جريدة الجرائد

ليست كردائيل أو فلسطين الثانية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مأمون كيوان  

حالات فض الاشتباك مع إسرائيل وإنجاز تسويات ومعاهدات واتفاقات سلام معها لم تجلب للعرب والفلسطينيين الخير والرفاهية. ولذلك على الكرد تجنب الوقوع في فخ الاستقواء بإسرائيل

 كان أمراً متوقعاً، وربما محموداً ألا يترافق الإعلان عن نتائج الاستفتاء الكردي الذي جرى في 25 سبتمبر المنصرم، بأي خطوات سياسية أو عملية انفصالية عن العراق من طراز «إعلان الاستقلال». لكن وعلى الرغم من ذلك لا تزال ملابسات وتوقيت وتداعيات هذه الخطوة الكردية تثير قوس إشكاليات تتجاوز طموحات كرد العراق لتشمل عموم الكرد في الشرق الأوسط، وعلاقاتهم مع القوميات والدول الإقليمية المجاورة.
وتجنباً لمساوئ ومخاطر النزعات الشوفينية و«القومجية» ومحاولات إثارة النعرات والأحقاد التاريخية، لا بد من الحذر الشديد من التسرع في إطلاق الأحكام وعقد المقاربات والمقارنات غير الدقيقة التي تقود إلى نتائج مضللة تترتب عليها سياسات خاطئة. 
ولعل من أبرز المقاربات المضللة «الاستشراقية» المسوقة في الإعلام الغربي، فهي التي تقول إن الأكراد هم الأمة الوحيدة في العالم التي لم تنل حقها في الوحدة القومية والسياسية. وتخصهم وحدهم بأنهم ضحايا القتل، والإبادة، والحرمان في العراق، مستشهدة بمجزرة حلبجة الكيماوية التي قتل فيها خمسة آلاف كردي. بينما الحقائق والوقائع تثبت أن العرب هم الأمة الكبيرة الوحيدة في العالم التي لم يسمح لها باستكمال وحدتها السياسية والقومية. كما قتل في حروب صدام العبثية و«البعثية» أكثر من مليون عراقي عربي.
ويتم تناسي واقعة استعانة مسعود بارزاني بجيش صدام، لإنقاذ عاصمته أربيل، من قوات خصمه جلال طالباني في حرب أهلية كردية قتلت وجرحت ألوف الأكراد، بعد حصول كردستان على «حكم ذاتي» مستقل في تسعينات القرن الماضي. وتناسي قيام الكرد بتوسيع مساحة كردستان العراق بمعدل 40 في المئة، باحتلال المناطق العربية. في عام 2014 والتركمانية. والآشورية - والكلدانية. وحرمان العراق من موارد أكبر بئر نفطية في العالم، تنتج 400 ألف برميل من النفط يومياً، علماً بأن عدد العرب والتركمان يصل إلى 60 في المئة من سكان المحافظة والمدينة.
ومن نماذج نتائج المقارنات الخاطئة، الزعم بحتمية التحول التلقائي لـ«دولة كردستان العراق المستقلة» في حال قيامها، إلى إسرائيل ثانية أي «كردائيل». وتجاهل هذه النتيجة الفاسدة الحقيقية والحق، وذلك لاستنادها إلى مغالطات ومعتقدات وأوهام تتعلق بوجود نمط من التماهي بين الحركة القومية الكردية والحركة الصهيونية وصل إلى محاولة القادة الكرد تقليد الصهيونية فكراً وممارسة، أي «كردستان الكبرى» على غرار «إسرائيل الكبرى»، والسير على خطى قادتها من أمثال ديفيد بن غوريون وإسحاق رابين.
ومما يدحض هذا الزعم أن كُرد العراق وتركيا وإيران وسورية ليسوا شعبا غريبا أتى ليستوطن بلادا ليست بلادهم باسم حق إلهي مزعوم. وفي الوقت نفسه الكرد ليسوا بمنزلة الفلسطينيين الجدد، أي لا يمكن «فلسطنة» الكرد واعتبار «كردستان الكبرى» هي «فلسطين جديدة». إذ لم يتعرض الكرد لحملات تطهير عرقي وطرد و«ترانسفير» على غرار ما تعرض له الفلسطينيون من سياسات تهويد فلسطين أرضاً وشعباً وسوقاً. بل كانت معاناتهم أقل من الفلسطينيين، واقتصرت على انتقالهم القسري بين مناطق «كردستان الكبرى» المفترضة جغرافياً التي تتقاسمها دول رئيسة هي: العراق وتركيا وإيران وسورية، لأسباب جيوبوليتيكية ومصالح حيوية خاصة بكل دولة من تلك الدول.
وعلى المستوى الشعبي والمجتمعي هناك خصوصيات وتمايزات بين الكرد والعرب من جهة أولى، ومن جهة ثانية هناك شراكات في التاريخ والمصير، فثمة قادة وشخصيات كردية لعبت أدواراً سياسية وثقافية مهمة عمقت الوطنية والأخوة الكردية-العربية، وكبحت النزعات الانتقامية بعض المرارات الكردية من العرب.
وإجمالاً، إن مسؤولية اضطهاد الكرد وقمعهم تقع على كاهل الأنظمة التي تضطهد شعوبها، فالكيميائي لم يستخدم ضدَّ الكرد في حلبجة فقط، بل استخدم في غوطة دمشق أيضا وضدَّ الشعب السوري.
كما أن حالات فض الاشتباك مع إسرائيل وإنجاز تسويات ومعاهدات واتفاقات سلام معها مثل: اتفاقات «كامب ديفيد» و«أوسلو» لم تجلب للعرب والفلسطينيين الخير والرفاهية والاستقرار الداخلي. ولذلك على الكرد تجنب الوقوع في فخ الاستقواء بإسرائيل والعلم الإسرائيليّ وإظهار حماسة استثنائيّة في حب إسرائيل.
ولعل النموذج التشيكسلوفاكي الناجح وظهور دولتي «تشيكيا» و«سلوفاكيا» قد يصلح للدراسة والاستنساخ في حالة كردستان العراق، لكنه يتطلب إنجاز استفتاء معاكس للعراقيين موضوعه الرئيس هو هل يؤيدون حل دولتين عربية وكردية في العراق قائمتين على حسن الجوار والاحترام المتبادل أم يؤيدون ولايات متحدة عراقية؟.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كركوك هزم داعش
ناصر -

اخي الكاتب هناك بعض الأخطاء التاريخية وقعة فيها اود تصحيحها :-اولا- كمال اتاتورك الزعيم التركي قام بيهجير ملايين الكورد من المناطق الكورديه الى إستانبول وحواليها وذلك ضمن سياسة التهجير القسري للمناطق الكورديه بين أعوام ١٩٢٠ ١٩٢٥ ،ثانيا -قاو صدام حسين بتهجير اكثر من مليون كوردي من بغداد الى ايران وهم الأكراد الفيليه باسم التبعيه في نهاية السبعينات قبل الحرب العراقية الايرانيه .ونفس السياسه قام بها حكومتي ايران وسوريا وحتى النظام الاسترليني في الاتحاد السوفيتي قام بتهجير الأكراد من مناطقهم الاصيله وزع العرب والفرس والترك مكانهم كسياسة التغير الجيوبولتيك !.وهذا خيرو دليل بان الكورد تعرضوا الى التهجير قبل الفلسطينين وأكثر منهم .وهناك ايظا عدة اخطاء ادبيه او منطقيه أودّ تصحيحها لك اولا ان كانت استعمال الجيش السوري للأسلحه الكيمياوية ضد المواطنين السوريين فهذا اسواء تبرير لصدام حسين وجريمته ضد الكورد في مدينة حلبجه ، وان كان هذا منطقك فماذا نقول نحن لك بالنسبة للمجازر التي حصل في صبرا وشاتيلا هل كانت حاله طبيعية لان بشار أسد تقوم بإسواء منها او حكومة خادم الحرمين تقوم بإسواء منها في اليمن !!!.لقد تكلمتم عن التوسع الكوردي بالتحديد في مدينتي مدينة كركوك . اذهب وابحث في الوثائق التاريخية لم تكن العرب والتركمان غالبيه في هذه المدينة طوال التاريخ حتى لو جمعتم العرب والتركمان مع بعظهم ، كل الإحصائيات التاريخية تؤشر بالغالبية الكورديه وكوردستانية كركوك بالرغم من سياسة التعريب من قبل الحكومات ألعربيه في العراق.لمعلوماتك أكراد كركوك هم الوحيدون في العراق اللذين هزموا داعش ثلاث مرات ولَم يتمكن الدواعش من التقرب منها رغم مساعدة بعض العوملاء المحللين لهم!محافظا شرف وكرامة واعراض العرب والتركمان في كركوك . الان يتواجد اكثر من مليون عربي نازح من الموصل والتكريت والرمادي والحويجه في كوردستان معززين ومكرمين عند اخوتهم الكورد !.لقد كان هذا جوابا متواضعا لكم

كردستانية كركوك
yasir muhamid axa -

كيف يبرر الكاتب كلامه ( لأسباب جيوبوليتيكية ومصالح حيوية خاصة بكل دولة من تلك الدول ) ويتناسى جرائم صدام واتاتورك وحكام تركيا بتهجير الكرد من مناطقهم وابادتهم وتدمير قراهم , وهل يكون المقارنة بين الكرد والفلسطنين بهذا الاسلوب , علماَ من يوم احتلال الاسرائيلي لاراضي فلسطينين لم يتم ارتكاب مذبحة ذهبت ضحاياها آلاف من الفلسطينين كما حصل للكرد في كردستان العراق ايام حكم البائد صدام ولا زمن اتاتورك الذي قتل مئات الاف من الكرد وهجر ملايين منهم ولا ايام كل رؤوساء تركيا , للشعب الفلسطيني الحق بكل اراضيه المحتلة كما للكوردي الحق باراضيه المغتصبة والمحتلة , والاستفتاء في كردستان العراق بزعامة البرزاني اثبتت للقاصي والداني رغبة الكرد بالحرية والاستقلال , على الكاتب ان يرى بمنظار المحايد ولا ان ينظر بعيون مغمضة وباحكام جائرة وان يقارن بين العمليات الارهابية التي قام بهاد الكرد ضد الابرياء والعزل في كردستان العراق من بداية القرن الماضي وحتى الان سيرى بان العمليات الانتقامية والارهابية صفر بالمئة بعكس حكام الذين تعاقبوا على الحكم في العراق او تركيا او ايران او حتى بسوريا