رؤية السعودية .. استخدام التقنية والمعلومات والحلول غير التقليدية

&أمين ساعاتي&

إن مشروع التحول الاقتصادي الذي سنباشر تنفيذ برامجه ضمن رؤية المملكة 2030 يستهدف استخدام تقنية المعلومات والحلول غير التقليدية لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مصدر تقليدي واحد يعرض الاقتصاد الوطني لهزات ظروف الأسواق العالمية.&

ولذلك فإن التحول الاقتصادي سيسعى نحو اقتصاد المعرفة لتنويع مصادر الدخل من خلال الخدمات والمعلومات والتقنية والإبداع بعيدا عن مناهج الاقتصاد الصناعي التقليدي.. الذي بات من مخلفات الماضي.

&والواقع أن التحول نحو اقتصاد المعرفة في هذه الأيام هو هدف أساسي لكل دول العالم المتقدم والناشئ والنامي. ولذلك نستطيع القول إن من يقود الاقتصاد اليوم ليس الصناعة التقليدية بل الخدمات والمعلومات والتقنية.

&ونلاحظ أنه منذ ثمانينيات القرن الماضي بدأت الدول الغربية المتقدمة تنفذ استراتيجية شاملة لتقليص دور الصناعة التقليدية في اقتصادها الوطني٬ حتى انخفض دور الصناعة التقليدية في دولة كالولايات المتحدة إلى نحو 15 في المائة من الناتج القومي الإجمالي.

&إن اقتصاد المعرفة والمعلومات هو المجال الجديد لمؤسسات المال والأعمال٬ ويبدو أن إعادة هيكلة اقتصادنا الوطني في إطار رؤية 2030 ستحقق أحلام جيل ما بعد الكربون، أو جيل ما بعد البترول.

&ويبدو أن الدولة اتخذت كل احترازاتها وتأهباتها فأنشأت صندوقا سياديا يعد أكبر صندوق سيادي في العالم لديه من الأصول ما يمكنه من تمويل كل متطلبات مراحل التحول الاقتصادي، مثلا بالإنترنت والمعلومات نستطيع التعاون مع الآخرين عن بعد لتطوير المهارات الخاصة بحل المشكلات والبحث عن الفرص المتاحة، نستطيع تسويق البضائع والخدمات مباشرة بفعالية لا تضاهى٬ نستطيع استغلال مصادر رسملة المشاريع٬ أما الأهم من هذا فهو عن طريق الإنترنت سيكون ممكنا قلب الصناعات التقليدية إلى صناعات خدمية حديثة٬ ووضع صيغ جديدة للأعمال التقليدية القديمة وتحويلها إلى إنتاج جديد وغزير يدر الأموال والثروات.

&إن أثرى أثرياء العالم اليوم ليسوا أصحاب الشركات التقليدية "الاقتصاد القديم"٬ بل أغنى أغنياء العالم هم أصحاب شركات تقنية المعلومات٬ ونذكر ـــ على سبيل المثال ـــ إن ثروة بيل جيتس، وبول آلان "مايكروسوفت"، وجيري يانج "ياهو"، وجيفري بيزوس "أمازون"، أعلى بكثير من ثروات شركات السيارات العملاقة جنرال موتورز وفورد، وأعلى بكثير من شركات البترول العملاقة مثل شيفرون وإكسون وشركة شل الهولندية.

&إن رؤية المملكة 2030 منهج جديد تصممه الحكومة بمتابعة خاصة من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من أجل تنفيذ برامج تهدف إلى ربط اقتصادنا الوطني باقتصاد المعرفة، وإلى تنويع موارد الاقتصاد الوطني ومضاعفة مخرجاته من خلال منظومة شاملة وهو ما يطلق عليه علميا اسم إعادة اختراع الحكومة Reinventing government .

يجب التركيز في مرحلة ما قبل الدراسة على العلاقة بين المعلم والطالب. أما في سنوات الدراسة الأولى فيكون التركيز على اللغة ومفاهيم الرياضيات. ولا يجب التركيز على نتائج الاختبارات بل على التحصيل المعرفي .

بمعنى حينما نضع برامج رؤية المملكة 2030 موضع التنفيذ٬ فإنه سيقوم على تنفيذ الخطط الرامية لتفادي اعتماد الاقتصاد الوطني على النفط كمورد رئيس٬ بل يسعى البرنامج إلى تنويع مصادر الدخل عبر حزمة من الموارد٬ وذلك عن طريق تحقيق أقصى كفاءة ممكنة للأداء الحكومي ووضع مزيد من التسهيلات أمام القطاع الخاص للمشاركة في تنفيذ برامج التنمية والبناء بفعالية أكبر.

&والموارد التي يستهدفها المشروع ــــ كما أشار إلى ذلك الأمير محمد بن سلمان ـــ هي المورد البشري في الدرجة الأولى٬ ثم مجموعة من الموارد كمورد الخدمات بكل آفاقه٬ ومورد السياحة٬ ومورد التعدين٬ وموارد الحج والعمرة التي قدمت مجموعة من المؤشرات الإيجابية في السنوات القليلة الماضية٬ كذلك سيعنى مشروع التحول الوطني بدعم مشروع الصندوق السيادي وزيادة مدخراته حتى يكون موردا من موارد دعم ميزانية الدولة.

&ولذلك فإن رؤية المملكة 2030 ستقوم على منظومة من المؤشرات الهادفة إلى وضع أسس قيام الحكم الرشيد القائم على مبادئ الشفافية والنزاهة والمساءلة.

&بمعنى أن الرؤية تستهدف تحرير الإنسان السعودي من وظائفه التقليدية المثقلة بالبيروقراطية وذات الإنتاجية المنخفضة، إلى وظائف تتميز بالإبداع والحلول غير التقليدية وذات الإنتاجيات العالية٬ لأن الإنسان السعودي مثله مثل الإنسان الخليجي ــــ مع الأسف ـــ موصوف بضعف الإنتاجية.

&ورغم أن المدارس والجامعات تنتشر في ربوع الوطن من حيث العدد٬ إلا أن التعليم ما زال بعيدا عن الجودة المطلوبة لبرنامج طموح مثل برنامج التحول الوطني٬ ولذلك فإن التعليم في أمس الحاجة إلى إعادة تأسيسه وتطوير مناهجه، وتقنين المناهج لتصب في بناء حضارة جديدة تقوم على التكنولوجيا والإبداع.

&إن التعليم والمعلومات٬ والحاسوب ـــ كما أشرنا ـــ هي الحلقات الثلاث التي يفترض أن تقوم عليها استراتيجية التحول الوطني 2030 وعند ذاك يجب أن يتجه الاقتصاد الوطني نحو المعرفة الجديدة التي باتت خيارا استراتيجيا وحتميا تأخذ به كل دول العالم٬ وبالذات الدول الناشئة والمتقدمة.

&ونؤكد أننا لا نستطيع أن نحقق التقدم إلاّ بتعليم عصري أدواته الأولى هي تكنولوجيا المعلومات.

&وإذا تابعنا قواعد الاقتصاد الدولي نلاحظ أن الاقتصاد الدولي يشهد اليوم تطورات متسارعة لمصلحة الاقتصاد الرقمي economy Digital ٬ وعلى الجامعات ومؤسسات الأعمال في السعودية أن يستوعبوا دروس الاقتصاد الرقمي٬ حيث إن عصر الإنترنت وفر فرصا اقتصادية جديدة لن يكون اقتناصها سهلا إلا إذا توافر لمنشآت الأعمال فكر خلاق وإدارة مبدعة تؤمن بالتغيير وتتبنى مستجداته واستحقاقاته.

&