بين قينان و البريك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
علي سعد الموسى
شعرت بالزهو وأنا أشاهد هذه - الوطن - تفرد صفحة كاملة بالأمس لرد فضيلة الشيخ سعد البريك على الأستاذ قينان الغامدي. ذاك أنني كسبت الرهان مع من رفعوا راية التحدي في أن هذا - العملاق - لن يمنح الشيخ الفرصة لهجمة مرتدة على مرمى كاتب عملاق من كتَّاب هذه الصحيفة، مثلما هو قينان. قلت لهم: إن هذه "الوطن" هي نافذة المختلفين، وإنها المساحة الوطنية الوحيدة المشرعة أمام تناقض الرؤى والأفكار، وإنها المائدة الوحيدة التي تضع قطع الليمون بجوار طبق الحلوى، إنها الوليمة الوحيدة المكتملة.
وكنت قد حزنت أن صحيفة أخرى هي التي أجبرت فضيلة الشيخ أن يلعب في غير - الإستاد - الذي اعتاد الركض فيه، ولو أن - الرسالة - قرأت تلك المفاهيم العملاقة لعنوانها واسمها في حروفه - السبعة - لما ضاق بها، ولما ضرَّها في شيء أن تنشر حواراً بالغ الأدب وغني المعرفة، مثلما كان بين القامتين. وتحت هاجس الخوف والقلق الرقابي، ما الذي حصل؟ تسابق الآلاف من القراء إلى - ساحة المختلفين - وطوينا ما كتبناه نهار الجمعة، فلم يصدر - فرمان - بوقف الصحيفة أن تصدر صباح السبت.
كلمتان: الأولى، للمتحاورين فقد قدمتما منهجاً حوارياً بالغ الرقي، عالي الهمة إلى القمة في البعد عن الإسقاط، والإسفاف، ونثرتما كل الحبر على أركان القضية، لا على ثياب بعضكما البعض. استمتعنا بالغامدي في تناقضاته ما بين الشجاعة التي تصل للمنازلة بصدر مفتوح، وما بين فوقيته التي تستند إلى سجل إعلامي حافل، يطل على الجميع من فوق كوة جبل، وما بين بساطته التي تثير في حسائه كل كوامن الدهشة. ثم استمتعنا بالشيخ البريك، وهو يرفل ما بين شعبيته التي تجمع كل الناس، إلى مشلحه الأنيق وكلامه العذب المنمق، وما بين - نخبويته - التي تصل حد الإعجاز، فمن ذا الذي يحلم بالوصول إليه؟
الكلمة الثانية، للإخوة في - الرسالة - وفي حاضنة الرسالة، فلم يقتل حوارنا مثلما تقتله حشرجة الكلمات في الصدر والنحر، وأنتم لم تجدوا في 40 صفحة، مكاناً لنشر فكرة - قينانية - واحدة. السؤال: كيف يقرؤكم المختلفون، وكيف يثق بكم أرباب الاختلاف كي يذهبوا، لكن بأفكارهم ذات الألوان المتضادة؟ تعددت أطباق الحلوى وتباينت ألوان الليمون، فمن القارئ الذي سيذهب كل صباح إلى طبق الفول الذي لا يتغير؟.
مقال قينان الغامدي
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-05-05/writers/writers10.htm
مقال سعد البريك
https://elaph.com/amp/ElaphWeb/NewsPapers/2006/5/147893.htm