جريدة الجرائد

إنها الفتنة يا أهل العراق

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سلمان الدوسري

تخيلوا المشهد: ميليشيات سنية تدعمها الحكومة العراقية والولايات المتحدة ودول الخليج العربية، تحارب إرهاب الجماعات الشيعية، ماذا ستكون النتيجة؟ بالتأكيد لن نحتاج لبراعة لاكتشاف النهاية المأساوية، ستكون كارثية بلا شك؛ سنرى مجازر وانفلاتا أمنيا وتصفيات جماعية وطائفية تستعر. هذا بالضبط ما يحدث في العراق حاليا، لكن مع تغيير اللاعبين. ميليشيات شيعية، أو ما يسمى بالحشد الشعبي، تمدها حكومة بلادها بالسلاح والعتاد، وتدعمها الولايات المتحدة، وطبعا إيران التي تفاخر بأن بغداد أضحت عاصمة لإمبراطوريتها، هذه الميليشيا تحارب إرهاب &"داعش&" في المناطق السنية العراقية. هل نتخيل هذه الميليشيا إلا وتقوم بأعمال مروعة لمن ستزعم أنهم من الإرهابيين؟ كيف يمكن للميليشيا أن تتصرف بمفهوم الجيش النظامي، بينما آيديولوجيتها مع الطائفة وليس الدولة؟ في النهاية ستكون الغلبة للطائفة وليس للدولة.


الطائفية البغيضة في منطقتنا لم تكن يوما في أوجها كما هي الآن. إذا أرسلنا ميليشيا سنية لـ&"محاربة&" إرهاب الجماعات الشيعية المتطرفة ستكون النتيجة ذاتها إذا أرسلنا ميليشيا شيعية لـ&"محاربة&" إرهاب الجماعات السنية المتطرفة. أما أن تتخلى الدولة عن دورها وتنيب بدلا منها الميليشيات التي دائما لا تعرف لغة القانون، فلن تترك إلا خرابا ولن تخلف إلا دمارا، وحزب الله في سوريا خير شاهد. فكرة الميليشيات في أساسها، مهما تجملت ووصفت بعبارات شعبوية، فكرة تنم عن ضعف الدول، فإذا سُلحت وتحالفت مع جهات رسمية أصبحت خطرا عظيما، فإن صار تكوينها من طائفة بعينها، وكان عدوها اللدود طائفة أخرى، تحولت إلى دولة داخل الدولة، بل تفوقها قوة وشعبية، فهل نستغرب إن شهدنا عمليات انتقام جماعية لأبرياء بزعم أنهم إرهابيون، أو على الأقل متعاونون معهم، وهو نفس ما يفعله &"داعش&" حاليا مع كل من لا ينتمي إليها.


لم يكن موفقا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وهو يرمي مزيدا من الحطب على النار المشتعلة ويتهم أهالي الموصل، ذات الأغلبية السنية، بالتراخي في محاربة &"داعش&"، ولم يكتفِ الصدر بذلك، بل دعا ميليشيا &"سرايا السلام&" التابعة له، لأن تكون على أهبة الاستعداد للمشاركة في عملية تحرير الموصل. نحن هنا أمام عملية تحريض كبرى ضد أبناء الموصل بأنهم متواطئون مع الجماعات الإرهابية، وحشد الميليشيا الشيعية لأن تكون هي البطل الذي سيحررهم من بطش الإرهاب. يقول نائب رئيس الوزراء العراقي أسامة النجيفي في تصريحات لـ&"الشرق الأوسط&" إن &"هناك 50 ألف ضابط من أهالي الموصل على أهبة الاستعداد للمشاركة في معركة تحرير الموصل، لكن لا توجد أسلحة يقاتلون بها&".


تصوروا دولة يغيب جيشها عن المشهد بالكامل، ثم تجد الحل بتسليح طرف ضد طرف وتطلق له عنان القتال، فيما قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني، يتباهى بأن جنوده رأس الحربة في محاربة الجماعات الإرهابية.
بُعيد الغزو الأميركي للعراق وما شهدته الساحة من فراغ للدولة وبداية تغلغل لإيران، ارتفعت الأصوات بضرورة تدخل السعودية لحماية السنة من الانفلات الأمني آنذاك، إلا أن الرياض استمرت في لعب دورها المعتاد لجمع كلمة العراقيين تحت مظلة الدولة لا الطائفة. الآن تقوم طهران، برعاية أميركية وموافقة رسمية عراقية، باستغلال المرحلة التي نتجت من إرهاب &"داعش&"، لترسل جنودها والميليشيات المحسوبة عليها لـ&"تطهير&" المناطق السنية من الإرهاب السني، بأيدي من؟ بأيدي ميليشيا شيعية!
عانى السنة في العراق طويلا من صدام حسين المحسوب ظلما عليهم، ثم عانوا من الجماعات الإرهابية التي تقاتل باسمهم، بينما هي تسيء إليهم، وها هم يعانون أيضا من منعهم من المشاركة في تحرير مدينتهم، ووصمهم بـ&"الدواعش&"، في حين أن الميليشيا الطائفية تراقبهم وتنتظر لحظة الانقضاض عليهم.


سيكون الجميع مشاركا ومسؤولا عن هذه الفتنة عندما تنتشر وتستعر. إذا تركت الساحة للميليشيات الطائفية، فقل على العراق وأهله السلام. عندما تحضر الفتنة لا يكون فيها منتصر، بل الكل خاسرون، فأي فتنة طائفية مقبل عليها أيها العراق؟!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Sunni Arabs
Hussain Ali -

Many times i read Arab writers claim that Sunni suffered too under Saddam Hussein. a claim that is absolutely false. The Sunni Arabs were the rulers and were the long hand of Saddam Hussein. desert towns of Rumady and what is called now Salah al deen became industrial were Saddam build its military industry in. Poor Sunni tribes that were camel herders became rich with powerful. The Sunni Arabs were the officers and generals in the military while the rest of the country were solders thrown into Iraq-Iran war, Sunni Arabs were the Mikhabarat and Fidaei Saddam that was killing Iraqis by thousands and today kill Iraqis as ISIS. No Sunni Arabs were not victims under Saddam. they were the gods that ruled for 40 years. Finally the Iraqi army and the people of Iraq started to win the war against ISIS and now we see the Arab writers cry for ISIS. Iran is better than all the Arab countries for Iraq. Iran helps Iraq to defeat and evil organization while Arabs as a government and population support ISIS and provide ISIS militarily and logistically. So we in Iraq thank Iran for all the help they provided.

شكرا سلمان
عراقي -

الكثير من الاخوة الكتاب العرب يكتبون المقالات حبا بالعراق وحرصا عليه ونحن نشكرهم على ذلك. في الحقيقة لم يعد للعراق الكثير من الخيارات , امريكا كانت تحرص على ان يكون الجيش العراقي ضعيفا وهي لا تمتلك اي استراتيجيه واضحه. لكن ما الحل اذا لم يكن الحشد الشعبي؟ اولا التقارير التي تتحدث عن انتقام هي تقارير مبالغ بها, كل الذي رأيته هي اشتعال عدة منازل عشوائيه كانت داعش تستخدمها . الشيعة العراقيون متسامحون لهذا لم يبيدوا سكان المنطقة التي تم اعدام 1700 عراقي فيها. اما السنة فهم غير قادرين على تحرير شارع لانهم مقسمين بين من هو فرح بداعش ( السياسيين بالاخص) وبين المهاجرين والمهجرين حتى ضاقت بهم تركيا وعمان ودبي و اربيل, اما من لا يملك ما يكفي من المال فقد ظل تحت رحمة داعش . على السنة ان يتعلموا الدرس جيدا , يجب ان يتوقفوا عن دعم واحتضان الجماعات المسلحة. العمليه السياسية مفتوحه في العراق و الانتخابات موجوده وان استمر السنة على هذا الطريق سيكونوا مثل المسيحين, نحن كشيعة لا نريد ان نهين اي شخص من اخوتنا من ابناء السنة الذين لطالما تعايشنا معهم بموده واحترام متبادل لكننا لن نسكت على حملات الابادة التي نتعرض لها كل يوم ويجب ان ضع حدا لداعش ومن لف لفها. الشيعة يملكون الرجال والدعم اللجوستي والعقائدي وقياده روحية موحدة , لهذا لن يصمد امامهم طويلا لا داعش ولا غيره و عمليات ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر خير دليل على ذلك.