جريدة الجرائد

أنا مع ترامب

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

علي سعد الموسى

في منتصف صيف عام 1988، كنت مسافراً على الطائرة من أتلانتا إلى مدينة ونفر الأميركية. كان إلى جواري بمقاعد الطائرة سيدة أميركية في منتصف العمر، آنذاك، وكعادة العربي، يبدأ حديثه من بوابة السياسة. يومها كانت حملة الرئاسة الأميركية محتدمة، وكان بطلها جورج بوش الأب، وأتذكر أنني قلت لها بصفاقة إن أميركا على أبواب انتخاب شخص لا تاريخ له سوى المال والأعمال، فكيف ينجح التاجر عندما يقفز من مقعد "البزنس" إلى "باراشوت" السياسة. أجابت فوراً: أميركا هي الاقتصاد وكل ما عداه هوامش لا تدخل في اهتمامات السواد الأعظم من المجتمع، وهي، أي أميركا، مثل شركة عملاقة تحتاج اليوم إلى مثل بوش الذي ابتدأ من الصفر ليكوّن بنجاح هذه الإمبراطورية. أميركا لا تحتاج إلى سياسي فلدينا في واشنطن آلاف من هذا الفصيل بقدر ما تحتاج إلى قائد "leader" يستثمر نجاحه الاقتصادي المصغر لقيادة الشركة الأكبر.

استمعت فاستمتعت بخطاب المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، إلى حزبه فجر ما قبل الأمس. سأكون منحازاً للقبول به إذا ما كان البديل المقابل هيلاري كلينتون. استمعوا لما قال عنها بالحرف: أميركا سئمت من السياسي المتردد الضعيف. لقد استلمت هيلاري دفة وزارة الخارجية الأميركية في عام 2009 وكانت ليبيا وسورية واليمن دولا قائمة مستقرة لكن سياساتها المترددة هي من أشعل فيها هذه الحروب الداخلية البشعة. هي، هيلاري، من سلم مصر إلى جماعة دينية متطرفة، وسياساتها وسياسة حزبها الديمقراطي هي من قاد إلى أسوأ نوع من المفاوضات مع إيران، وهو ما جعل من إيران بعبعاً فوق حلفائنا هناك، وأعطاها الفرصة التاريخية لتكون على مسافة قصيرة من امتلاك السلاح النووي، وأطلق أقدامها لتقضم عواصم الجوار من حولها. سياسة هيلاري هي من فرغ العراق وسورية من النظام لتستلم المكان جماعة "تنظيم الدولة" التي تهدد اليوم مصالح العالم وشعوبه.

تحدث عن إسرائيل مرة واحدة فقط، وتحدث عن أمن حلفائه في الشرق الأوسط مرات عدة. وبالطبع تحدث كثيراً عن إرهاب الجماعات الإسلامية، ولكنه أيضاً ذات الحديث الذي تقوله أنظمتنا وقيادات الرأي السياسي والفكري لدينا. لم يتحدث ترامب في خطابه الطويل عن "النفط" كما يصوره الديموقراطيون بعبعاً جعل من أميركا أسيرة له. وفيما يخصني كمواطن شرق أوسطي، وسعودي بالتحديد، فأنا أكاد أجزم أن مصالح اقتصادنا القوي تنسجم مع رؤى زعيم أميركي في البيت الأبيض لا مع سياسة ضعيف متردد أدت سياساته وسياسة حزبه إلى هذا الخراب التاريخي في خارطتنا وسلمتنا إلى يد العدو التقليدي على الضفة الأخرى من الخليج.

الخلاصة: ترامب نسخة مطورة من جورج بوش الأب في كل الدقائق والتفاصيل.
&
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ترامب رئيساً بالارهاب
عبدالله العثامنه -

قد تكون أمريكا بحاجه الى مهرج مثل ترامب لأن الثقافه السائد هي ثقافة التهريج ،، المهرج تستوقفه الحقيقه أثناء تهريجه وتدفعه لمواقف صداميه تنسجم مع طبعه الذي تستهويه الأضواء الكاشفه ببريق فرقعات المواقف السياسه الحاده ،،،لكن السؤال من الذي سيوصل ترامب الى سدة الرئاسة ؟؟ الجواب هو الاراهاب ،،، ترامب بحاجه الى خمس عمليات ارهابيه على غرار عملية أورلاندو وتنتهي القصه ،،،أتوقع أن يعمد القائمون على الارهاب لتجنيد شباب من أصول افريقيه من المسلمين الأمريكان ويستغلوا حالة الغليان بسبب قتل الشرطه لمواطنين زنوج (يعملوا كوكتيل من الزنوج والمسلمين) ويضربوا عدة عصافير بحجر واحد وفي النهايه يصبح ترامب رئيساً ،،هيلاري كلينتون التي قالت في كتابها أنها وراء القرار بانشاء داعش بالتعاون مع( ايران والمالكي طبعاً) تدور الايام ويكون داعش هو الذي حرمها من الفوز بالرئاسه !! أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني!! ،،،بالأمس كانت اللوبيات اليهوديه هي التي تأتي برؤساء أمريكا أما اليوم فأن الارهاب هو صاحب الكلمة الفصل ،،، انتبهوا يا ناس انتبهوا .

من امريكا وبالعربية
متابع لايلاف وصريح جدا -

فعلا تحية للكاتب والمقال المختصر والصريح ولكن ذكي اعلاميا وسياسيا ولست من جماعات ال-99 بالمئة ولكن ترامب سيفوز واكتب من ارض الواقع وطبعا تذكروا جملة -بيل-كلنتون بعد حرب الكويت وانتصار الجبار الامريكي -؟ولكن خسر جورج بوش- كان جورج بوش يقول Read my lips -اي اقراوا ما تقولوه شفتاي وكان جواب جملة -فريق- بيل كلنتون -زوج هيلاري كلنتون انذاك-؟ انه الاقتصاد يا غبي؟المهم خسر جورج بوش الاب-رغم ربحه في الكويت وتعرفون من استفاد والاموال والسلاح وطبعا مشروع قوة واحدة مسيطرة -على العالم -امريكاا وانتهى السوفيت ولكن جاء وربح كلنتون -لان الامريكان- او امريكا شركة مساهمة والمهم الاقتصاد وطبعا مجموعات موازين القوى واللوبيات -الصناعية-العسكرية-السياسية وقواها الخفية الحقيقية ومشاريعها وهذا الان يبرهن ان -دونالد -ترامب هو الرئيس القادم وفعلا -سيتخلص من لعبة داعش وما يسمى-استخدام الاسلام السياسي بكل فروعه حتى تفريعاته الارهابية من قاعدة وداعش وعصابة الاخوان وحتى جماعة -غولون التركية وسيكون اردوغان معتدل وخذوها مني والمهم مع المملكة السعودية بالذات تعاون مصالح واضح -بان امريكا قائد بدون الاساليب الماضية ولكن تبقى السعودية مركز الايمان الاسلامي ومركز نفطي وغازي ومالي ومصادر طاقة اخرى ولربما مشروع محمد بن سليمان 2030 -2050 وروح التطوير -المجتمعي ستكون مصالح مشتركة وبل حماية من اي اختراق ايراني ولكل شيئ حسابه والمهم هو يركز على ايران بانها -ذهبت زائد واكثر من اللزوم -ولهذا يقول بالتعاون مع روسيا بوتين وهنا امر اعمق من ان نشرحه هنا وفقط ساعطي اشارة- ان ما يسمى الثورة الشيوعية-ولينين- واركابه في قطار -بمساعدة المانيا؟والقضاء على اهم عائلة من عوائل الملوك في اوربا؟وكانه تشبه اعادة الخميني بطيارة من فرنسا اللى ايران وبمعرفة امريكا وبل التنسيق معها وخاصة الجمهورين ولهذا لم يطلق سراح المحتزجين الا بعد انتخاب ريغان؟وكلشي عن الجماعات الامريكية بحسابه والمهم مرة اخرى اقول-ان القياصرة ولربما عائلة ترامب الاسكتندلية -لربما هناك شيئئ ما -في صراع عوائل اوربا الملكية؟من يدري ؟المهم -تحية للكاتب لان المصالح الاقتصادية هي المحرك وبين امريكا ومن محسوب في جانبها وخاصة اج ولكن مع ترامب لسعودية بدون لعب- بالاسلام السياسي واستخدامه -انتهى عهد ولن يعود ابدا و استخدام الاسلام السياسي-انتهى وهذا في صالح المسلمين

كبسة
John Denver -

خلك من هرجة السياسة