جريدة الجرائد

الحوار مع قائد «النصرة»

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

الحوار الذي أجرته قناة &"الجزيرة&" مع قائد &"جبهة النصرة&" أبو محمد الجولاني، أثار جدلاً واسعاً في أوساط سياسية وصحافية. النقاش ليس في مبدأ إجراء الحوار أو عدم إجرائه. الحصول على حديث مع الجولاني يُعدّ سبقاً صحافياً كبيراً بكل المقاييس. القضية هي كيف أُجرِيَ الحوار؟ ما هي الصورة التي ظهر فيها الجولاني؟ هل قُدِّمَ كرئيس تنظيم إرهابي، أم كبطل يدافع عن حقوق السوريين، ويمثلها؟

&

الجولاني حاول طمأنة الأقليات، لكنه وصف كل الفصائل الإرهابية التي تقاتل، وتتقاتل على الأرض السورية بأنها تضم مسلمين، وإخوة، وأن ما بينه وبينها خلاف، وإن شئت اختلاف في الاجتهاد. وهو تحدَّث عن أهل الطوائف والمذاهب في سورية بلغة مذهبية موغلة في الإقصاء. اعتبر أن العلويين ليسوا من أهل الإسلام، وأشار إلى ثارات معهم، وتحدّث عن هدم القبور، وتصحيح عقائد الناس، انطلاقاً من رؤية سلفيّة ضيّقة، وهو أكّد أنه جاء لنشر دين الله عز وجل، معتبراً سورية بلداً فيه كفّار يجب هدايتهم أو قتالهم. لكنه كان &"كريماً&" مع المسيحيين، وقال إن النصارى الآن لا يقاتلون مع النظام، ولهذا لن نحاربهم، وسيُترك أمرهم إلى حين النصر، والنتيجة طبعاً ستكون إما الإسلام وإما الجزية. من تابع حوار الجولاني يشعر بأن ساعة الزمن عادت 1400 سنة.

&

الأهم أن الجولاني قال إن &"جيش الفتح&" جمع مبارك، وهو نتاج غرفة عمليات للتنسيق بين الفصائل، وأُقِرَّت تسميته بـ &"جيش الفتح&"، وقائم على مبدأ الشورى. وهو لمّح إلى أن &"جيش الفتح&" سيكون الصورة النهائية لهذا التحالف بين &"النصرة&"، و &"القاعدة&"، وبقية الفصائل.

&

نحن إذاً أمام نسخة جديدة للتنظيمات الإرهابية، باسم &"جيش الفتح&"، وهذا يعني أن القوى التي تدعم هذه الجماعات تريد أن تعاود إنتاج الإرهاب في شكل مختلف، بعيداً من صورة &"القاعدة&"، و &"جبهة النصرة&" التي نشأت كذراع لتنظيم &"القاعدة&" في الشام عام 2011، وخلق تنظيم جديد يمكن الحوار معه، ومدّه بالسلاح والتدريب، فضلاً عن أن الجولاني سعى إلى القول &"إننا نعمل في الشام فقط&". وربما كان المطلوب منه أن يتبرّأ من &"القاعدة&" لكنه لم ينجح، أو لم يستطع. حوار الجولاني كشف أن &"النصرة&"، بالتالي &"جيش الفتح&" هو الصورة المحسّنة من تنظيم &"القاعدة&"، وأن مسلسل الإرهاب في المنطقة سيكون مثل فيلم &"رامبو&"، له نسخ متعددة.

&

لا شك في أن حديث الجولاني إلى قناة &"الجزيرة&" مؤشّر إلى بداية مرحلة جديدة للتنظيمات الإسلامية الإرهابية في سورية، تُنذِر بحرب طويلة ومفزعة في هذا البلد.

&

الأكيد أن حوار الجولاني كان أشبه بحوار مع مرشحين للرئاسة. الرجل أعلن برنامجه الإرهابي لحكم سورية، ومن أهم بنوده الثأر، والجزية، وتصحيح عقائد الناس.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عودة ل 1400 سنة
عبدالله بن محسنة البحرين -

كبيرة يا داوود ما أعلم كيف تمر مرور الكرام هل أنت محق أم لم تقصد ما تقول كلام الجولاني يعيدك ل 1400 سنة للوراء كأنك تقول أن صدر الإسلام قام على الإرهاب والقتل والسحل مثلما يطبقه الجولاني وجيش الإسلام الطائفي ، نحتاج إلى وقفة وهذا المسلسل الطائفي الذي مر عليه قرون عديدة هل يأتي اليوم ويتوقف الإرهاب لا أعلم ربما نعم وربما لا ما دام هناك كهنوتيين يسيسون الدين على آرائهم ويستميتون لذلك أم يأخذون من الدين الأطايب والتسامح والحب والمودة والإصلاح بين الناس ويتفقون بأن الله رب العالمين جميعاً وهو من خلق البشر وأن لا يضع طائفي نفسه هو الله في الأرض يحكم على الناس ويقتله ويسحلهم وبدل أن يعمر الأرض يقوم على خرابها الوضع سيء يا داوود ....

حيرتونا
slamslem -

ابقيتم على النظام 4 سنوات بحجة مالبديل فما كان دعم حقيقى للمعارضه ولكن دعم صمود ملموس من تحت الطاوله للنظام ماديا ومعنويا بكتابات وكتاب مشككين دوما بكل شئ رغم انهم ليبراليين و براغماتيين ومعظمهم ميكافليين الا انها وصفه تناسبهم ولاتناسب غيرهم....... على كل خلينا نجرب وبعدين اذا ما عجبنا بهمتكم واقلامكم ماراح يستغرق تبديلهم سوى شهور وليس سنين اسوة بالانقلاب العظيم بمصر الذى جاء ببديل يناسب الشعب......اويناسبكم...رجاء ارحمونا من اقلامكم التى تعيشون بها فهى تكتب بما يدفع لها ولاتقل قناعات كاتبها...سوريا اقلياتها كانت ولازالت وستبقى لكن ان تستخدم اداة لك ولغيرك للتشكيك والسحق وتبرير التعطيل والظلم والتهجيروالتيتيم والترميل ...هذا خبث نعرفه...وانت وقعت به بالتلميح 1400سنه ونسيت ان هذه الامه من 1400 سنه قاتلت اعداء الخارج واعداء الداخل من الافكار الضاله وخرجت قويه من 1400سنه حتى الان ...فانت وامثالك والجولانى وامثاله من كان على خير اعماله تدل عليه وهى عند الله محموده واذا شر فقد علمنا ديننا من1400 سنه سوف ينسى بمزبلة التاريخ.

جريء
kamel -

تحية الى الكاتب داوود الشريان , أنا لا أدري كيف له أن يقول الحق وهو من سكان المملكة الداعمة للمعارضة السورية وجيش الفتح بالذات.

الى متى تتقاتلون
خليجي-لا ينافق -

.بصراحة -كل يوم يمر-يسقط ضحايا- سوريين اغلبهم من مواطنيهم يقتلونهم بأي حق يموتون -انها روح سلبت وتلاشت بالفضاء-ما هذا الذي يحصل-مأسي إنسانية---لمن يشتكي الضحية-ليس من حق أي احد قتله--من بعده الثكالى والايتام والام والاهل والأصدقاء الذين سيحزنون لأبد---.-متى يبعث اهل العقل والحكماءلا يوجد بلد مثل سوريا----.-التسامح الجمال-الطبيعة-الاكل-الهواء----عندي صديق استرالي يحب السفر -زار اوربا وكثير من الدولسألته عن افضل بلد زرته---قال سوريا -انها بلاد ممتازة بكل شيء---الان السوريين لأسباب سياسية او مؤامرات او اجنده دينية او فكر مشعوذ بدجل----دمرت سوريا مع الأسف----اللوم على السوريينانقذوا الشام---لابد من وجود حكماء-----اقولها واني صادق-انا حزين جدا بما يجري بسوريا--من قتل وسفكللدماء وتدمير---كيف يحصل هذا بالقرن ال 21-لبلد التاريخ والجمال والعبق الراسخ بترابها---- . . Adel Salem . . ...

الى الجزيرة
من قطري -

مع احترامي للدكتور فيصل القاسم---هل سمعت ما قاله الجولاني عن دولة الاسلام ووضع الاقلياتهل تتوقعون خير من الدجل والشعوذه الممزوجة بسفك الدماء---قولوا لي بلد به هؤلاء--اصبح بلد--- انها مأسي---من الاسلاميون المتشددون الهمج----الصومال-مصر-العراق-ليبيا-سوريا-اليمن-والخ------

نفط الخليج هزم العرب
ليبي -

يوم ملكت مصر القوة أعطت العرب الثقافة والتعليم والحنان والصدر الرحب وكذلك فعل العراق وسوريا وليبيا وأسألوا كم من شباب العرب درس وتعلم في القاهرة وبغداد ودمشق لكن كم من ذلك اليوم درس وتعلم في عواصم الخليج التي تستغل أموالها اليوم في هزيمة العرب وشرذمتهم بثياب أولها الطائفية. اللهم حفاظا على كراسي قروسطية.

ظُلْم ذوي القُربى
مقهور -

يبدو لي ان كاتب المقال أمريكي او إيراني وليس سعودي، فكيف يصف عصر الرسول والصحابه بالارهاب ؟ وكيف يُنكر على الجولاني قوله ان العلويين ليسوا بمسلمين ، ولو سأل اي مسلم جاهل عن عقيدة النصيرية لأ جابه والعبره ليست بوصفهم بل بكيفية معاملتهم ، نعم نختلف مع الجولاني في بعض الأفكار و يختلف هو مع الآخرين ، هل الاختلاف مُبرِر لوصفه بألارهابي هو ومن معه من المجاهدين الذين ينكرون على داعش افعالهم ، راجع نفسك يا أستاذ داوود ولا تردد كلام الآخرين ، المرحلة صعبه ودماء اخواننا السوريين غاليه ادفع بقلمك لخدمتهم ، فاليوم ليس لهم الا الله ثم جيش الفتح والمجاهدين الآخرين .