جريدة الجرائد

الجيش العربي في اليمن

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&مطلق بن سعود المطيري


قد لا يكون أمام الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور من الفرص للحل السياسي الا القليل أو لا تكاد ان تكون موجودة، كما ان المواجهة العسكرية مع مليشيات التمرد الحوثي لن تكون الا إيذانا بحرب اهلية تأكل الاخضر واليابس، فالوضع قد تعدى خط الخطر ودخل مرحلة علاج الخطر بخطر مضاد، فهذا الخيار الذي وضعته جماعة الحوثي ومرتزقة صالح امام كل من اراد ان يختبر الارادة السياسية الشرعية في انتاج حل سياسي يحافظ على ما تبقى من نظام الدولة واحترامها فشل ولم يعد الحل السياسي خيارا ممكنا، فالحوثي يقود المعركة في اليمن تحت قناعة أكون أو لا أكون.

الرئيس اليمني مطالب شرعيا وشعبيا على ايجاد حل يجنب الشعب اليمني الدخول بحرب اهلية، فما هي اذن الخيارات المتاحة امامه ؟

اول هذه الحلول ان يبتعد عن الحلول الدولية المخدرة التي ساهمت بشكل غير مباشر في تسليم البلد للقوات المتمردة، وثانيها ان يرفع مذكرة للجامعة العربية يطلب بها النجدة وفقا لميثاقها التأسيسي، ويؤكد على المطالبة بعقد قمة عربية طارئة لبحث الاوضاع في بلاده وطرح خيارات الحلول ومن بينها التدخل العسكري العربي لحماية الشرعية السياسية والشعب، والجامعة العربية وفقا لميثاقها مطالبة بقبول هذه المذكرة والتعامل معها بإيجابية.

الشرعية في اليمن تؤكد ان ما تتعرض له بلادها هو غزو خارجي بأدوات داخلية، وعليها ان يثبت هذا بالدليل الدامغ، وإن ثبت لا يكون امام الدول العربية الا التحرك السريع لنجدة اليمن وانقاذه من الحرب غير المتكافئة التي فرضت عليه، ايران تدخلت في سورية عسكريا تحت ذريعة حماية النظام من الارهاب، وبشار استعان بمليشيات حزب الله لحمايته، تحت مرآى العالم، فالوضع في اليمن اكثر خطورة واكثر شرعية من نظام الاسد للتدخل العسكري العربي، وقرار التدخل محميّ بالارادة السياسية للدول الاعضاء، واي تخاذل في هذا الطلب سينهي ما تبقى من الارادة السياسية العربية التي توصف دائما بالضعيفة، ولكن لم يبق امام الضعيف الا الضعيف، فدعوة الرئيس المصري بتشكيل جيش عربي واحد جاءت الفرصة المناسبة في الزمان والحدث لتشكيل هذا الجيش المنقذ، ووضع الترتيبات الفنية لهذا الجيش اسهل بكثير من القرار السياسي لتشكيله.

اليمن دولة عربية وتساهم منذ اكثر من 70 عاما في اعمال الجامعة العربية المالية والسياسية والثقافية، واليوم جاء وقت حاجتها لمساهماتها السابقة وعلى العرب احترام تلك الحاجة والاسراع في تلبيتها، فهذه الفرصة ربما تكون الاخيرة امام الدول العربية للحفاظ على انتمائها القومي من التدخلات الخارجية، التدخل العسكري العربي في اليمن تدخل شرعي تحميه مواثيق الجامعة العربية، وارادة الشعوب العربية المتعطشة لتحقيق انتصار عربي على القوات الغازية وإرجاعها لحدودها السياسية الشرعية، فالشعب اليمني اليوم دمه وارضه وعرضه في ذمة الزعماء العرب.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف