أخبار

"إيلاف" تتابع الحدث الكبير لحظة بلحظة

الإعلام العالمي: الانتخابات "عراقية".. وحالة الترقب "عالمية"

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يدلي بصوته في الانتخابات
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بغداد: تقديراً لمكانةالعراق والدور المؤثر الذي يلعبه في معادلات الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والحضور السياسي العراقي، والطموح الاقتصادي، اهتمت وسائل الإعلام العالمية بالانتخابات العراقية، حيث قال تقرير "مونت كارلو الدولية" إنها "نقطة مفصلية" في تاريخ العراق، ونشرت نيوريوك تايمز تقريراً موسعاً بعنوان "الانتخابات العراقية.. هنا كل ما يجب علينا معرفتة".

وقال تقرير رويترز :"العراقيون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع بآمال في اصلاح اقتصادي".

متابعة إسرائيلية
وفي إسرائيل كان الاهتمام واضحاً بالشأن الانتخابي العراقي، فقد عنونت "تايمز أوف إسرائيل" :"المنطقة تتابع الانتخابات العراقية، وعيون أميركا وإيران تتعلق بالحدث السياسي الكبير".

اهتمام تركي
وفي تركيا عنونت كبرى صحفها "دايلي صباح" :"العراقيون يصوتون في الانتخابات البرلمانية والبلاد والمنطقة على مفترق طرق"، وتابع التقرير التركي:"أدلى العراقيون بأصواتهم لاختيار برلمان جديد، الثلاثاء، في انتخابات تحظى بمتابعة وثيقة وتعتبر محورية للبلاد والمنطقة، في ظل سعي العراق إلى مزيد من الاستقرار بعد سنوات من الصراع والنفوذ الأجنبي منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

نسبة الاقبال تتجاوز 55 %
وقد تجاوزت نسبة إقبال العراقيين على صناديق الاقتراع 55 %، بحسب ما أعلنت مفوضية الانتخابات، وهي نسبة مرتفعة مفاجئة في ظلّ مقاطعة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وفي مرحلة فاصلة على المستوى الداخلي والإقليمي.

ما هي المؤشرات؟
رغم أن النتائج النهائية لم تُعلن بعد رسمياً، إلا أن المؤشرات الأولية تعكس تحولاً نسبياً في الخريطة السياسية العراقية، مع حفاظ القوى التقليدية على مواقعها وتقدم محدود لبعض المستقلين. ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات قد تكون نقطة تحول حقيقية في مسار العملية السياسية، خصوصاً مع تصاعد الدعوات إلى تطبيق الدستور بشكل كامل وإنهاء الخلافات المالية والسياسية بين بغداد وأربيل. كما ستكون هذه الانتخابات الحدّ الفاصل للأحزاب التي أسست الفساد وأرهقت الدولة، إذ ينتظر الشارع العراقي أن تكون المرحلة المقبلة اختباراً فعلياً للقدرة على إعادة بناء الثقة وتشكيل حكومة تستند إلى الكفاءة والمساءلة لا إلى المحاصصة.

السادسة منذ الغزو الأميركي
وجرت الانتخابات التشريعية السادسة منذ الغزو الأميركي الذي أطاح نظام صدام حسين في 2003، وسط استقرار نسبي يشهده العراق الغني بالموارد النفطية، بعد عقود من نزاعات قضت على بنيته التحتية وتركت فسادا مستشريا.

وأغلقت مراكز الاقتراع عند السادسة مساء (15,00 ت غ)، بعدما فتحت على مدى 11 ساعة أمام ما يزيد عن 21,4 مليون ناخب مسجّلين لاختيار مجلس النواب لولاية تمتدّ أربع سنوات.

وتجاوزت نسبة المشاركة 55%، بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وبهذا تزيد نسبة المشاركة كثيرا عن نسبة 41% المسجّلة في الانتخابات الأخيرة عام 2021، رغم مقاطعة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للانتخابات هذه السنة وتعبير الكثير من العراقيين عن إحباطهم من إمكانية أن تُحدث الانتخابات تغييرا حقيقيا في حياتهم في ظلّ عدم بروز أسماء جديدة متنافسة.

ووفقاً لتقرير "مونت كارلو الدولية" يرى المحلل السياسي حمزة حداد أن نسبة المشاركة هذا العام "خطوة إيجابية بالنسبة للعراق"، معتبرا أنها تُظهر أن "تأثير الصدر يقتصر فعليا على أنصاره". ويضيف "هذا يعني أنه لا يمكن لأي زعيم سياسي أن يوقف الانتخابات الديموقراطية في العراق".

توقعات بنتائج جيدة للسوداني ائتلاف الإعمار والتنمية
ويُفترض أن تُعلن النتائج الأولية خلال 24 ساعة من إغلاق المراكز، في وقت يتوقع محللون أن يحقق ائتلاف الإعمار والتنمية الذي يقوده رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني نتيجة جيدة في الانتخابات، من دون أن يعني ذلك بالضرورة عودته إلى منصبه.

وتنافس أكثر من 7740 مرشحا ثلثهم تقريبا من النساء على 329 مقعدا لتمثيل أكثر من 46 مليون نسمة. ومعظمهم المرشحين ضمن تحالفات وأحزاب سياسية كبيرة، إذ شارك 75 مستقلّا فقط هذا العام.

وقال علي عبد (57 عاما) الذي أدلى بصوته في مدينة الموصل بشمال البلاد "نشارك بالانتخابات لأننا نريد تغييرا (...) الناس يعيشون في البطالة، لذلك نريد فرص عمل ونهوضا اقتصاديا".

ماذا قال محمد شياع السوداني
من جهته، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن "الحكومة العراقية التزمت بالتوقيتات الدستورية لضمان التداول السلمي للسلطة"، مؤكداً نجاح تنظيم الانتخابات التشريعية السادسة في البلاد.

وأضاف في بيان إن "الحكومة أوفت بأحد أبرز التزاماتها الواردة في برنامجها التنفيذي، فضلاً عن التزامها بالتوقيتات الدستورية والاستحقاقات الواجبة لضمان التداول السلمي للسلطة"، مشيداً بمشاركة العراقيين في عملية الاقتراع التي قال إنها تجسّد "إرادتهم الدستورية الحرة".

وانتهت الانتخابات الأخيرة في 2021، بفوز الصدر بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان (73 مقعدا)، لكنه انسحب منه جرّاء خلافات مع "الإطار التنسيقي" الذي يضمّ أحزابا شيعية موالية لإيران، حول تشكيل الحكومة. وأثارت الأزمة التي استمرت أشهرا أعمال عنف دامية.

رمزية رئيس الجمهورية
وتشكّل الانتخابات مدخلا لاختيار رئيس جديد للجمهورية، وهو منصب رمزي إلى حد بعيد مخصص للأكراد، وتسمية رئيس جديد للوزراء، وهما عمليتان تتمان عادة عن طريق التوافق وقد تستغرقان أشهرا.

ووصل السوداني إلى رئاسة الحكومة في 2022 بعد جمود استمرّ أكثر من عام نتيجة خلافات سياسية بين التيار الصدري و"الإطار التنسيقي" صاحب أكبر كتلة برلمانية حاليا. وينسب لحكومته الفضل في إبقاء العراق بمنأى عن الاضطرابات الاقليمية.

ورغم خوض الانتخابات بشكل منفصل، يُتوقّع أن تتّحد الأحزاب الشيعية المنضوية ضمن "الإطار التنسيقي" بعد الاقتراع لتشكيل أكبر كتلة.

وكذلك، خاضت الأحزاب السنية الانتخابات بشكل منفصل، ويُتوقّع أن يحقّق رئيس مجلس النواب السابق السياسي النافذ محمّد الحلبوسي مكاسب بنتيجتها.

وشملت الانتخابات إقليم كردستان حيث يستمرّ التنافس السياسي التاريخي بين الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.

طهران وواشنطن
ويكتسب التوازن الذي يقيمه العراق في علاقاته مع إيران والولايات المتحدة أهمية متزايدة في ظلّ التغيّرات الإقليمية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة عام 2023.

وفي خضم التوترات، حافظ العراق على استقرار نسبي، رغم أن فصائل مسلّحة موالية لطهران تبنّت إطلاق صواريخ ومسيّرات على مواقع تضم قوات أميركية في سوريا والعراق، بينما قصفت واشنطن أهدافا لهذه المجموعات في العراق. وتمارس واشنطن ضغوطا متزايدة على الحكومة العراقية من أجل نزع سلاح الفصائل الموالية لإيران.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، تلقّى حلفاء الجمهورية الإسلامية، مثل حركة حماس وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، ضربات قاسية من إسرائيل التي شنّت كذلك حربا على إيران في حزيران (يونيو) طالت خصوصا منشآت نووية وعسكرية. كما فقدت طهران حليفا رئيسيا مع سقوط حكم بشار الأسد في سوريا أواخر العام 2024.

وبعد هذه الخسائر، تسعى طهران حاليا للإبقاء على مكتسباتها في العراق الذي شكّل منفذا رئيسيا لتوسع دورها الإقليمي بعد الغزو الأميركي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف