قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن- فكتور شلهوب: فيما لملم أمس عام 2014 أوراقه الأخيرة، بدأت ترتسم ملامح المشهد السياسي وأولويات الرئيس الأميركي باراك أوباما للعام الجديد، الواضح من المقدمات، أنه سيكون عاماً داخلياً بامتياز. أجواء الكونغرس الجمهوري الجديد والبيت الأبيض، تشير إلى استعدادات الجانبين لخوض حرب سياسية طاحنة.&الأول يعتزم حرمان الرئيس من تحقيق أي إنجاز يذكر وإغراقه بمشاكسات مفتوحة. والرئيس عازم على الحكم بمنأى عن الكونغرس، من خلال قرارات تنفيذية، بقدر ما يسمح له الدستور. التنازلات المطلوبة لتعاون مشترك لا تبدو على الطاولة، بالرغم من الكلام عن فوائده وضروراته. الهوة واسعة بين الاثنين، وتحكمها لعبتا التعطيل والعزل.&
الجمهوريون قادمون&الجمهوريون قادمون بزخم، وعلى أجندتهم بندان رئيسان: تصفية حسابات مع الإدارة، والتمهيد لمعركة الرئاسة في 2016. لكن قوتهم كأغلبية، يقابلها انقسامهم حول كيفية الترجمة.&أقصى اليمين في صفوفهم يريدها مواجهة كسر عظم سياسية، شعارها تعطيل رئاسة أوباما ولغاية نهايتها، من خلال عدم تسهيل الكونغرس لبرامجها وسياساتها، بل عرقلتها كلياً إذا أمكن. لكن الجناح الجمهوري التقليدي الممسك بزمام القيادة، يحذر من مثل هذا التوجه المغامر، لما ينطوي عليه من مردودات عكسية، ويدعو إلى العمل بقاعدة الاستنساب في التعامل مع أجندة الرئيس، وبما يكفل تقزيمها، وفي كل الحالات مشاركته فيها.&تباين كشف عن تفسخ وضعف تماسك، يمكن للرئيس توظيفه إلى جانب ورقته الاقتصادية القوية. أرقام الفصل الأخير من العام الجاري، تؤشر إلى المزيد من التحسن في العام القادم، إلاّ إذا استفحل التردي الاقتصادي الدولي وتعمقت أزمته.&وبكل حال، فإن العلاقة المرتقبة بين الكونغرس والبيت الأبيض، ستبقى محكومة أكثر من أي وقت مضى بالحسابات السياسية الداخلية، وعلى رأسها انتخابات الرئاسة القادمة، التي يفتتح النصف الأول من حملتها، انتخابات التصفية الحزبية لاختيار المرشح الحزبي، هذا الصيف، وتبدأ رسمياً بعد سنة من اليوم.&فهي من النوع الفاصل في خطط الجمهوريين المتحفزين لاسترجاع البيت الأبيض بعد الكونغرس، لتغيير وجهة السياسات التي أرساها أوباما. وكذلك الأمر بالنسبة للديمقراطيين الذين لم يبق لهم غير الرئاسة، في وضع أميركي يتجه أكثر فأكثر نحو اليمين.&
ورقة قوية&بالرغم من ذلك، يمسك الديمقراطي بورقة قوية في هذه المعركة، فيما يعاني الجمهوريون من نقطتي ضعف: الانقسام وغياب النجم الرئاسي في صفوفهم. كل الطامحين لديهم، هم من الصف الثاني. أكثر من عشرة حتى الآن. من بينهم أعضاء في الكونغرس وحكام ولايات، ومنهم من سبق وجرّب وفشل.&الاستطلاعات الأخيرة، كشفت عن فقر رصيدهم لدى قواعد حزبهم الجمهوري. لذلك تحركت ماكينة الحزب وقيادته لدفع جاب بوش، شقيق الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، والابن الثاني لبوش الأول، إلى حلبة الترشيح. كان حاكم ولاية فلوريدا الهامة انتخابياً، ويحمل اسم عائلة سياسية، علّ ذلك يدفع به إلى مقدم المرشحين، وبما يحسم معركة الاختيار لصالحه.&يعرف مخططو الحزب أن الاسم ينطوي على مجازفة، بقدر ما يحمل من القبول. اسم بوش مرتبط بحربين. واحدة على الأقل كانت خاطئة ومكلفة ومكروهة من الأميركيين. لكن ليس في الساحة بديل. خاصة من وزن وزير الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، التي تتمتع بتأييد ديمقراطي عارم لو قررت خوض المعركة. وكل الإشارات تقول إنها على شفا القرار. فلا منافس لها في حزبها.&يتردد اسمان: نائب الرئيس جو بايدن والسناتور إليزابيث وارن. الأول أمامه حاجز العمر. والثانية بالرغم من لمعان حضورها في مجلس الشيوخ، إلا أنها غير معروفة شعبياً. ولذا، فالترشيح الديمقراطي شبه محسوم للوزيرة السابقة كلينتون، ما لم يبرز منافس مفاجئ ومقبول في وقت لاحق.&إذا كان من السابق لأوانه إطلاق التكهنات حول أصحاب الحظوظ في الترشيح، إلاّ أن المؤكد أن سيرة المعركة ستكون الطابع المميز للاهتمامات الأميركية في العام الجاري، إلى جانب الانشغال بسيناريوهات معارك الرئيس مع الكونغرس، وبما يدفع بالقضايا الخارجية عموماً إلى خانة إدارة الأزمات.