قراؤنا من مستخدمي تويتر يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر إضغط هنا للإشتراك
محمد أبو رمان&لا يبالغ نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، في تقدير حجم قوة إيران، ونفوذها الإقليمي المتعاظم خلال الأعوام الأخيرة، والذي بدأ منذ الإطاحة بالنظام العراقي السابق، ومع الارتفاع في أسعار النفط، وصولاً إلى التحولات الأخيرة في سورية والعراق واليمن، التي أعطت جميعاً طهران دوراً مباشراً وأساسياً في هذه العواصم، بالإضافة إلى تحول المعادلة السياسية والأمنية في لبنان لصالح الابن البار لإيران حزب الله.&سلامي يفاخر بأنّ هناك قوات شعبية موالية لإيران "تستلهم فكر الثورة الإسلامية" (بصيغتها الشيعية بالتأكيد) في العراق، حجمها عشرة أضعاف حزب الله في لبنان. والحال كذلك في سورية واليمن (مع الحوثيين). وفي هذه التصريحات إشارة مباشرة وصريحة إلى الدور المركزي لطهران كمرجعية لهذه الميليشيات الشعبية المسلحة في العديد من العواصم العربية.&ليس ذلك فحسب، بل هناك اليوم توجّه أميركي صريح من قبل الرئيس أوباما لتكريس إيران بوصفها قوة إقليمية معترفا بها، في حال تمّت الصفقة النووية بينهما. وإذا كانت رسالة أوباما -التي تسربت- لخامنئي تكشف عن نوايا ودية تماماً تجاه إيران، فإنّ ما هو أخطر منها ما كشفه الصحفي الأميركي المعروف جيفري غولدبيرغ، في مجلة "ذي أتلانتيك"، مؤخراً، عن رؤية الرئيس أوباما لدور إيران ومستقبل المنطقة، والأهم من هذا وذاك لجدلية التطرفين السُنّي والشيعي. إذ يخلص غولدبيرغ من حوار سابق أجراه مع أوباما، إلى أنّ الرئيس الأميركي يرى أنّ الخطورة الفعلية هي في التطرف السُنّي، بينما التطرف الشيعي مرتبط بإيران وقدرتها على إدارة مصالحها الاستراتيجية.&أهمية هذا المقال، بل خطورته، في أنّه يكشف بوضوح أنّ الإدارة الأميركية تفكّر في مستقبل المنطقة العربية من منظور الصفقة المنشودة مع إيران. ولذلك، تتسامح الولايات المتحدة، بل وتغض الطرف وتتواطأ بدرجة كبيرة مع النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة العربية، وتقفز عن الأسباب والشروط التي أدت إلى ولادة تنظيم "داعش" والجماعات الراديكالية الإسلامية في العراق وسورية، وارتباط ذلك بالطبيعة الهويّاتية الطائفية للصراع الداخلي، جراء تنامي النفوذ الإيراني، حتى إنّ المعركة اليوم، كما ينقل غولدبيرغ في مقالته عن خبراء أميركيين، لم تعد بين هذه الفصائل والنظام السوري أو حتى العراقي، بل هي عملياً بينها وبين الحرس الثوري الإيراني.&ولحرص أوباما على عدم الاصطدام مع إيران، فقد تضمنت رسالته السرية للمرشد الأعلى ضمانات بعدم اقتراب الغارات الجوية من الأسد، بل وتحول الأمر عملياً إلى أن تصبح هناك شراكة واقعية حقيقية بين الميليشيات الإيرانية والقوات الأميركية ضد عدو واحد هو تنظيم "الدولة الإسلامية"، بما في ذلك تلك الميليشيات التي تعلن العداء للولايات المتحدة بصورة سافرة وعلنية، مثل عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي وغيرهما، وهي عملياً التي تقود المعارك تحت غطاء الجيش العراقي، بينما صمتت الولايات المتحدة تماماً عن اجتياح حركة أنصار الله (الحوثيين) لصنعاء، وتمددها إلى مساحة شاسعة واستراتيجية في اليمن وصولا إلى ممرات مائية دولية.&في نهاية اليوم، ليست المشكلة في حرص إيران على مدّ نفوذها وزيادته، فهي كدولة تفكّر بهذا المنطق الاستراتيجي من منطلق قومي واقعي، قبل أن يكون طائفياً، فالعامل الشيعي يخدم السياسة القومية الإيرانية بدرجة رئيسة. لكن المشكلة، بل الكارثة الحقيقية، هي في التخبط الاستراتيجي العربي، إذ لا يبدو أي أفق استراتيجي أو حتى رؤية إقليمية واقعية مقنعة، وفي كل يوم يمرّ تخسر الأنظمة العربية المحافظة، التي تمسك بتلابيب النظام القديم، مساحات واسعة من دورها ونفوذها. وإذا استمر الوضع الراهن، وبقي النظام العربي خارج التغطية، فإنّ معركة إيران ستتمدد إلى دول أخرى مرشّحة بقوة للانضمام إلى القائمة الحالية.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انما العاجز من لا يستبد
muwaten -
اولا للاسف لا توجد قوة ضاربة عربية ان كان بشكل فردي او جماعي فالجيوش العربية فاشلة لا تستطيع عمل شيءثانيا عليكم بالاحواز لغاية الان فشل العرب في دعم الثورة في الاحوازثالثا اما ان تكون فاعلا على المسرح الدولي او ان تكون مفعولا به وهذا واقع الحالرابعا اقول كما قال الشاعر امتي هل لك بين الامم منبر للسيف او للقلمخامسا بالمجفع استشهدي ان كنت ناطقة او رمت ان تسمعي من به صمم واقول لا حول ولاقوة الا بالله