جريدة الجرائد

مواجهات الموصل

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&عبد الرحمن الراشد&&

الموصل هي أرض المعركة الكبرى الموعودة، المدينة الثانية في العراق. والعالم ينتظر المواجهة الفاصلة هناك منذ نحو عامين، بين القوات العراقية والتحالف الدولي من جهة، ومقاتلي تنظيم داعش على الجهة الأخرى.

المعركة ليست ببساطة كلها بين الأخيار والأشرار، وإن كان تنظيم داعش الإرهابي هو الفريق الشرير، والعدو المتفق عليه. إنما، قبل أن يبدأ إطلاق النار، نشبت خلافات خطيرة حول إدارة الحرب بين الأطراف المتواجدة على الأرض، حول دور كل جيش مشارك، وكيف ستتم، وما مصير المدينة بعد تطهيرها، وماذا سيحدث لمئات الآلاف المتوقع تهجيرهم خلال وبعد القتال؟

في محيط الموصل، يتزاحم جنرالات عراقيون وأميركيون وإيرانيون وأتراك وغيرهم. جميعهم يعتبرونها معركة حاسمة لدحر تنظيم &"دولة الخلافة&" الإرهابي الذي أحرج قوى العالم بانتشاره السريع، وسيطرته على ثلث أراضي دولتين كبيرتين، العراق وسوريا، وارتكابه جرائم جماعية لم يسبق لها مثيل ضد كل المكونات الإثنية، بما فيها السنة من عرب وكرد تصدوا له.

كل يريد أن يكون له شرف الفوز بهزيمة &"داعش&"، واستخدامها ضمن الدعاية السياسية له في بلاده. والمعنويات عالية، فالجميع واثق بأنهم سيحررون الموصل أخيرًا، وإن لم نسمع تقديراتهم حول طول الحرب، وتكاليفها البشرية، خصوصا بين المدنيين الذين يستخدمهم التنظيم الإرهابي دروعا بشرية له. والمدنيون، إن نجوا من &"داعش&"، قد يقعون في قبضة ميليشيات &"الحشد الشعبي&"، التي بعضها، في واقع الأمر، تنظيمات إرهابية طائفية مماثلة.

ومن إشكالات أزمة تحرير الموصل خلاف عراقي تركي طفا على السطح فجأة، حيث توجد قوة عسكرية تركية على أطراف المدينة المحاصرة. وقد طلبت الحكومة العراقية من حكومة أنقرة أن تسحب قوتها، التي تقدر بأقل من ألفي جندي، التي تعتبر وجودها على أراضي عراقية غير شرعي، من دون إذن الدولة صاحبة السيادة. وقد جاء الرد التركي رافضًا على لسان الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي قال للزميل جمال خاشقجي، في مقابلته على قناة روتانا، إنه لن يسمح بتهجير السنة العرب والتركمان العراقيين، في اتهام واضح للحكومة العراقية بأنه لا يثق بإدارتها المعركة وتعاملها مع المكونين التركماني والعربي السني. الموقف التركي بالتدخل في الموصل من ناحية أثار تساؤلات، في ظل امتناع أنقرة عن التدخل لحماية أهالي مدينة حلب السورية المحاصرة، والمجاورة للحدود التركية، ومن ناحية أخرى لقي حماسًا كبيرا في المنطقة. فالحكومة العراقية أثبتت مرات كثيرة فشلها في حماية مواطنيها السنة في كل المعارك السابقة في محافظة الأنبار، وآخرها معركة الفلوجة وقبلها في الرمادي. حينها تمادت ميليشيات من الحشد الشعبي في الاعتداء على المدنيين من سكان المدينتين السنيتين بعد أن غادروها بناء على دعوة الحكومة نفسها لإخلائها. نينوى، وعاصمتها الموصل، من أكثر المحافظات العراقية المختلطة عرقيًا، أكراد وتركمان وعرب، وطائفيًا، سنة وشيعة وإيزيديين، ولم نسمع من الحكومة العراقية بعد عن ضمانات لسلامة السكان، عدا تأكيدات كلامية لم يعد يثق بها أحد.

كيف تستطيع حكومة حيدر عبادي، التعامل مع هذا الواقع المعقد، والمحرج، والخطير؟

في رأيي، أنه بإمكان رئيس الوزراء أن يطير إلى أنقرة ويتفاهم مع الحكومة التركية، ويقبل بدخول قواتها ضمن القوات المشاركة في المعركة. بهذا يتحاشى المواجهة، التي قد تعقب تحرير الموصل، عندما تحاول كل قوة التموضع في مناطق تعتبر نفسها مسؤولة عنها. وفي حال الوصول إلى تفاهم عراقي تركي يسبق مواجهة &"داعش&"، فإنه سيطمئن التركمان العراقيين، وكذلك السنة العرب، وسيزرع لأول مرة في العراق، منذ إسقاط نظام صدام حسين، إحساسا بالأمان للفئات المهمشة والمضطهدة، التي قادت العصيان ضد المركز، بغداد. إضفاء الشرعية على وجود القوة التركية داخل العراق سيخدم حكومة العبادي على مستوى إدارة الدولة لاحقا وليس فقط محافظة نينوى، ويجنبها الإحراج.

&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقترح غير مقبول
psdk -

مقترح قيام العبادي بزيارة انقرة والاتفاق معها على حماية المكونات في المنطقة بعد تحرير الموصل ، يعني اعتراف الحكومة العراقية ، بخرق سيادته وضوء اخضر للقوات التركية بالتواجد.. الاعذار التي طرحتها الحكومة التركية ، بخرقها سيادة دولة مجاورة ، كانت في كل مرة تجابه برفض رسمي عراقي ، في اول الامر ، كانت تقول بموافقة الحكومة العراقية ، وعندما رفضت الحكومة ذلك وطالبتها بالانسحاب، قالت الحكومة التركية ان تواجد قواتها بطلب من محافظ نينوى المقال ، اثيل النجيفي ، وورفض ذلك الادعاء وطلب منها الانسحاب ، واخيرا قالت الحكومة التركية بطلب من رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني ، ورفض الادعاء وطلب منها الانسحاب ، لان طلب الحصول على دعم عسكري ، سواء للتدريب او الاستشارة او المساهمة في القتال ، من صلاحية الحكومة المركزية ، والان الحجة الجديدة حماية الاقليات التركمانية السنية ، وكانهم حماة التركمان العراقيين الذين هم احد اهم مكوناة العراق ، وموجودين فيه منذ العهد العباسي وقبل تاسيس تركيا العثمانية ، بمئات السنين.. واين الحكومة التركية ، عندما سمحت للارهابين بعبور اراضيها الى العراق وتقديم السلاح والمال لهم لقتل وتدمير المدن في محافظة نينوى وغيرها ؟ الم تكن مدينة تلعفر العراقية ، ذات الغالبية التركمانية التي استباحها الارهابيون عبر تركيا ، قبل سقوط الموصل ؟ الم تكن مدينة الطوز وكركوك ومدن اخرى فيها مكونات تركمانية كبيرة او ذات اغلبية ، استبيحت من قبل الارهابيين ؟؟ اذا كانت تركيا تريد مساعدة العراق في القضاء على الارهاب عليها غلق حدودها امام تسرب الارهابيين وتقديم الدعم اللوجستي لهم ومعالجة جرحاهم؟؟؟ وعليها ان تتفق مع الحكومة العراقية في كيفية تقديم المساعدة وليس فرض الشروط ... اما قول الكاتب ان الحشد اساء في المدن التي ساهم في تحريرها فهذا هراء وافتراء ، من يقدم نفسه للدفاع عن الارض لا يا سيد الراشد ومن دمر وقتل واساء هم الارهابيين العرب ومن يدعمهم ... كما ان تحرير المدن والقصبات في نينوى سيتم تسليمها الى اهلها بدون ازالة العقبات من الغام ومواد متفجرة واعادة الخدمات ، كما حدث في مدن تكريت والعلم والدور والرمادي والفولجة والطارمية وغيرها .. والادعاء بتغيير ديمغرافي ، هو تبرير لمحاولات خرق السيادة ؟؟؟ ويا سيد الراشد بتفكيرك وتفكير الاتراك ،في اعطاء الشرعية لخرق سيادة العراق ، يعني انكم تري

العراق .. بلد الخلود
ماجد السعد -

على اردوغان ان يحمي ظهره أولاً .. لقد انكشفت عورة تركيا ودكتاتورها الطائفي حد النخاع .. كل اسبوع هناك تفجيرات في قلب أنقره .. الله لا. يضرب بعصا.. يُخطيء( ماعدا رزگار وبعض الخونة الآخرين طبعاً) من يظن ان العراق قد وهن .. هناك حشد الأسود وحُسين الصمود وعلي الورود .. لا تخافوا على العراق .. إنه موطن الحضارات الأول .. وسيبقى.

تركيا في العراق
الباتيفي -

الجيش التركي يدخل ويخرج من العراق كيفما شاء واي وقت اراد وهذا بموافقه حكومه العراق منذ عهد الدكتاتور صدام حسين وقعوا وسمحوا للاتراك بخرق الحدود وملاحقه اي كوردي تشتبه به انقره وخطر الحشد الشعبي اكبر من خطر داعش بعد الموصل فهم سوف يبيدون السنه في الموصل ويحولونها الئ مدينه شيعيه بحته وهم يتحرشون بالاقليم الكوردي ويهددون كوردستان واربيل وقد وقعت معارك وصدامات كثيره مع البيشمركه ان تركيا تفهم مدئ خطوره سقوط الموصل تحت احتلال ايران بواسطه المليشيات الشيعيه فهم ليسوا بافضل من داعش وفكرهم وعقيدتهم لا تختلف عن ارهابي داعش وان هم احتلو االموصل فسوف يهددون الامن التركي فهم اشد خطرا من بككه والوحدات الكورديه علئ الدوله التركيه لان برنامجهم هو طائفي بغيض وباداره مباشره من طهران وهو قتل وتهجير كل سنه المنطقه وربط لبنان وسوريا والعراق بايران لانشاء مثلث التحالف الشيعي او الهلال الشيعي لظرب باقي دول وشعوب المنطقه من السنه فايران تحارب الاسلام السني ولا تستهدف الغرب او اسرائيل لهذا الغرب متسامح مع ايران في تشيع ارهابها وتصديرها لدول العالم الاسلامي فهم ينفذون ما عجز عنه الغرب منذ الحروب الصليبيه في اضعاف وتشتيت العالم الاسلامي

الحشد لايعتدي على السنة
علي البصري -

هناك جهات تلفق ان الحشد يعتدي على الاخوة السنة وهذا غير صحيح ،الحروب ليست نزهة وفيها ويلات وهناك جهات غير مضبوطة في كل الجيوش والمتقاتلين لاتعمم على الجميع ثم ان هناك حواضن وجهات متمردة يعتبر البعض محاسبتها اعتداء على السنة !!الذين ساهموا في سقوط الموصل يتذرعون اليوم بهذه الحجج لمنع استرجاع الموصل وابقاء داعش فيها وتحقيق اهدافهم في تقسيم العراق بل الموصل نفسها بحجة حماية اهل السنة وكأن السنة في الموصل فقط !! وهم الى الان يذرفون الدموع على تحرير الانبار والفلوجة ،هؤلاء لاشك انهم دواعش لانهم يفضلوهم على عودة هذه المناطق للحضن العراقي بذرائع الدواعش نفسها !! الجيش العراقي افضل من الحشد لتحرير الموصل لسحب البساط من المتصيدين بالماء العكر فاعداء العراق لا يريدون جيش عراقي ولا حشد شعبي واهدافهم واضحة وحججهم واهية على اوردغان سحب جيوشه من العراق وحل قضية الاكراد والالتفات لاوضاعه الداخلية وترك العراقيين يحلون مشاكلهم بانفسهم فهم لايحتاجون نصائح اوردغان