جريدة الجرائد

سقطة المذيعة المصرية رنا هويدي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سارة مطر 

لا يمكن أن تكون وحدك أيها الشعب العربي الذي تحمل صفة شعب الله المختار، إننا جميعا نعيش على الكوكب ذاته، وما لا ترضاه على نفسك يجب عليك ألا ترتضيه على الآخرين

أكثر ما كان يجذبنا تجاه جمهورية مصر العربية، هو شعور مواطنيها الدائم بالحب لوطنهم، لديهم غريزة فطرية من الحب العظيم تجاه وطنهم، لا يمكن أن تجد مصريا من الممكن أن يتمادى معك فيما لو قمت بشتم بلاده، مصر رائدة في كل شيء، هي منصة الربان، بلد عظيم وكل ما فيها من حضارة وتاريخ وأدب وفن، يجعل هذا الوطن يتعاظم شأنه في داخلك، كما أن المصريين يرفضون أي كلمة تصف حالهم بالمزري، ويقفون ضد الاختلاف معهم، إذا ما كان وطنهم طرفا في القضية، يبيحون لأنفسهم شتم حكوماتهم وما يحدث من خطايا، لكنهم على استعداد أن يقوموا بتقطيعك «حتة.. حتة»، إذا ما فتحت فمك لتتشارك معهم الصور الخارجية التي يحفل بها وطنهم، تجدهم متطابقين تماما إذا ما أحسوا أن هناك هجوما على وطنهم، تقريبا ستقرأ العبارات نفسها والشتائم نفسها، وستشتم رائحة الأدخنة المتصاعدة من قلوبهم، وعليك ألا تذهل مما ستراه أو ستقرؤه في الدفاع عن ملكية مشاعرهم تجاه مصرهم، وأنا لا ألومهم ولكني ألوم تلك الرغبة الجامحة لديهم في الانتصار الزائف دوما تجاه بلادهم، في حين أنه من الواجب عليك أن تتقبل كل ما سيأتي منهم، وعليك أن تخرس لسانك وأن تبتلع الشتائم دفعة واحدة، إذ إنهم يرفضون فكرة الاختلاف بشكل كامل، ولا يريدون منك إلا أن تخضع لسياط ألسنتهم.
في أكثر من مرة، كنت طرفا بعيدا أشاهد التهكّمات والصراخ السلطوي، والبلاغة العظيمة والمتخصصة في عبارات الشتم والردح، بين عدد من المواطنين المصريين الذين يعتقدون أنهم وحدهم من يمتلكون الكرامة، ضد أي مواطن خليجي أو عربي، يشعر في داخله على الدوام أن الجميع استفادوا من خيرات مصر بأي شكل كان، وكأن المواطن المصري الذي جاء ليعمل في ليبيا أو الكويت لم يتسلّم أجرا على أدائه أعماله، وهذه مشكلة حقيقية يتسم بها معظم المواطنين المصريين.
ونأتي اليوم على مشهد آخر حدث قبيل أيام، حينما تصدرت المذيعة المصرية رنا هويدي معظم قنوات التواصل الاجتماعي، بسبب تغريداتها المسيئة ضد المملكة وضد الشعب أيضا، بل والمؤسف حقا أن المذيعة سبق أن شتمت المحطة التي تعمل فيها حاليا. 
رنا التي ظنت أن تغريداتها القديمة، والتي دونتها عام 2013، لن تجد من يهتم بها، وهذه أيضا سقطة أخرى لبعض الإعلاميين والمثقفين العرب الذين يعتقدون أننا بدو الصحراء، وأننا ما زلنا قابعين في الخيام، بينما البترول ينهمر في الأنابيب الواقعة خلفنا، صورة نمطية غبية في إدراكهم. 

إن الشعب الخليجي شعب متفتح وذكي ومخترع و«باشمهندس» وعالم وطبيب ومثقف وواع أيضا، الصورة الجديدة رغم الانفتاح التقني المبهر، لم تجعلهم على إدراك أن العالم اليوم تغيّر، ليس فقط في مدغشقر وإنما في الخليج أيضا. 
لذا، فـ«رنا هويدي» لم تهتم أبدا أن تقرأ وتشاهد بأم عينيها البطولات الخليجية الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، وحينما طلّت على أهم قناة في الشرق الأوسط، وهي قناة MBC مصر، والتي تعد من أكثر القنوات مشاهدة من المصريين، نسيت أن تلغي التغريدات التي كتبتها قبيل أعوام، على اعتبار أن الخليجيين شعب مغفل، أحمق، ما يزال يركب الدابة حتى يصل إلى مقر عمله، لكن ما حدث لـ«رنا» حينما فتش بعض المتابعين حسابها وتصوير تغريداتها المسيئة، والمطالبة بالتحقيق معها وإقالتها، أظن أن هذا الأمر بكل جرأته ومدى تفاعل المتابعين في «تويتر»، جعل هويدي في موقف صعب للغاية، وأول ما بدأت به بدلا من الإقرار بشجاعة بأنها من دونت التغريدات، قالت: إن حسابها سبق لهُ أن اُختُرق من «الهاكرز»، وبالتأكيد لم يصدق أحد كذبات هويدي، لأنها عقب هذه الشوشرة والبلبة قامت بإلغاء حسابها في «تويتر» بالكامل.
الشعوب العربية بأكملها عليها أن تعلم، أنهم ليسوا الوحيدين الذين يمتلكون السلطة الصوتية، وأنهم أيضا ليسوا الوحيدين الذي يذوبون عشقا في حب أوطانهم، وأن عليهم أن يتقبلوا الهجوم مثلما هو يقبل على نفسه الردح والشماتة في بقية الشعوب، لا يمكن أن تكون وحدك أيها الشعب العربي الذي تحمل صفة شعب الله المختار. إننا جميعا نعيش على الكوكب ذاته، وما لا ترضاه على نفسك يجب عليك ألا ترتضيه على الآخرين، ولو عكسنا المشهد اليوم، ووجدنا أن هناك إعلاميا خليجيا شتم بلدا عربيا آخر، وأهان شعبها، وظهر ليعمل في إحدى قنواتها الفضائية، فلن يقبل المواطن العربي ما يحدث. 
لهذا، لا تتعجب عزيزي المواطن العربي مما حدث خلال الأيام الماضية ضد رنا هويدي، فأيضا نحن لدينا كرامة ولا نقبل من يعمل في قناة ملاكها سعوديون، أن يحتفوا بوجود إعلامية سبق أن شتمت السعودية بأقذع الألفاظ البذيئة، وهذا درس لجميع الإعلاميين والمثقفين والفنانين الذين يريدون أن يعيشوا بسلام ومواطنة بيننا وبينهم. 
وأيضا، درس آخر لأجهزة الإعلام الخليجية، أن عليها ألا تبث أي أعمال لمن ثبت عليهم جُرم القذف والقذع، سواء لحكام الخليج أو لشعبه. 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نسائم الربيع
Zmnako -

(لا يمكن أن تكون وحدك أيها الشعب العربي الذي تحمل صفة شعب الله المختار، إننا جميعا نعيش على الكوكب ذاته، وما لا ترضاه على نفسك يجب عليك ألا ترتضيه على الآخرين ).تحية اعجاب الى الكاتبة الخليجية مغلفة بنسائم الحب والتاَخي من ربيع كوردستان وجباله، كلماتك ياسيدتي يجب ان تكون ضمن مناهج الدراسة منذ ان يبدا الطفل بطلب العلم في مدارس البلدان العربية ، نحن الكورد عانينا الكثير من النائبات لذات السبب ولم نزل نعاني ، فهذه الصفة الفتاكة التي يحملها اكثر الشعوب العربية غدت ان يعيش الانسان العربي بفكر ظلامي بعيدا عن النور والحب الالهي. تحية الى شعوب الخليج المتحضرة والمتعاونة مع شعب كوردستان. الاخت العزيزة سار اشدُ على قلمك وثقافتك واتمنى يوماً ان تزوري وطني كوردستان لتقفي بنفسك على حقيقة رايي. تحية الى العاملين في إيلاف الغراء. زمناكو Kurdistan.

كلمة الحق
نبيل -

يجب أن تقال , تهجمات المذيعه المصريه على شعوب الخليج هي شيء مرفوض , ولكن انتقادها لثقافة نشر الإرهاب في العالم وفي تدمير ثقافة المجتمع المصري هي كلمه شجاعه يجب أن تقال أيضا , ليس من اجل مصر وشعبها بل من اجل الامه العربيه والعالم