جريدة الجرائد

خفايا رسالة أوباما إلى اللبنانيين

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
راجح الخوري&الرسالة القوية جداً التي بعث بها جون كيري ووزعتها السفارة الأميركية في بيروت في مناسبة الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، تضمنت تنويهاً بدور الحريري في إعادة بناء لبنان وهو ما جعل العواصم الغربية تطلق عليه لقب "Mr.lebanon"، وتأكيداً لدعم واشنطن المحكمة الدولية وتمسكها بتحقيق العدالة.&تقول رسالة كيري: "بالنيابة عن الرئيس باراك اوباما أعلن ان التزام اميركا تجاه لبنان لا يزال قوياً كما كان"، وان واشنطن مستمرة في دعم سيادته وتأييد "إعلان بعبدا"، وتلفت الى ان الأشد خطراً على لبنان هو تصاعد العنف في المنطقة، ولهذا تتعهد اميركا دعم القوات الشرعية اللبنانية لمواجهة هذا التحدي!&أهم ما في هذه الرسالة ما لم ولن يقرأه البعض فيهاـ ويا للأسف، وما لم ولن يتنبه له الكثيرون من أهل المسؤولية والسياسة، مع انها تنطوي على مؤشرات عميقة وحوافز صارخة، ولكننا في بلد الطرشان والعميان والحمد لله رب العالمين.&لقد تعمّدت ان أسأل السفارة الأميركية في بيروت: لماذا وزّعتم أنتم الرسالة ولم توجه الى اي جهة رسمية في لبنان، وجاءني الجواب فصيحاً على اقتضابه: هذه رسالة الرئيس الأميركي الى الشعب اللبناني!&جيد ان يكون الشعب اللبناني في حساب واشنطن وسيىء ان تغيب الدولة من حسابها، فعندما يقول كيري انه وجّه الرسالة بالنيابة عن اوباما، يكون من المفهوم لأننا بلا رئيس للجمهورية، ولهذا تأتي نصيحته الى القادة اللبنانيين الطرشان عبر دعوتهم الى عدم التطلع الى الخارج وحلّ مسألة انتخاب الرئيس بأنفسهم، والى ان يتنبّهوا الى التآكل المتزايد في مؤسسات الدولة!&إذاً، بسبب هذا التآكل تمّ توجيه الرسالة مباشرة الى الشعب اللبناني، ولكن أولم يكن من الممكن مثلاً توجيهها الى الحكومة او الى مجلس النواب او الى وزارة الخارجية، لكي تعمّم على الشعب عبر مؤسسة رسمية؟&هذا السؤال ليس موجهاً لا الى السفارة الاميركية ولا الى المستر كيري، بل الى بعض اللبنانيين الذين يعطّلون انتخاب الرئيس ويدفعون بلبنان اكثر فأكثر نحو التآكل نعم التآكل، فلم تبالغ رسالة اوباما في قولها إن "تآكل الدولة ظاهر بقوة" هكذا بالحرف!الشيء الوحيد الذي سيقرأه البعض وينخرط طبعاً في حفلة من التهجّم على اميركا، هو تلك الفقرة التي تقول ان القوى الشرعية وحدها مخوّلة حماية لبنان من العنف الداخلي والخارجي، وان "لا تبرير لبقاء السلاح في يد ميليشيا او مجموعة ارهابية لا تستجيب لشعب لبنان بل لدمشق وطهران".&وما سيتعامى البعض عن قراءته في الرسالة أيضاً هو تعمّد اوباما الربط بين ذكرى اغتيال الحريري ولبنان الذي يتمّ اغتياله بالتقسيط ... مفهوم ؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف