«إكسون موبيل» و«بتروتشاينا» مهتمتان بالاستثمار في طرح «أرامكو»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة سليمان من فيينا
أكد تقرير أمريكي اهتمام عملاقي الطاقة "إكسون موبيل" الأمريكية و"بتروتشينا" الصينية بالاستثمار في الاكتتاب العام لطرح عملاق النفط السعودي "أرامكو" والمقرر بدء إجراءاته في العام المقبل.
وأفاد تقرير "ناتشورال جاز وورلد" – عالم الغاز الطبيعى – بأن "بتروتشاينا" التي تقوم بإنتاج 2.7 مليون برميل يوميا، مهتمة بشكل كبير بالاستثمار في طرح "أرامكو"، حيث تسعى إلى تعزيز احتياطياتها النفطية الاستراتيجية، إضافة إلى رغبتها في تعويض انخفاض استثمارات شقيقتها الصينية "سى إن بي سي" في مشروع الشرق الأقصى الروسي للغاز الذي طرح في عام 2014.
وتوقع التقرير نجاح الاكتتاب خاصة في ظل سعي "أرامكو" لتكون شركة طاقة شاملة، وفق خطط التحول الاقتصادي في السعودية، متوقعا أن يؤثر اكتتاب "أرامكو" بالإيجاب في علاج مشكلة فائض مخزونات النفط.
وتتأهب "أرامكو" السعودية لإدراج أسهمها العام المقبل وتستهدف تقييما يصل إلى تريليوني دولار في الطرح العام الأولي الذي قد يكون الأكبر من نوعه في العالم.
وصف تقرير أمريكي عملاق النفط السعودي "أرامكو" بأنها أهم وأكبر شركة للنفط في العالم حيث تنتج نحو 10.1 مليون برميل يوميا وفق إحصائيات العام الماضي، مقدرا قيمة الشركة السوقية بأنها تتجاوز تريليون دولار، ومشيدا في الوقت ذاته بالإعلان السعودي عن طرح 5 في المائة من أسهم الشركة للاكتتاب العام في 2018.
ويتزامن ذلك مع خفض السعودية للإنتاج النفطي بنحو نصف مليون برميل يوميا في إطار اتفاق "أوبك" الموقع في فيينا بين دول المنظمة والمنتجين المستقلين في 10 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، والذي يقضي بتقليص المعروض النفطي بنحو 1.8 مليون برميل يوميا بمساهمة دول "أوبك" والمستقلين بقيادة روسيا.
من جهة أخرى، أوضح لـ "الاقتصادية"، فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أن تقرير وكالة الطاقة الدولية دعم على نحو واسع خطة التعافي في أسواق النفط خاصة بعدما أكد فاعلية اتفاق خفض الإنتاج الذي جاء مؤثرا ومناسبا مع حالة التراجع في الطلب النفطي في الدول الصناعية الكبرى.
وأضاف ديبيش أن هبوط المخزونات عزز الثقة بالاتفاق وزاد التفاؤل بوضع السوق النفطية، متوقعا أن يستمر تقلص المخزونات في ضوء استمرار خفض الإنتاج بما يفوق الحصص المتفق عليها في اتفاق فيينا، مشيرا إلى أنه – واستنادا إلى الوكالة – يمكن القول إن السوق خرجت بالفعل من مرحلة كساد وصعوبات اقتصادية استمرت على مدار ثلاث سنوات.
من جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية"، إيفليو ستايلوف المستشار الاقتصادي البلغاري في فيينا، أن السوق في مرحلة جيدة ومبشرة خاصة مع اقتراب الأسعار من مستوى 60 دولارا للبرميل منوها إلى أن مؤشرات الطلب متميزة أيضا وبالتحديد في ضوء تسجيل الواردات النفطية الصينية مستوى قياسي في شباط (فبراير) الماضي وبلوغها أكثر من تسعة ملايين برميل يوميا.
واعتبر ستايلوف أن التحرك السعودي- الروسي المتوقع لدعم تمديد اتفاق خفض الإنتاج ستكون له انعكاسات إيجابية واسعة على السوق النفطية، وسيحد كثيرا من الآثار السلبية للزيادة والنمو المستمر في الإنتاج الأمريكي، متوقعا أن تكون النتائج أفضل في النصف الثاني من العام الحالي مع تقلص مستوى المخزونات النفطية واستمرار تعافي الأسعار.
من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية"، تيري بروس المحلل والباحث في شؤون الطاقة، إن النفط حقق مكاسب سعرية جيدة على الرغم من ضغوط النمو المتلاحقة في الإنتاج الأمريكي، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترمب تطلق العنان لزيادة الاستثمار في الطاقة التقليدية خاصة الإنتاج الصخري ومن الواضح أنها أقل من الإدارة السالفة في الالتزام بمقررات اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي.
إلى ذلك، حافظت أسعار النفط على مكاسبها السعرية بفعل الأجواء الإيجابية المحيطة باتفاق خفض الإنتاج وتحقيقه تقدما مستمرا بعد مرور نحو أربعة أشهر على بدء تطبيقه وزيادة احتمالات تمديده بدعم من كبار المنتجين وفي مقدمتهم السعودية وروسيا. وتلقت الأسعار دعما من تقرير لوكالة الطاقة الدولية يظهر قرب تحقيق التوازن في السوق وتوقع استمرار تعافي الأسعار بفعل تضييق الفجوة بين العرض والطلب، إلى جانب مساهمة تراجع المخزونات النفطية الأمريكية في إعطاء مزيد من الزخم الإيجابي للسوق والأسعار.
وما زالت وفرة الإنتاج الأمريكي تكبح تحقيق مزيد من المكاسب السعرية للنفط الخام في ضوء استمرار تزايد الحفارات النفطية ويدعم هذا التوجه صعود الدولار على فترات متفاوتة.
وبحسب "رويترز"، فقد استقرت العقود الآجلة للنفط الخام عند 55.86 دولار للبرميل، مع توزع تركيز السوق بين ارتفاع الإنتاج الأمريكي وتخفيضات الإنتاج التي تنفذها "أوبك" ومنتجون آخرون، وارتفعت العقود إلى أعلى مستوى في شهر عند 56.65 دولار أمس الأول قبل أن تفقد مكاسبها.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ستة سنتات إلى 53.05 دولار للبرميل، ولامست العقود أعلى مستوياتها منذ السابع من آذار (مارس) عند 53.76 دولار للبرميل في الجلسة السابقة.
ويركز المتعاملون على بيانات أولية لتقديرات الإنتاج الأمريكي في التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تشير إلى أن الإنتاج المحلي ما زال في ارتفاع.
وأوضح التقرير الأمريكي أن المخزونات في مركز التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما الأمريكية ارتفعت 276 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في السابع من نيسان (أبريل).
لكن البيانات أظهرت هبوطا غير متوقع في إجمالي مخزونات الخام الأمريكية التي تراجعت الأسبوع الماضي 2.2 مليون برميل في الوقت الذي انخفضت فيه الواردات 717 ألف برميل يوميا.