ما حقيقة علاقة عزيز بصدام؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الراشد&
&
هناك من كان يدعي أن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين كان مجرد أداة في يد الثعلب وزير خارجيته طارق عزيز، وهناك من أكد أن عزيز لم يكن سوى موظف في بلاط الرئيس المهيب، الذي كان يعاني من جنون العظمة، ويعامل وزراءه كالخدم.
أن يعمل شخص مثقف خريج أدب إنجليزي واسع الاطلاع مع ضابط بسيط الثقافة لنحو ربع قرن مليئة بالأحداث الخطيرة لغز محير. فقد اشتهر صدام بأنه واحد من أكثر القادة ارتكابا للأخطاء الغبية، ومعظمها في معالجة الشؤون الخارجية، فماذا كان دور طارق عزيز رفيقه في حزب البعث وصديق دربه ووزير خارجيته ونائب رئيس وزرائه؟
لقد مات طارق عزيز بعد محنة سجن رهيبة، رغم كثرة الوساطات، واقتناع العديد، بمن فيهم خصومه، بأنه بسبب عمره ومرضه يستحق الرأفة في نهايات عمره، لكن الأحقاد العراقية غلبت، وغادر الدنيا الرجل اللغز. يُقال إن عزيز تحدث طويلا في سجنه للمحققين الأميركيين، ونعتقد أن الكثير بحوزتهم عنه لم ينشر بعد قد يفك أحجية النظام الحديدي القديم، ويساعدنا على فهم التاريخ الحديث ليكون عظة للجميع وتوثيقا لتاريخنا. كما تحدث عزيز لاحقا للمحققين العراقيين من النظام الحالي، وكان من بينهم علي الدباغ المتحدث السابق للحكومة العراقية، ووثقت مقابلته تلفزيونيا، لكنها لم تكن تقدم تفاصيل جيدة حول ما حدث، فالسجين عزيز لم يبد في صحة تسمح له بالحديث بوضوح إثر جلطة أصيب بها في سجنه.
ومحبو الديكتاتور الراحل صدام دائما يجتهدون في البحث عن أعذار له، وكان من أكثرها ترديدا أنه غُرر به من قبل الولايات المتحدة لمهاجمة إيران، كما غررت به السفيرة الأميركية حينها أبريل غلاسبي لاحتلال الكويت. ويستطيع كل من درس تاريخه أن يعرف أن صدام كان زعيما أخرق، وحاكما متسلطا. لم يكن أحد مهما علا منصبه يجرؤ على أن يفتح فمه بكلمة تخالفه. وهذا ما يجعل دور الوزير عزيز غامضا، لأنه لم يتعرض إلى اتهامات، بخلاف رفاقه الذين راحوا في وجبات الإعدامات المتكررة، التي كان صدام ينهي بها حياة كبار موظفيه، وكذلك أقرب الناس إليه. فهل كان حذرا يُسمع رئيسه ما يرضيه ويوافق شعوره بالعظمة؟ أم أن صدام كان يستثني وزيره عزيز من شكوكه ويثق بولائه وحكمته، بدليل أنه كان يكلفه بمعظم القضايا الخطيرة؟
قرار صدام بخوض حرب مع إيران لا يمكن أن ينصح به أو يؤيده وزير خارجية يعرف خطورة تغيير خريطة الإقليم، ويدرك أن العراق ثلث سكان إيران، وأضعف منها عسكريا، وفوق هذا يدرك مخاطر التورط في نزاعات الحرب الباردة آنذاك. ثم يستحيل أن يجهل عزيز الخطوة الأكثر خطورة بإقدام صدام على غزو الكويت، الدولة الثالثة المصدرة للبترول في العالم، والمهددة لأمن منظومة دول الخليج التي تقع في إطار الحماية الغربية!
ظل أمره يحيرنا جميعا؛ فهو رجل مثقف، ومطلع، وطاف بمعظم دول العالم، ويعرف من الحقائق أكثر من رئيسه الجاهل صدام البسيط في تعليمه، الذي لم يعرف شيئا خارج العراق من شؤون العالم إلا الشقة التي سكنها في القاهرة. لغة الجسد كانت تناقض تصريحاته، عندما ألزمه صدام بارتداء البدلة العسكرية الزيتية، كان يظهر على التلفاز يحمل بين إصبعيه دائما سيجار &"كوهيبا&" الكوبي الفاخر، ثمنه خمسة عشر دولارا، وفي الوقت نفسه يتحدث عن معاناة الشعب العراقي من الحصار الاقتصادي. لم يكن خطاب عزيز مقنعا، رغم أنه مفوه.
ولأن عزيز رحل، وليس لنا أن نعرف كل الحقيقة، ما لم تظهر وثائق تكشفها لاحقا، أظن أنه كان الخروف الأسود في قطيع صدام، لم يكن يؤيده ولم يكن بوسعه أن يخالفه. وهو يذكرنا بوزير الخارجية السوري الحالي وليد المعلم، في ثقافته ومنصبه وسوء حظه أن رئيسه يحبه، ويعتقد أنه مهم جدا إلى درجة أنه لن يسمح له بأن يتركه.
التعليقات
هكذا هو الكاتب السعودي
ملاحظ -لست ادري لماذا يكتب الكاتب السعودي كما يشاء عن دول اخرى ولا يكتب بنفس الأسلوب عن دولته؟ لن ارد برد كبير لان المقالة بها الكثير من المغالطات والمضحكات كذلك؟ اولا من حيث منطلق المجتمع الذي تنتمي له فلا يجوز ان تتحدث عن الموتى بهذا الاسلوب؟ يكفي ان صدام حسين عندما كان يزور بلدك كان يقام له استقبال اسطوري بل كان معظم حكام العرب يهابونه! يحيا الغباء والجهل اذا كان كذلك في عصر لا يوجد به حاكم مهاب
الى ملاحظ !
الايوبي -انت تريد احراق كل كتب التأريخ ودروس التأريخ ومكتبات التأريخ بحجة ان الموتى لا يجوز الحديث عنهم ولو كان الامر في صالح صدامك لما كنت قلت هذا الكلام السطحي ..
تصحيح؟؟
أحمد - البحرين -".صدام لم يكن ضابطا ولم يدخل العسكرية وانما انتسب الي كلية الحقوق في القاهرة وكان مدنيا وان حاول ان يلتحق بالاكاديمية العسكرية الا ان طلبه رفض لانه لم يمتلك المؤهلات المطلوبة.
عميلان امريكيان
عصام حداد -من المعروف ان صدام حسين تم تجنيده من قبل المخابرات الامريكية اثناء اقامته في القاهرة،،اما عزيز فهو الآخر من ينتمي لتلك المدرسة،،عزيز كان المراسل الامين لل(CIA)الذي ينقل الأوامر والخطط الامريكية لصدام وما على الاخير غير التنفيذ الحرفي لكل تلك الاوامر بحنكة ودهاء ..
ايتام صدام
محسن ابو بكر -لم يقبل ايتام صدام ان يعترفوا ويتعلموا من خطأهم واخطاء صدام والبعث حتى العظم ولهذا السبب سنبقى متخلفين .. ما كتبه السيد الراشد معقولا جدا وصحيحا الى ابعد الحدود وعسى ان يتعلم الجاهلون المتغطرسون