جريدة الجرائد

قبل معركة الموصل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 عماد العباد

بدأت تسريبات الانتهاكات ضد الأبرياء تظهر ومعركة الموصل لازالت على الأبواب. هذه المرة بتعذيب طفل فرّ من محيط الموصل. الفيديو الصادم ليس الأول ولن يكون الأخير للممارسات الوحشية التي ترتكب على هامش الحرب فما حدث في الرمادي والفلوجة من مآسٍ اعترفت بوقوعها الحكومة العراقية، لازالت حية في ذاكرة العالم.

الخوف من وقوع الانتهاكات في معركة الموصل ضد الأبرياء ليس محض خيال، وليس كل من تحدث عنه بالضرورة يدافع عن داعش كما أن إنكارها والتظاهر بأن كل الفيديوات المسربة هي لعناصر من تنظيم الدولة هو سذاجة أيضا. فقد أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا تحذيريا من الانتهاكات التي تنتظر الموصليين السنة وتوثق انتهاكات سابقة تجعل تكرار السيناريو في هذه المعركة شبه مؤكد. يقول التقرير: "تظهر أبحاث منظمة العفو الدولية أن قوات الأمن والميليشيات شبه العسكرية ارتكبت باستمرار انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الإنساني الدولي مع الإفلات من العقاب، وذلك باسم مواجهة هذه التهديدات. فقد عرضوا العرب السنة الذين فروا من المناطق التي سيطر عليها التنظيم للاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري والقتل غير المشروع بعد أسرهم أو احتجازهم، وأحدث ما وقع من هذا القبيل كان في سياق العمليات العسكرية الرئيسية في 2016، وبالتحديد في سياق المعارك الناجحة لاستعادة الفلوجة والمناطق المحيطة بها في محافظة الأنبار في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2016، واشتباكات إخراج التنظيم من الشرقاط بمحافظة صلاح الدين بين يونيو/ وأواخر سبتمبر/أيلول 2016، والصراع الدائر في الحويجة بمحافظة كركوك وفي الموصل والمناطق المحيطة بها بمحافظة نينوى".

القضاء على تنظيم داعش ضرورة قصوى وقد عانى منه أهل الموصل أمر المر، ويكفي أن تتخيل العيش تحت سطوة مجموعة من المختلين المجرمين لتعرف ما عايشه أهل الموصل على مدى عامين. لكن أن يتم تحريرها على أيدي ميليشات مجرمة كالحشد الشعبي فهو ما سيمثل نهاية مأساوية لكارثة الموصليين.

هذه المليشيات لا تقل ظلامية ووحشية وبلاهة عن داعش. وتصريح قيس الخزعلي زعيم مليشيا عصائب أهل الحق وهي إحدى فصائل مليشيات الحشد الشعبي في العراق يكشف العقلية الدموية الماضوية للحشد. يقول الخزعلي: إن معركة تحرير الموصل "ستكون انتقاماً وثأراً من قتلة الحسين، لأن هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد".

قلق الإنسانية على أبرياء الموصل له الكثير من الأدلة التي تبرره وتدعمه. وليس كل من دافع عن سنة الموصل يدافع عن داعش أو يفضل بقاءهم هناك. لكن من المهم أن نجنب أهل الموصل المنكوبين كارثة أخرى عبر مواصلة الضغط الدولي على الحكومة العراقية في سبيل منع مليشيات الحشد من المشاركة في المعركة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من يصدق الامر
psdk -

من بث الفديو بتعذيب طفل ، ونسبوه الى القوات الامنية والحشد ولرجال العشائر ، هم انفسهم من عذبوا الطفل ، ان صح الفديو ، وانفسهم من ذبح وقتل وسبى ودمر في الموصل وغيرها ، ما زالت بعض الابواق ، تبث اشرطة مفبركة وتنسبها الى المقاتلين العراقيين الذين يضحون بانفسهم لتحرير الارض المغتصبة وتحرير سكانها؟ لماذ لم يكتب الكتاب والمعلقين على قيام الارهاب الداعشي باعدام مئات الافراد ، خلال الايام الماضية ، واخرهم اعدام 58 رجل ومن بينهم شباب ؟ وكذلك اعدام نساء ؟ كفى دجلا بحجة الدفاع عن الانسانية ، لانكم تحاولون خلط الاوراق وتشويه الصورة ، وتبرير افعال الدواعش الاجرامية ؟ الم تشاهدون حرق المساجد واعداد كبيرة من المصاحف الكريمة في تلك الجوامع . الم تشاهدون قيام الارهابيين بتدمير كنائس برطلة وتلكيف وبعشيقة وغيرها وحرق كتبهم المقدسة لديهم ؟ يبدو ان الشرف ضاع لدى الكثيرين واصبحوا ادوات للتمزيق والتفريق وتبرير الاعمال الاجرامية التي يقوم بها الارهابيون

ردا على تعليقك
فهد -

الكاتب أشار الى وحشية داعش وضرورة القضاء عليها . انتقاد انتهاكات الطائفيين لا يعني الدفاع عن داعش .. لا يجب أن نغمض عيوننا عن الانتهاكات في حق المدنيين ونصور الحشد على انهم أبرياء من الطائفية