جريدة الجرائد

تحالف إسلامي للأمن الإنساني

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أحمد الغز

التحالف الإسلامي سيعيد الأمن والاستقرار إلى البشرية، كما سيعيد المسلمون للإنسانية أمنها وسلامها، بعد أن خذلها مجلس الأمن وحق النقض الذي استخدم بعشوائية مدمرة ضد الشعوب المقهورة

&


دخلت النزاعات في المنطقة مرحلة جديدة، بدءا من الأزمة الليبية التي شهدت لها في روما الأسبوع الماضي اجتماعات رفيعة، حددت جدولا زمنيا لإنجاز التسوية في ليبيا، مع التأكيد على خطر الإرهاب الذي بات يسيطر على مناطق نفطية ومهمة في الأراضي الليبية، واعتبار التسوية التي وقعت في الصخيرات مرحلة تمهيدية لتكوين مرحلة انتقالية يكون هدفها إعادة الاعتبار للدولة الليبية ومحاربة الإرهاب.


الأمر عينه بالنسبة للأزمة اليمنية، وإعلان وقف إطلاق النار، وذهاب أطراف النزاع إلى جنيف تحت سقف القرار الدولي 2216.


ورغم محاولات إيران والحوثيين استخدام المهارات السلبية في جعل المفاوضات طويلة ودون جدوى؛ إلا أن ذلك سينعكس على إيران وحلفائها، لأن التطورات في المنطقة تسير نحو مواجهات أعظم.


وقد يكون بعض من في إيران يحاول أن يجد لنفسه مكانا في التحالفات الكبرى التي تتحضر في المنطقة لمرحلة ما بعد النزاعات. كل ذلك لا ينفي أن اليمن أيضا ذهب إلى المفاوضات، وأن كل من لا يريد أن يقتنص الفرصة سيكون هدفا للحرب القادمة على الإرهاب التي تعتبر كل سلاح خارج الدولة الوطنية هو سلاح إرهابي.


بالأمس، كان يوم سورية في نيويورك، وبدعوة خاصة من الولايات المتحدة الأميركية التي أدركت أخيرا أن الميدان السوري هو مولد كل الأزمات في العالم، وأن التراخي في ذلك النزاع تسبّب في انهيار النظام الأمني العالمي.
وهذا ما شهدناه في باريس ولوس أنجلوس وغير مكان من العالم، إذ أصبحت سورية مصدرا للإرهاب بكل الاتجاهات، وذلك بسبب مغامرة الحرس الإيراني في اللعب باستقرار سورية والعراق.


جاء إعلان "داعش" عن دولتها من العراق بمثابة انهيار لمنظومة وهمية إيرانية- عراقية بقيادة المالكي، والتي تداعت خلال ساعات بعد سنوات من الادعاء وهدر المليارات على الجيوش والسلاح، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة الأميركية. إن سقوط العراق في يد داعش يشبه أزمة الأوراق المالية في الولايات المتحدة الأميركية عام 2008.


سيكون لاجتماعات نيويورك حول سورية ما بعدها، فلقد مُهِّد لها باجتماع المعارضة السورية في الرياض، إضافة إلى الاجتماعات الدولية، منها اجتماع أصدقاء سورية، لأن الغاية من الدعوة إلى نيويورك هو الحديث عن قرار أُممي يحدد المرحلة الانتقالية في سورية بشكل ملزم ودون اعتراض من أحد. والمعروف أن الولايات المتحدة الأميركية ترأس مجلس الأمن هذا الشهر.


وقد استبقت الولايات المتحدة الأميركية هذه الدعوة بجملة من المواقف، كان أولها ما أعلنه جون كيري بعد أحداث لوس أنجلوس الأخيرة، من أن غارات الطيران لا يمكن أن تحقق الهدف المنشود، وأنه لا بد من عملية برية في سورية والعراق، وربما في أماكن أخرى للقضاء على "داعش" والإرهاب.


وكذلك ذهاب الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مبنى البنتاجون للاجتماع مع القيادة العسكرية الأميركية.


فهذا التدبير، بحسب العرف الأميركي، يعني تغييرا في الإستراتيجية العسكرية، لأن العادة جرت أن يأتي البنتاجون إلى البيت الأبيض، وعندما يذهب الرئيس إلى البنتاجون، فهذا يعني تدبيرا حربيا جديدا، بعد سنوات من إستراتيجية الانكفاء الأميركية، أو ما عُرف بالقيادة من الخلف.


وكان التردد الأميركي في معاقبة النظام السوري بعد استخدام السلاح الكيماوي بمثابة كارثة أمنية عالمية على أميركا وباقي دول العالم، خصوصا أن الرئيس أوباما كان قد أعلن أكثر من مرة أن استخدام الكيماوي في النزاع خط أحمر. واليوم تشعر الولايات المتحدة الأميركية أن سياستها الانكفائية قوّضت كل أسباب الأمن العالمي، فأرادت من رئاستها لمجلس الأمن في الشهر الحالي أن تكون بمثابة وضع حد للنزاعات الصغرى وإطلاق تحالف كبير لمحاربة الإرهاب، مما يعني حربا عالمية جديدة ضد الإرهاب.


يتزامن ذلك مع إعلان الرياض عن تحالف الدول الإسلامية لمحاربة الإرهاب. وهذا الإعلان يقول بوضوح، إن زمن النزاعات الصغرى انتهى، وإننا ذاهبون إلى حرب كبرى على الإرهاب، تتقدمها الدول الإسلامية بقيادة السعودية.


وبذلك، نكون أمام تغيير جذري لصورة المسلمين في العالم، إذ إن هذا التحالف هو ما سيعيد الأمن والاستقرار إلى البشرية.


كما سيعيد المسلمون للإنسانية أمنها وسلامها، بعد أن خذلها مجلس الأمن وحق النقض الذي استخدم بعشوائية مدمّرة ضد الشعوب المقهورة، وكان دائما في صف الظالمين حتى باتت الفوضى إستراتيجية معلنة للدول الكبرى، مما أدى إلى انهيار النظام الأمني العالمي، وظهور موجات العنف كثقافة جديدة تهدد كل البشرية دون تمييز.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف