تم بناء قدرات عامة جادة من خلال الخبرة التقنية العميقة داخل الحكومة والاستثمار في مجالات مثل البنية التحتية للحوسبة والبيانات، مثل Singpass.

وقال السيد لامي: "منذ بداية هذه الوظيفة، قلت إن بريطانيا بحاجة إلى المزيد من الاستماع وتقليل إلقاء المحاضرات. وقد خصص جزء كبير من رحلتي هذا الأسبوع للاستماع، وآمل أن أتعلم دروسًا حول كيفية اتباع استراتيجية مماثلة طويلة المدى تعتمد على التكنولوجيا".

وأقر وزير الخارجية البريطاني بأن هذا لم يكن بعدُ عنصرًا أساسيًا في مناقشات وزارة الخارجية ووزراء الخارجية من واقع خبرته.

وأكد: "لكنني أعتقد أنه ما لم نرفع رؤوسنا فوق سباق الفئران للأزمات والقمم وندرس الاتجاهات طويلة المدى التي تعيد تشكيل عالمنا، فسنُسلق مثل الضفدع".

نقلة نوعية

وافترض السيد لامي أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد الخطوة التالية في سلم التكنولوجيا، بل سيُحدث نقلة نوعية في توزيع السلطة وممارستها.

وقال في خطابه: "سيُعيد تعريف كيفية تأثير الدول، وكيفية ظهور التهديدات، وكيفية دفاعنا عن أنفسنا. وبالتالي، سيُغير كيفية ممارسة الدبلوماسية".

وأكد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل جميع قضايا السياسة الخارجية، إذ لا يمكنه القضاء على المخاطر، ولا يلغي الحاجة إلى الحكم البشري وقدرة الناس على بناء علاقات قائمة على الثقة.

ومع ذلك، جادل بأن الدبلوماسية في عام 2025 تحتاج إلى سرعة الآلة واللمسة الإنسانية، مما سيساعد القادة على اتخاذ قرارات أفضل في ظل تزايد حالة عدم اليقين.

وأشار السيد لامي إلى أن "هذه القدرات ليست خيالًا علميًا. إنها قيد الاستخدام بالفعل"، مسلطًا الضوء على مشروعي داربا وكايروس في الولايات المتحدة اللذين يُحاكيان التطورات السياسية المعقدة ويتوقعان تصاعد الصراعات، بالإضافة إلى استخدام التحليلات التنبؤية من قِبل وزارة التجارة والصناعة في سنغافورة لرصد المخاطر التي تُهدد سلاسل التوريد الحيوية.

قال: "السؤال المطروح أمامنا ليس ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيُشكل السياسة الخارجية، بل من سيُشكلها وكيف؟".

ونظرًا لأنه باستثناء الولايات المتحدة والصين، لا تمتلك أي دولة الحجم الكافي لتوفير جميع القدرات التي يحتاجها صانعو القرار حول العالم بشكل مستقل، شدد السيد لامي على أن الحاجة الآن هي مزيد من التعاون ومزيد من دبلوماسية الذكاء الاصطناعي ضمن إطار من القيم.

وقال: "أريد من شركاء مثل بريطانيا وسنغافورة مواءمة المعايير، ومشاركة الأدوات، وتطوير نماذج تعكس مبادئنا المشتركة"، مُلفتًا الانتباه أيضًا إلى شراكات بريطانيا الأخرى مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند.

قوة التفكير

واختتم السيد لامي خطابه بالتأكيد على أن سنغافورة أظهرت للعالم قوة التفكير بعيد المدى وأهمية الرؤية، وأعرب عن أمله في إمكانية استخدام النهج نفسه لكسر الحواجز بين السياسة الخارجية والتكنولوجيا.

وقال: "إن الدول مثل بريطانيا وسنغافورة بحاجة إلى تزويد نفسها بالأدوات اللازمة للتنقل في ظل هذه التحولات، وهذا يعني دمج الذكاء الاصطناعي والدبلوماسية، والتركيز على رؤية طويلة الأمد للتغيير ومضاعفة مصالحنا المشتركة."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف