جريدة الجرائد

مشاري الذايدي: اليمن.. حتى لا تضيع البوصلة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

  اليمن.. حتى لا تضيع البوصلة

 مشاري الذايدي 

 بعد إعلان المبعوث الدولي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن هدنة في اليمن تبدأ مساء اليوم الأربعاء، لمدة 72 ساعة، ما هو الحال؟

أولا ما لاحظناه هو موافقة الحكومة اليمنية الشرعية، حيث أكد وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، أن الرئيس هادي أبلغ ولد الشيخ بالموافقة: «على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، إذا التزم الطرف الآخر بوقف إطلاق النار وفتح الحصار عن تعز». وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أكد أن السعودية مستعدة لقبول وقف إطلاق النار إذا وافق عليه الحوثيون. وهذا التحفظ من الجبير، مسوّغ، نظرًا للتاريخ السيئ من قبل الحوثيين والصالحيين، وصدق التزامهم، بالهدنة، كما جرى مع الهُدن السابقة.
المهم، هو الحفاظ على سلامة الأهداف الكبرى، التي بسببها خيضت الحرب، حرب العاصفة، والتذكير، بلا كلل ولا ملل، بما يريد البعض محوه أو تناسيه، تحت هدير المدافع، وهو أن التحالف العربي والإسلامي، هو «منفذ الشرعية الدولية» ممثلة بالقرار الأممي 2216، الذي سلّم بمرجعيات العمل السياسي في اليمن، أي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وهو أيضا ما سلّم به حوار لندن الرباعي الخاص باليمن.
السعودية لا تحارب وحدها في اليمن، أو من تلقاء نفسها، بل هي متلحفة بغطاء شرعي دولي، وإقليمي، يسعى صالح، دومًا لتجاهله، وتصوير الأمر وكأنه «عركة شخصية» مع السعودية!
صمدت الهدنة أم لم تصمد، مثل سابقاتها، نجح الضغط الغربي أم لم ينجح في إيقاف العمل العسكري، خاصة الطيران الحربي لتحالف الحزم، فإن «البوصلة» التي لا يجوز أن تنحرف عن مسارها، هي أنه لا يمكن القبول بجيرة دولة حوثية في الجنوب السعودي، هذا ضرب لصميم الأمن القومي السعودي والخليجي.
الفكرة ليست إلغاء الفكر الحوثي من الوجود، بمعاونة المنتقم العبثي، علي عبد الله صالح، فالدنيا مليئة بالأفكار الخرافية، بل هي في منع الحوثي من الاستبداد بدولة اليمن، هذا تفريط في الأمن السعودي والخليجي والعربي.
ها هي إيران تصرّح علنًا، منذ أيام، بأن تدخلها باليمن، أي تمويل وتسليح وتثقيف الحوثي، هو جزء من جوهر «القيم الإيرانية» حسب عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني على التلفزيون الرسمي.
قال ذلك ردًا على وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي قال - من باب العتب - إن تدخلات إيران في المنطقة، تصعّب مهمة إدارة أوباما بخصوص «تسويق» مصارف إيران.
عراقجي قال له إن اتفاقنا النووي معكم، لا يشمل تدخلنا في المنطقة، وبالنص: «اتفقنا على هذا الأساس»!
مهما كان الأمر، لا يمكن التعايش مع سلطة الحوثي على اليمن، والباقي تفاصيل.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف