أخيراً.. سينما في الرياض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رجا ساير المطيري
يأتي إعلان جمعية المنتجين السعوديين عن تأسيس لجنة مختصة بالسينما تأكيدا على أن الجهات المعنية بالفنون في المملكة &-ومن بينها الجمعية- بدأت تأخذ صناعة السينما على محمل الجد خاصة بعدما رأت الأعداد الكبيرة للمخرجين السعوديين المبدعين الذين شاركوا في مهرجان "أفلام السعودية" في مدينة الدمام.
تقول الجمعية إن مهمة اللجنة الجديدة ستكون بالدرجة الأولى توفير مظلة رسمية للسينمائيين الشباب المتواجدين في الرياض تسمح لهم بتبادل الخبرات والتجارب، وتمنحهم فرصة عرض أفلامهم والاستفادة من النقد الذي يأتيهم من الجمهور الذي سيحضر العروض. وهذه أهداف مشروعة للسينمائيين الشباب، وحقٌ لهم، كنا نطالب به منذ سنوات، أسوة بما يتوفر لزملائهم في بقية الفنون الأخرى، قصة وشعر ومسرح، والذين يمتلكون منصات رسمية لبث إبداعهم على الجمهور العريض.
السينما السعودية لم تعد مجرد نظرية يلوكها شباب مترف منعزل عن هموم مجتمعه، كما يدعي المعارضون لها، بل هي واقع حقيقي تؤكده الأرقام المتزايدة للمخرجين الشباب، وللطلبة الذين يدرسون أساسيات الفن السينمائي في الخارج، في أمريكا وألمانيا وكندا، وأيضاً الأفلام السعودية التي شاركت ولا تزال في المهرجانات الدولية، مثل "وجدة" هيفاء المنصور، إلى جانب تزايد الحضور السعودي الفعّال في عاصمة السينما الأمريكية هوليوود سواء عبر بوابة الإنتاج &-محمد التركي مثالاً- أو بالدراسة الأكاديمية والتطبيقية -حيث يتواجد الآن في معهد نيويورك للسينما أكثر من 100 طالب سعودي-.
أرقامٌ تقول إن الشباب السعودي يتنفس لغة الصورة ويتشربها في كل تفاصيل حياته، ويكافح من أجل إتقانها رغم كل المعوقات التي تعترض طريقه، والتي من أهمها عدم الاعتراف به من الجهات المعنية بالفنون في المملكة. لكن هذا الواقع بدأ يتغير في الفترة الأخيرة، وبدأ المجال السينمائي الوليد يجد مكاناً ضمن أجندة جمعية الثقافة والفنون وجمعية المنتجين السعوديين، وما اللجنة السينمائية الجديدة التي أعلن عن تأسيسها في الرياض مساء أول أمس الاربعاء إلا إشارة مهمة في هذا الاتجاه.
وما نأمله هو أن تكون اللجنة الجديدة منصة حقيقية وفعّالة لدعم صناعة السينما المحلية، وأن يكون لديها برنامج واضح بأهداف واقعية تخدم السينمائيين، وتراعي قيم المجتمع، والمهم أن لا تكتفي بإقامة الدورات التدريبية التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا تتجاهل أهم أدوارها على الإطلاق ألا وهو توفير منصة عرض للأفلام السعودية تجعل المبدع الشاب حاضراً أمام جمهوره العريض في مدينة الرياض.
&