جريدة الجرائد

لماذا خفّف نصرالله لهجته؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حسان حيدر&منذ تدخله في الحرب السورية الى جانب نظام بشار الاسد، اعتمد &"حزب الله&" لغة تحدّ لكل الذين عارضوا تورطه في النزاع وتوريطه لبنان، واعتمد أمينه العام في خطاباته لهجة تحريضية عالية لتأجيج المشاعر في بيئته الحاضنة (طائفته) وبعض لفيفها، اولاً لإزالة أي لبس حول التزامه القرار الايراني بالتدخل دفاعاً عن الحليف السوري، وثانياً لإقناع المترددين من حوله بصواب ما يقوم به، وثالثاً لإسكات تساؤلات أهالي القتلى والجرحى عن جدوى خسائرهم.&لكن خطاب نصرالله الاخير، انتقل من لغة التحدي الى ما يشبه المسايرة، وبدلاً من شعارات التجييش الحماسية، حاول بهدوء اقناع معارضيه بـ &"عقلانية&" ذهابه الى الحرب في سورية، معللاً ذلك باستحالة فصل لبنان عن التأثر بما يجري في محيطه. وبعدما كان دعا في السابق اللبنانيين المعترضين على سياساته الى ملاقاته في سورية ومقاتلته هناك، قال لهم في خطابه الاخير: تعالوا نواجه معاً خطر &"الارهاب&" ونقاتل معاً &"التكفيريين&" على الاراضي السورية والعراقية وغيرها. حتى انه استحضر البعد العربي لهؤلاء عندما قال ان هدف داعش &"مكة والمدينة وليس القدس&"، كأنه يدعو دول الخليج الى شراكة في الحرب على &"داعش&" بعدما كان يحمل عليها بعنف ويتهمها بتغطية جماعات التطرف بالمال والسلاح.&فهل هذا مجرد تغيير في اللهجة أم تبدل في المعطيات الميدانية؟ وهل الكلام الهادئ يعني تعديلاً في الحسابات ام انه مجرد مناورة سياسية؟ ولماذا قد ترغب ايران التي يفترض انها تقترب من انجاز &"صفقة تاريخية&" مع الولايات المتحدة في التهدئة؟ وهل حققت طهران انتصارات في &"الساحات&" المتعددة المفتوحة التي تغوص فيها أم ان الواقع مختلف عما تحاول الإيحاء به؟&ففي سورية، وعلى رغم الهجوم الواسع الذي يقوده الحزب و&"الحرس الثوري&" الايراني بمشاركة جيش النظام السوري وطيرانه على جبهة القنيطرة &- درعا، إلا ان الانباء عن سير المعارك هناك لا تفيد بأن المهاجمين يحققون تقدماً ذا شأن وبأن المعارضة تتراجع، بل ان حجم الخسائر التي مني بها &"التحالف الايراني&" (مصادر &"الجيش السوري الحر&" تتحدث عن مئات القتلى) يؤكد ان المعركة مكلفة جداً وانها ستطول ولن تنتهي على الارجح بما يأمل المخططون لها.&ثم ان هذه المواجهة تندرج في اطار ابرام اتفاق مع الاميركيين حول دور ايران والحزب في ضمان أمن حدود اسرائيل، بدلاً من النظام السوري، ولهذا يبذل الطرفان كل قدرتهما للسيطرة على جبهة الجولان الى جانب جبهة الجنوب اللبناني، اي ان افق المعركة إيراني &- أميركي وليس سورياً.&وينسحب ذلك على لبنان، حيث يواجه &"حزب الله&" على رغم قوته العسكرية وتغلغله في المؤسسات العسكرية والامنية وسيطرته على القرار الحكومي، صعوبة في &"ابتلاع&" البلد كله، سببها التنوع السياسي الذي يجعل الإجماع مستحيلاً داخل كل طائفة وعلى المستوى الوطني، اضافة الى احتمال اقدام اسرائيل على عمل عسكري بهدف اضعاف الحزب قبل اي اتفاق اميركي - ايراني على دوره.&وفي العراق، حيث يوجه التحالف الدولي ضربات مؤلمة الى متطرفي &"داعش&"، لم يستطع الجيش العراقي الذي يعاد بناؤه وتسانده ميليشيات شيعية، اثبات قدرته على الارض، إذ مني بهزيمة جديدة امام التنظيم الذي احتل منطقة البغدادي القريبة من اكبر قاعدة عسكرية عراقية ينتشر فيها مدربون اميركيون.&اما في اليمن، البلد الذي يطلق العالم كله تحذيرات من وصوله الى شفير الحرب الاهلية، فالواقع اخطر من ذلك بكثير، لأن هناك عملياً أربع حروب تدور على ارضه، اولها بين &"الحوثيين&" (الشيعة) التابعين لإيران و&"الاخوان المسلمين&" (السنّة)، وثانيها بين الشمال والجنوب الذي يتحفز للانفصال، وثالثها بين تنظيم &"القاعدة&" من جهة والجيشين اليمني والاميركي (غارات الطائرات المسيّرة) من جهة ثانية، والحرب الاخيرة تنخرط فيها القبائل واحزابها ضد فكرة الدولة تجسيداً لعداء تاريخي بينها.&ولعل عجز ايران عن ضبط &"الساحات&" وفرض الاستقرار فيها، والكلفة المالية العالية التي يتطلبها دعم التابعين والحلفاء وحروبهم، يدفع طهران، وبالتالي &"حزب الله&"، الى اعادة النظر في التكتيكات واعتماد المناورة والالتفاف وتهدئة الخطاب، لكن من دون تغيير الاهداف، بانتظار تبلور مستقبل العلاقة مع الاميركيين في غضون أسابيع أو أشهر.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من حلب الى درعا
سالم -

تتوالى الهزائم لمرتزقة ايران على امتداد الاراضي السورية ومن حلب شمالا الى درعا جنوبا. تفاجأت ايران واذيالها ومطاياها في المنطقة بشراسة قتال شباب سوريا واستبسالهم في دفاعهم عن وطنهم ودينهم. لن تنطلي اكاذيب حسون واسياده في قم الايرانية على احد وسيتلقون الرد على هذه الاكاذيب في ساحات القتال. بأبي انتم وامي يا اهل سوريا : لقد قارعتم ليس فقط نظاما لم يشهد التاريخ مثل بطشه وشراسته بل تقارعون دولا كبرى مثل روسيا وايران الدولة المارقة في المنطقة وراس محور الشر في العالم.لقد اذهلتم العالم ايها السوريون بصبركم وجلدكم وبربي هذه هي صفات المؤمنين الذين سينصرهم الله في نهاية المطاف. ستعود سوريا قلعة للعروبة والاسلام وستلفظ والى البلد الثوب الفارسي الذي حاول البعض الباسها اياه.

حلف الصاد وغلّة الحصاد
عبدالله العثامنه -

خطابه الأخير كان اذكى خطاب له منذ بدأ مسلسل الخطابات " التي كانت عباره عن جلسات تنظيميه مفتوحه لشيعة البحرين والقطيف والعراق والمتشيعين الجدد في اليمن ولبنان وغيرهم" أقول أذكى خطاب لأنه كان لأول مره كان عباره عن جلسه تنظيميه مفتوحه لأهل السنّه لذا اسميه "خطاب غلّة الحصاد" وسبب اعتقاده بأنه غلّة الحصاد يتلخص في أن الحلف الصهيو صفوي استطاع ببراعة عاليه جر الدول العربيه للدفاع عن نظام العراق ونظام الأسد وعن مصالح ايران وهذا صحيح ومؤلم وواقعي والدول التي حاولت التوقف عن قصف داعش (خذ الامارات مثلا اوقفت قصف طائراتها في كوباني فقام الحلف الصهيو صفوي الصليبي "حلف الصاد" على الفور بافتعال حادثة اطلاق النار على الطائره الأماراتيه في مطار بغداد وحرقوا بنك دبي الأمارات الوطني في القاهره واخترقوا مؤسسات اعلاميه اماراتيه بأسم داعش ) ففهمت الأمارات الرساله وعادت طائراتها للقصف من جديد !! 1-قتل الأقباط في ليبيا جاء على هوى السيسي ليشمّر عن ساعديه ويقوم بالمهمه المقدسه الموكولة اليه 2-اسقاط طائرة الكساسبه جرف الأردن للتغطيه على جرائم بشار 3- انتصارات قرامطة اليمن الحوثيين اشعر ايران بأنها امبراطوريه 4-رعب قادة البحرين"الخطاب زادهم رعبا على رعبهم" 5- مفاصل الدوله اللبنانيه منهكه من روماتيزم الولي الفقيه الذي حجب عنها الدواء 6-القضاء على ثورة العشائر العراقيه في مهدها بفيلم داعش المتنقّل...7-والنتيجه حرب عالميه على أهل السنه بحجة محاربة الأرهاب وبعد كل هذا لا تريد له أن يلقي خطاب غلة الحصاد !!.

لاح الفجر لذي عينين
صادق -

بوادر النصر اصبحت واضحه للعيان في كل المواقع ولاتحتاح لكثير من البحث والتقصي وتخفيف اللهجه دليل قوه وليس ضعف ففي لبنان ارسل سماحته غزل للحريري العائد من مطار بيروت وليس دمشق كماكان يصرح ويتمنى حيث ضعف موقفه نتيحة ضعف الموقف السعودي في دعمه وتراجع الملف اللبناني عندالسعوديه وتقدم داعش في حواضنه في لبنان موقف المستقبل يشبه حالة السياسيين السنه في العراق فالشيعه امامهم وداعش خلفهم وكذلك المعارضه السوريه داعش اضعف موقف الحكومات والسنه عموما فاما يلتحقوا بالركب الشيعي واما يتدعوشوا وحتى الغرب عليه ان يختار فمساحة اللعب تضيق والمنطقه الرماديه تنحسر وكما يقول اخواننا المصريين يبيض يسود

خفف لهجته لأنه عرف ورطته
عمار -

خفف لهجته لأنه عرف ورطته ، وبان للعالم سوءته ، نصيحة للمختبئ في الضاحية أن يغير إسم الحزب إلى "حزب الإيرانيين المستعربين" لأن التمسح بإسم الله لم يعد يفيده.