جريدة الجرائد

الخليج والمتغيرات في اليمن

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&شملان يوسف العيسى

المتغيرات السريعة في المنطقة العربية تتطلب من دول الخليج اعادة النظر في سياساتها الداخلية والخارجية لتخطي المخاطر التي تواجه هذه الدول ومن أهم التحديات التي تواجه دولنا الصعود السريع للنفوذ الايراني في المنطقة بعد سقوط اليمن في أحضان النفوذ الايراني بعد سقوط كل من سورية والعراق ولبنان تحت وصاية طهران.


السؤال، ما السياسات الخليجية المتوقعة تجاه التطورات المتسارعة في اليمن؟ وهل تملك دول الخليج رؤية مشتركة متفق عليها تجاه ما يحدث في اليمن؟ وأين تتفق دول الخليج مع ايران وتختلف عنها خصوصاً وأن هنالك دولا خليجية ترتبط بعلاقات وثيقة وخاصة مع ايران.هل باستطاعة دول الخليج اليوم تشكيل محور عربي فعال لاحتواء التمدد الايراني في المنطقة خصوصاً وأن ايران تستغل عامل الدين والمذهب ودعم الأقليات في المنطقة العربية لتعزيز موقعها مما خلق أزمة بين دول الخليج وايران.. لأن دول الخليج تعتبر تدخل ايران في شؤونها المحلية اختراقا لسيادة هذه الدول.


السياسة الايرانية في المنطقة متناقضة ومزدوجة ففي الوقت الذي يؤكد فيه الرئيس الايراني حسن روحاني سعيه الى خلق أجواء ايجابية وتحسين علاقته مع دول الجوار الخليجية نجده في نفس الوقت يهاجم السعودية والامارات لدعمهم لنظام صدام حسين في حربه ضد ايران.. ففي الوقت الذي يبعث ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة رسالة تهنئة للرئيس الايراني بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الايرانية عام 1979 يقوم مرشد الثورة الايرانية على خامئني باستقبال مجموعة من المعارضة البحرينية بارك فيها قوتهم وصمودهم!
دول الخليج العربية حاولت تحصين نفسها من امتداد النفوذ الايراني عن طريق عقد تحالفات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، من المفارقات الغربية ان الحليف الأمريكي لا يريد مواجهة ايران حالياً بل ان كل تركيزه منصب في محاربة تمدد الدولة الاسلامية (داعش) في المنطقة.. الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع وفد أمريكي كبير لتقديم العزاء للقيادة السعودية شملت مباحثات سياسية تناولت عدة قضايا بينها الحرب على الارهاب والتطورات الأخيرة في اليمن.
علينا ان نفهم في الخليج أن الموقف الأمريكي تجاه ايران يعود الى تغير في هيكل مصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية وسعيها لاقتناص البدائل التي يتبعها التوافق مع ايران وخفض عبء المواجهة معها أكثر مما يعكس انتصاراً لأي طرف من الطرفين في الصراع الممتد بينهما.. اهتمامات الولايات المتحدة في المنطقة انحصرت في أمن اسرائيل بعد ان تخلت الولايات المتحدة عن سياسة ادارة التغيير في المنطقة وتم خفض التورط الأمريكي في المنطقة.
مطلوب من دول الخليج العربية تقوية الجبهة الداخلية باتباع نهج اصلاحي يركز على مفهوم المواطنة لتقريب شعوب المنطقة لحكامهم وأبعاد كل المحاولات الخارجية للتمدد في بلداننا.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف